عائلة الحريري تبدأ تنفيذ خطتها المعدة منذ سنوات للاستيلاء على القطاع المصرفي

جراءة نيوز-عمان-خاص وحصري :

كشفت مصادر مطلعة النقاب عن الأسباب الحقيقة لاستقالة عائلة شومان من أدارة البنك العربي التي جاءت قرارا مفاجئ للجميع دون سابق إنذار ،مؤكدة ان المتابع للإحداث والتطورات وللواقع خلال العشر أعوام السابقة يعلم أن السبب وراء هذا التغيير يعود للعمل الذي قام به الحريري الأب خلال الأعوام السابقة  وجاء الحريري الأبن بإكمال المشوار الذي بدءه والده بشراء أسهم البنك العربي للحصول على أكبر نسبه أسهم ليصبح صاحب أكبر حصة تسمح له بالسيطرة على مجلس الإدارة . 

وشدد خبراء اقتصاديون أن استقالة شومان والسعي الحثيث من قبل عائلة الحريري نحو الادارة لا يمكن أن تمحى السنوات التي تمتد منذ العام 1930 التي عملت خلالها عائلة شومان على بناء البنك العربي بجهد مخلص دؤوب تمكن البنك من خلالها من الارتقاء ليكون في مقدمة البنوك عراقة وتميزا وانجازا ،.قبل أن تبدأ عائلة الحريري بشراكتها وتنفذ مخططاتها للسيطرة على الادارة عبر ممارسات مالية تسببت بالخسائر التي مني بها البنك العربي ليتراجع ادائه ما دفع شومان لتقديم الاستقالة كونهم لم يعتادوا الا على التميز والانجاز والابداع في كل المجالات الاقتصادية وفي مقدمتها الشأن المصرفي البنكي.

وأكد خبراء اقتصاديون ان عائلة شومان بنت البنك العربي على أسس متينة من المبادئ والقيم  التي كان اساسها الأخلاق والشفافية العالية ، مشيرين أن هذا التحول الكبير في إدارة البنك من عائلة شومان لعائلة الحريري جاء بحرب استمرت طوال الأعوام السابقة لكسب إدارة البنك العربي لتحقق حلم الحريري الاب الذي حلم بتحويل أدارة البنك إلى بيروت ليرفع من نمو الأقتصاد اللبناني،في حين ينعكس ذلك سلبا على الاقتصاد الوطني الاردني.

وأكد الخبراء الاقتصاديون أن الحريري الابن أكمل مشوار الحريري الأب بالسيطرة على إدارة البنك العربي  تراجع البنك من خلال ممارساتها التي تتنافى والعمل المصرفي المتميز الذي كان منهجا للبنك اختطته عائلة شومان ،واستهجن خبراء اقتصاديون انتقال الادارة من عائلة شومان لعائلة الحريري رغم ان قانون البنوك يشترط فيمن يتولى رئاسة او عضوية مجلس ادارة بنك او مؤسسة أن يكون اردنيا ،اضافة الى أن المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي  شريكة بنسبة تصل الى 51% من اسهم البنك العربي  وهو ما يحول دون نقل الادارة لاجنبي .

وتسائلوا عن الاسباب التي ادت الى الخسائر التي اعلنت عنها الرسالة التي وجهها شومان في بيانه لاسباب استقالته. واعتبر خبراء اقتصاديون ان ما جرى في البنك العربي مؤشرا على بداية توجه لدى عائلة الحريري في السيطرة على القطاع المصرفي البنكي وبداية لتوجه ببسط نفوذهم في مجالات اقتصادية متنوعة خاصة في ضل استثمارات تقدر بمئات الملايين بينها استثماراتهم في مشروع العبدلي . 

وبين الخبراء ان  من اسباب الخسائر التي مني بها البنك التسيب والاهمال الحكومي وغض الطرف عن مؤسسة مالية كبرى يوجد فيها نحو 3 مليارات دولار للضمان الاجتماعي كأسهم تترنح يوميا!!،لافتين الى ان بيانات مالية سابقة نشرت على موقع سوق عمان المالي بافادت بان رواتب الإدارة العليا في البنك بلغت 42.3 مليون دولار الذين يبلغ عددهم وفقا للموقع الالكتروني للبنك قد بلغ 14 موظفا ما يعني أن متوسط رواتب الموظف الواحد في الإدارة العليا يبلغ 3 مليون دولار .

فيما كشفت مصادر مطلعة أن البنك العربي تورط في تقديم تسهيلات لمجموعة سعد والقصيبي ودبي العالمية وغيرهم بمبالغ ضخمة ادى إلى ارتفاع حجم الديون غير العاملة بنهاية العام 2007 من 454 مليون دولار الى 707 1 مليون دولار لتتراجع ارباح البنك العربي قبل الضرائب من 061 1 مليون دولار بنهاية العام 2008 إلى 487 مليون دولار بنهاية العام 2010.

