آخر الأخبار
  الشوبكي: تخفيض ملموس متوقع على أسعار الديزل وبنزين 95 في الأردن   قرار صادر عن "وزير الصحة" لتسريع حل المشاكل الفنية والطبية في المستشفيات الاردنية   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي بوفاة العضايلة   "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية   مكافآت وحوافز من أمانة عمّان- تفاصيل   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة   بيان صادر عن عشائر النعيمات بخصوص اللاعب يزن النعيمات   إصابة 4 بحالات إختناق في الاغوار الشمالية .. مصدر طبي يكشف عن حالتهم الصحية!   هل سيسلم بشار الاسد للسلطات السورية الجديدة؟ السفير الروسي في بغداد يجيب ..   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   أكثر مدن العالم اكتظاظاً بالسكان في 2025   سوريا تسعى لاستعادة بريقها السياحي   حسان وابوالسمن يتفقدان بدء أعمال البنية التحتية في عمرة   تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار   البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا   أمانة عمان تباشر أعمال تعبيد بمساحة 500 ألف متر مربع   الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة   الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة   رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة

ما بعد كورونا .. ما الذي سيتغير؟

{clean_title}

شغلت الأوبئة والأمراض والأزمات، على مر العصور، حيزا كبيرا بسبب التفكير والجهد المادي المبذول للقضاء عليها أو التقليل من تأثيرها على أقل تقدير، لكن ما هي التغييرات التي تطرأ على حياة البشر، بعد التخلص منها؟

وعرفت البشرية انتشار العديد من تلك الأوبئة، المهددة للحياة، والتي تتفاوت درجة تأثيرها وفقا لقدرات الأشخاص أنفسهم ومناعتهم وكيفية التعامل معها وتجاوز الأثر السلبي الناجم عنها، ولعل أهم أوجه العلاج، توفير الدعم والنصائح والمساندة لتجاوز الآثار النفسية والاجتماعية المحتملة

ومن البديهي أن أنماطا سلوكية ونفسية جماعية، تتولد أثناء وبعد حدوث تلك الأوبئة، فما هي الدروس المستفادة من الأزمات، وكيف يمكن تجاوزها مستقبلا؟

اضطراب ما بعد الصدمة

يرى الباحث في علم الاجتماع، حميد الهاشمي، أن من التداعيات التي ستخلفها أزمة الوباء العالمية هذه على الصعيد النفسي، ما يُسمى بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" (Post Traumatic Stress Disorder) ، وهو مرض نفسي قد يعاني البعض من أعراضه بعد انتهاء الأزمة

وفيما يخص الجوانب المرتبطة بالعادات والتقاليد والثقافة الاستهلاكية، فقد قال الهاشمي إنها "لن تتأثر كثيرا"، معتبرا أن "الحذر والرهاب سيزولان تدريجيا"

ويعزو الباحث في علم الاجتماع ذلك، إلى أن "التغير في العادات والتقاليد غالبا ما يحتاج إلى وقت أطول من الممارسة أو المعايشة للظاهرة المؤثرة ليظهر أثره، خصوصا لدى الشعوب والثقافات التقليدية، التي تؤمن بالغيبيات أكثر في تسيير حياتها"

العادات الصحية

وفيما يخص العادات الصحية، شدد أستاذ علم الاجتماع الثقافي، محمد السهر، على أن الفرد "سيعتمد نظام نظافة أكثر صرامة وستكون ثقافة غسل اليدين والتباعد الاجتماعي والتقليل من بعض العادات، مثل المصافحة والعناق والتقبيل، خصوصا لدى مجتمعات الشرق الأوسط، السمة البارزة في عصر ما بعد كورونا"

وأضاف: "الإنسان أدرك اليوم أنه كائن هش وضعيف جدا وقد يتعرض، في أي وقت، لغزو فايروسات خطيرة؛ لذلك سيكون أقل ثقة وأكثر شكا إلى أن يثبت عكس ذلك، من خلال عمل ملموس على أرض الواقع"

ويتفق الباحث في علم الاجتماع، حميد الهاشمي، مع الرأي المتعلق بوجوب تغيير العديد من الأمور، التي ارتبطت بأزمة الوباء الحالية، وذلك بدءا من العادات الغذائية، التي يمكن أن تتسبب بتكراره أو ظهور فايروس مماثل له، خصوصا في منشئه، إذا ما تأكد أن سبب ظهوره هو العادات الغذائية التي سببته

وفي جانب آخر، لا بد أن تترسخ الثقافة الصحية التي يمكن أن تقنن انتشار الأوبئة والأمراض

دروس بحجم الأزمة

من جانبه، وضع الأستاذ في علم النفس، وائل علي، البيئة على رأس "الدروس الإيجابية المستفادة من أزمة فيروس كورونا"، مؤكدا أن هناك تحسنا ملحوظا بالبيئة، حيث أصبحت أقل تلوثا وأكثر نظافة، بعد أن قلت انبعاثات الغازات الدفيئة المتسببة في تلوث البيئة، بسبب السيارات وأدخنة المصانع

فضلا عن ذلك، أشار وائل إلى "السلوك الجماعي وأهمية التكاتف والتكافل الاجتماعي"، مشددا على أهمية هذا الدرس، قائلا إنه "لا يمكن التغلب على أي كارثة دون وجود تعاون مشترك، سواء على مستوى الأفراد والجماعات أو على مستوى الدول"

بالمقابل، دعا السهر إلى "تأطير جديد لعلاقات الدول مع بعضها والمجتمعات والأفراد والجماعات، من أجل بذل أقصى الجهود الممكنة والأموال اللازمة، لتجاوز الأزمات في حال حدوثها مستقبلا"

وفيما يتعلق بمكافحة الأوبئة الفتاكة، قال الهاشمي إنه "يتوجب على المراكز العلمية، أن توجه جهودها من الأبحاث العلمية، وتوجيه الأموال نحو هذه الناحية المهمة، كما أن على الدوائر الصحية في مختلف بلدان العالم، أن تكون أكثر استعدادا على شتى الأصعدة، لاحتمال تكرار الوباء أو ما يماثله"