جراءة نيوز-عمان-براء اسيه:
حذر باحث أوروبي من أن الثورات العربية ستتسبب في إذكاء نيران الطائفية في العالم العربي والشرق الأوسط، معتبرا أن هذه الثورات "أخرجت الصراعات الطائفية من قمقمها بعد سقوط أنظمة عربية مستبدة".
وأضاف باراح ميخالي -الباحث في مركز فريد، وهو مركز دراسات أوروبي يتخذ من العاصمة الإسبانية مدريد مقرا له- أن هذه الصراعات الطائفية "من شأنها القضاء على فرص إقامة مجتمعات ديمقراطية سلمية في العالم العربي".
وأشار ميخالي -في بحث له نشره مركز فريد- إلى أن الانقسامات الطائفية ليست بالأمر الجديد على منطقة الشرق الأوسط "إلا أنها اتخذت أبعادا تنذر بالسوء، ومن شأنها إيجاد مبررات جديدة للتوتر بين إيران ودول الخليج"، واعتبر أن بعض الحكام العرب "يحركون النعرات الطائفية من أجل الإبقاء على أنظمتهم".
ومن مظاهر هذه الصراعات -حسب الكاتب نفسه- الخلافات بين الإسلاميين والعلمانيين وبين المحافظين والليبراليين، وكذلك بين السنة والشيعة وبين المسلمين والمسيحيين، وقال إن هذه الانقسامات الأيديولوجية والطائفية أذكتها الإستراتيجيات الجيوسياسية وطموحاتها في الاستيلاء على السلطة بعد حدوث فراغ سياسي.
منظور أوسع
ولم تكن الثورات العربية -حسب ما يقول ميخالي- الوحيدة وراء إشعال الانقسامات في المنطقة، فهناك الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، فضلا عن الأجندة الإقليمية والظروف الاقتصادية السيئة.
ويقول الكاتب إن "ثناء إيران على الانتفاضات العربية في كل من تونس ومصر وغيرها ثبت زيفه وأثار الشكوك بين العرب حينما عارضت إيران الثورة السورية وتحالفت مع نظام الرئيس بشار الأسد لقمعها".
وأشار إلى ما أسماه "إعادة بروز الخلافات الطائفية في لبنان بين السنة والعلويين واستغلالها من قبل بعض الأنظمة العربية"، وقال إن على المجتمع الدولي أن يستخلص العبر من العراق وأفغانستان حيث تعمقت الخلافات الطائفية بعد احتلالهما وهضم حقوق بعض الأقليات، وهو ما حدا بالولايات المتحدة -حسب رأيه- أن تطلب من أعضاء المجلس الوطني السوري الانتقالي ضمانات للحفاظ على حقوق الأقليات.
ويضيف أن على الغرب "أن ينظر إلى ما يجري في الشرق الأوسط من منظور أوسع, وعلى كل من الأطراف الغربية والمحلية التوقف عن النظر إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من منظور طائفي، وبدلا من ذلك عليهم أن يكون هدفهم تعزيز التماسك الداخلي للدول".