ولفتت الى قيام البنك بشراء شركة خدمات استثمارية - غير عاملة - عن طريق مسؤول أردني سابق رفيع المستوى بلغت تكلفة اقتناء ما نسبته 80.18% من هذه الشركة على البنك العربي وكانت البيانات المالية للبنك العربي اشارت لخسارته حوالي 44 مليون دولار في حين أن البنك لم يعترف سوى بخسارة 8 مليون دولار علماً أن صافي حقوق المساهمين لتلك الشركة حوالي 22 مليون دولار وذلك وفقا للتقرير السنوي لعام 2009.

وكان رئيس مجلس إدارة البنك العربي عبد الحميد شومان وابنته وزوجته اضافة الى خمسة مدراء رئيسين اعلنوا تقديم استقالاتهم من البنك العربي نتيجة تفاقم الخلافات مع مجموعة الحريري، خلال اجتماع مجلس الإدارة ظهر الخميس،وعزا شومان استقالته في رسالة وجهها إلى "أسرة البنك العربي" إلى  عدم قيام المديرالعام التنفيذي ومجلس الإدارة بتحمل أعباء مسؤولياتهم القانونية بما يحمي ويحقق مصلحة البنك..

واشارت الرسالة بلاقول :لقد خيبوا آمال البنك، وخيبوا آمالي ، وخيبوا آمالكم".. ومن حسن حظ البنك ان الاستقالات جاءت في اليوم الذي كان فيه سوق عمان المالي مغلقا، حيث كان من شأن هذه الاستقالات أن تؤثر سلبا على قيمة السهم.. و تاليا نص استقالة شومان التي بعتها لمجلس ادارة البنك العربي : أعزائي أسرة البنك العربي ، منذ العام 1930 عملت عائلة شومان على بناء بنك يخدم العالم العربي وشعوبه؛ بنكا ملتزما قائما على أسس متينة من المبادئ والقيم ومدعما بالأخلاق والشفافية العالية. وقد كبر البنك بفضل ولاء وإخلاص أسرته الكبيرة؛ موظفي البنك العربي. ولهذا السبب كان من المهم دائما لجدي، ولوالدي، ولي ولأولادي أن يتم التعامل مع موظفي البنك، موضع احترامنا وتقديرنا، بطريقة تتسم بالموضوعية والمهنية خلال رحلتنا الطويلة التي ابتدأت بتأسيس البنك. وبالتأكيد كان كل ذلك مدعوما بمبادئ الحاكمية المؤسسية السليمة بالإضافة إلى القيم والمبادئ المثلى التي يتمتع بها الجميع ابتداء بمجلس الإدارة وانتهاء بموظفي البنك. إلا أنه يؤسفني القول بأن الحال لم يعد كذلك مؤخرا. أعزائي أسرة البنك العربي، انطلاقا من حرصي على مصلحة البنك قمت بنقل ملخص عن ملاحظات عدد من مدراء ومسئولي البنك الذين قاموا، بكل جرأة وموضوعية، ببيان عدد من الأمور والقضايا الهامة التي قد ينجم عنها نتائج لا تصب في مصلحة البنك ولا تحقق أي تقدم أو تطور في سياسات وإجراءات العمل ولا في نتائج البنك المالية. إلا أنني تفاجأت وأصبت بخيبة أمل كبيرة حين تبين لي أن الأشخاص المناط بهم حماية مصالح البنك ومسؤولية المحافظة عليه من خلال صلاحيات وسلطات منحت لهم لضمان ازدهاره كانوا هم نفس الأشخاص الذين لم يعيروا هذا الأمر أي اهتمام حيث لم يقم المدير العام التنفيذي بمناقشة هذه الملاحظات أو بيان وجهة نظره تجاهها الأمر الذي دعاني إلى دعوة المجلس للاجتماع لتدارس هذه الملاحظات وموقف المدير العام التنفيذي منها. إلا أنني جوبهت بردة الفعل ذاتها من نائب الرئيس ومجلس الإدارة. وعلى الرغم من أنكم قمتم بأخذ زمام المبادرة وتحملتم مسئولياتكم بتبيان تلك الملاحظات الهامة إلا أنني أجد نفسي مضطرا لإخباركم أن مديركم العام التنفيذي ومجلس الإدارة لم يقوموا بتحمل أعباء مسئولياتهم القانونية بما يحمي ويحقق مصلحة البنك......... لقد خيبوا آمال البنك، وخيبوا آمالي ، وخيبوا آمالكم . في ضوء ما تقدم، فإني لا أستطيع الاستمرار بالبقاء كجزء من مجلس الإدارة الذي يدير ظهره لموظفي البنك فيما يتعلق بمواضيع قد يكون من شأنها الإضرار بالبنك ولا أستطيع الإبقاء على أي رابط مع هذه المجموعة التي لا تقيم وزنا لمصلحة البنك والمصلحة العامة. لذلك، وبعد رحلة طويلة من النجاح معا، آسف أن أخبركم أنني قمت اليوم بتقديم استقالتي.