واصلت العملة المشفرة "بتكوين" صعودها عند أعلى مستوى لها منذ أيلول2019، وافتتحت تداولات الأربعاء على ارتفاع بنحو 5.1 بالمئة بعد تسجيل 10489 دولارا، قبل أن تعود إلى 10291 دولارا في أواخر جلسة التداول.
وكانت بتكوين قفزت خلال تعاملات الثلاثاء 4.6 بالمئة إلى 10300 دولار، وهو أعلى مستوى لها في نحو خمسة أشهر، قبل أن تتراجع إلى 10250 دولارا في أواخر جلسة التداول.
وتلقت "بتكوين" دعما من القلق العالمي حيال فيروس كورونا وأثره المحتمل على نمو الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) عن العملات الرقمية، إلى جانب طلب 40 مصرفا في ألمانيا السلطات النقدية الفدرالية السماح بتقديم الخدمات المالية للمتعاملين في العملات الرقمية.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول، أثناء شهادته أمام الكونغرس، الثلاثاء، إن مشروع "فيسبوك" لإصدار عملة مشفرة تدعى "ليبرا" كان بمثابة صحوة حول إمكانية إصدار عملات رقمية بشكل سريع للغاية، مضيفا: "لكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي بحاجة إلى أجوبة حول هذا النوع من العملات في الولايات المتحدة".
"مخاطر عالية"
وخلال في تصريحات نقلتها صحيفة عربي21قال الخبير الاقتصادي، مدير مؤسسة "بوليشماركس" للاستشارات الاقتصادية، قصي الجاموس، إن التجارة في "بتكوين" مغامرة محفوفة بمخاطر عالية لا علاقة لها بالأدوات والأسس الاستثمارية المتعارف عليها اقتصاديا.
وأرجع الجاموس صعود "بتكوين" المفاجئ إلى تزايد عمليات المضاربة عليها للاستفادة من تراجع أسعارها، مضيفا أن "استقرار سعر بتكوين فترة طويلة عند مستوى هبوطي منخفض أعطى إشارة للمضاربين بأن سعر العملة المشفرة وصل إلى القاع، وهو ما دفعهم إلى عودة المضاربة للاستفادة من هذه السعر المنخفض وتحقيق مكاسب كبيرة".
وحول توقعه بشأن استمرار الاتجاه الصعودي للعملة المشفرة من عدمه، قال الجاموس إن السعر يتذبذب بشكل حاد وليس له أي أسس يمكن القياس عليها أو الاستناد إليها بشأن توقع مسارات صعود أو هبوط هذه العملة، داعيا في الوقت ذاته إلى تجنب الدخول في المضاربة على "بتكوين" وغيرها من العملات المشفرة.
وتابع: "عالم مجهول، يفتقد لمعايير السوق الحقيقي، ومن يخوضون غمار المخاطرة في هذا العالم المجهول هم أصحاب أموال محترفون في جني الأرباح في الأسواق الافتراضية".
"توتر المستثمرين"
وشبه الجاموس "بتكوين" بمؤشر "VIX" الذي يقيس مدى توتر المستثمرين في الأسواق، لافتا إلى المضاربة عليها تنشط مع تزايد ضبابية الأحداث العامة وانعكاساها على وضع الاقتصاد العالمي.
وفي المقابل، قال المحلل المالي روس مولد، من شركة "AJ Bell" لتجارة الأسهم، في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن عودة صعود بتكوين سيشعل الجدل مجددا حول ما إذا كانت هذه العملة مالًا يمكن من خلاله شراء السلع والمنتجات ودفع الضرائب، وما إذا كانت هذه العملة تستحق النظر إليها كاستثمار في محفظة متوازنة أم لا.
وأوضح مولد أنه تم إعاقة إمكانية استخدام العملات المشفرة كبديل مقبول على نطاق واسع لطرق الدفع التقليدية، مثل بطاقات الائتمان، بسبب مخاوف من استخدامها لأغراض إجرامية.
والعام الماضي، فرضت دول عدة حظرا على الأدوات المالية المرتبطة بالعملات المشفرة مثل "بيتكوين"، وحذرت من أنه قد يتسبب التجارة بهذه العملات المشفرة في خسائر كبيرة للمستهلكين خاصة في ظل ارتفاع حجم مخاطر التعامل بهذه العملات وعدم قدرة الكثير على تقدير القيمة الحقيقية لها.
"مستويات الهوس"
ونشر مات ويلر، بمؤسسة "Faraday Research" البريطانية، تحليلا فنيا، عن اتجاهات "بتكوين" خلال الأيام المقبلة،توقع فيه أن تقترب أسعار العملة المشفرة من أعلى مستوياتها في الفترة من أغسطس وسبتمبر وأكتوبر من العام الماضي في نطاق 10500 - 11000 دولار.
وقال إن ارتفاع بتكوين إلى أكثر من ثلاثة أضعاف قيمتها خلال الأشهر الـ 13 الماضية قد يثير رغبة العديد من المتداولين في العودة مجددا للمضاربة على العملة المشفرة، لافتا إلى أن عودة المتداولين للمضاربة على "بتكوين" سيكون أكثر حذرا هذه المرة خشية التقلبات اليومية.
وتابع: "لهذا سيتسم الاتجاه الصعودي المتوقع لبتكوين خلال الأيام المقبلة بالهدوء النسبي، خلافا لما حدث لها قبل عامين ووصولها إلى مستويات الهوس وتداولها قرب 20000 دولار، قبل أن تتراجع لأدنى مستوى لها عند 3200 دولار".