آخر الأخبار
  إنفجار جسم متفجر في الزرقاء ووفاة شخص وإصابة شخصين اخرين   وزير الزراعة: توفّر زيت الزيتون المستورد في الأسواق خلال مدة أقصاها 10 أيام   هيئة الإعلام تمنع التصوير خلال امتحانات الثانوية العامة دون تصريح   تأجيل رسوم الفصل الثاني لطلبة المنح والقروض   توضيح حكومي حول قرار الغاء إنهاء خدمات الموظفين بعد 30 سنة   محمود عباس: السلطة الفلسطينية مستعدة للعمل مع الرئيس ترمب والوسطاء والشركاء من أجل صنع السلام العادل والشامل   "رفض التبديل" .. يزيد أبو ليلى يكشف كواليس الهدف الأول في نهائي كأس العرب   إعفاء القماش المستورد لإنتاج الأكياس البيئية من الرسوم   فصل التيار الكهربائي عن مناطق بالأغوار الشمالية غدا   أورنج الأردن تواصل دعم الشباب وتختتم جولة خطوط YOمعاك بتجارب تفاعلية في الجامعات   مهم حول صرف رديات 2024!!   الحكومة تدرس استخدام سيارات الإسعاف لمسرب (الباص السريع)   وزير الاقتصاد الرقمي : تحديث شامل لتطبيق سند   غرفة تجارة الأردن: منحة تدريبية في إيطاليا لخريجي الجامعات   الحكومة تقر تسويات ضريبية جديدة   السميرات: بوابات إلكترونية في مطار ماركا مطلع 2026   حسان: ملتزمون بتصويب استيضاحات ديوان المحاسبة أولا بأول ومنع تراكمها   الحمادين: ديوان المحاسبة حقق وفرًا ماليًا 22.3 مليون دينار خلال 2024   أكثر من 17 ألف مخالفة لمركبات حكومية .. و82 حالة عبث بالتتبع الإلكتروني   تقرير ديوان المحاسبة منح خارجية بعشرات ملايين الدولارات لمشاريع لم يصرف منها شيئ
عـاجـل :

بعد 30 عامًا من الهروب .. قصة براءة مصري من 300 قضية

{clean_title}
عند سماع صافرة سيارات الشرطة أو مشاهدتها قادمة من بعيد، كان الفلاح المصري جمال عبدالخالق، يفر هاربًا داخل قاربه عبر النيل إلى الضفة الأخرى من النهر، ليعود بعد أيام لممارسة حياته الطبيعية في الزراعة والصيد، مترقبًا عودة قوات الشرطة لضبطه وتقديمه للمحكمة.

وقضى جمال الذي لا يمتلك رقمًا قوميًا نصف عمره في الهروب من سيارات الشرطة خوفًا من تنفيذ عدة أحكام قضائية صدرت ضده غيابيًا، فقد بلغت القضايا رقمًا حسابيًا لا يستطيع إحصاءه، ولكنه يعلم أنه مدان ومطلوب من قبل الشرطة للسجن لتنفيذ أحكام تمتد حتى نهاية عام 2042، بحسب ما كانت تسمع زوجته من أفراد قوات الشرطة دائمي التردد على منزله بغية ضبطه.

يعيش جمال أحمد محمد عبدالخالق، على الضفة الشرقية من نهر النيل، في منزل ريفي متوسط الحال، مع زوجته وأبنائه الخمسة وتسكن بجواره والدته وأشقاؤه وأبناء عمومته في عزبتهم الصغيرة التي تسمى ”عزبة عبدالخالق" الكائنة على نيل أسيوط، بصعيد مصر.

استخدم جمال قاربًا صغيرًا ومجدافين للهروب في فصل الشتاء عبر نهر النيل الممتد بين القرى والوديان المحيطة بمسقط رأسه ”عزبة عبدالخالق" التابعة لمركز ومدينة أبنوب بمحافظة أسيوط، بصعيد مصر، بينما كان يختبئ في فصل الصيف بين المحاصيل الصيفية الطويلة مثل الذرة.

وأسدلت محكمة مصرية (جنح مستأنف شمال أسيوط الكلية الدائرة الخامسة)، الستار مؤخرًا على آخر قضايا، عبدالخالق، بعد تبرئته من حكم غيابي بالحبس لمدة 3 سنوات، لتنقطع بذلك علاقته بالمحاكم ويذهب معها خوفه من مواجهة قوات الشرطة للأبد.

وكان جمال، البالغ من العمر 50 عامًا في نهاية العقد الثاني من عمره، حين سجلت أوراق المحاكم ضده أول قضية (شيك بدون رصيد)، لتصل بعد ذلك القضايا المسجلة بحقه في غضون 25 عامًا لـ 300 قضية.

وبدأت قصة جمال مع المطاردة الأمنية، عندما احتاج إلى المال، فكتب على نفسه شيكًا بدون رصيد، ليتم تحرير أول قضية عليه وهو في العقد الثاني من عمره، ليصبح بعد ذلك مطاردًا، حتى تم ضبطه في عام 2015 لتنفيذ أحكام بالسجن حتى عام 2042.


وتحدثت المحامية هدي الخرقاني، عن مشوار دفاعها عن جمال بعد أن رفض العديد من المحامين الدفاع عنه لكمية القضايا وتعثره المالي.

وقالت الخرقاني : ”لم أتردد لحظة أمام طلب زوجته بتولي الدفاع عن زوجها، وبدأت في المرافعات في قضية تلو الأخرى حتى حصلت على البراءة في أكثر من 300 قضية وقمت بتسديد مبلغ 30 ألف جنيه عنه من جيبي الخاص".

وأضافت: ”وجدت فيه وزوجته ووالدته الطيبة، ’جدعنة’ ولاد البلد حتى أصبح اليوم حرًا طليقًا يمارس حياته بشكل طبيعي بين أولاده وأرضه الزراعية".


وتابعت الخرقاني: ”رغم عدد قضايا التبديدات ومقاومة السلطات إلا أنه لم يسرق، ولم يقتل أو يتاجر في المخدرات أو يتخذ طريقًا مخلاً بالشرف، ولكن خوفه على أرضه ورغبته في الحفاظ عليها جعله يحرر شيكات دون رصيد ويهرب من الشرطة، ليتم تحرير قضايا مقاومة سلطات له حتى وقع في قبضة قوات الأمن لتبدأ رحلتها معه وأسرته في تقديمه للمحاكمة وبراءته النهائية من جميع القضايا".