آخر الأخبار
  للاردنيين .. اليكم أبرز تفاصيل المنخفض الجوي   "رياض حسن" بقبضة ادارة العمليات العسكرية في سوريا   صحيفة: إسرائيل تواصلت مع الأسد عبر واتساب   الأمن العام: إلقاء القبض على أربعة أشخاص قاموا بالاعتداء على سائق مركبة وتحطيم مركبته بمحافظة إربد   إعلام لبناني: توقيف حفيدة رفعت الأسد ووالدتها بمطار بيروت   السفارة الصينية في الأردن: تمديد تخفيض رسوم تأشيرة الدخول للصين   محافظ دمشق: لا نعادي الاحتلال الإسرائيلي   الافتاء": المساعدات المقدمة الى غزة الاسبوع الماضي تجاوزت الـ 2 مليون دينار   تحويل السير اثر حادث تصادم بين 4 سيارات بنفق صويلح   كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن بدءا من اليوم   خبير اجتماعي: مليون عامل أردني بلا حماية   تصريح رسمي حول انتشار الانفلونزا في الأردن   سوريا .. تصفية شجاع العلي المشتبه بتورطه في جرائم مسلحة   خطة أمنية شاملة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة   مهم من وزارة العمل حول أخر يوم للإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة   مراكز الإصلاح تُمكّن أحد نزلائها من اجتياز متطلبات الماجستير   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الشوابكة   "جمعية البنوك الاردنية" تبشر الاردنيين بخصوص أسعار الفائدة للعام القادم   أمطار قادمة للمملكة في هذا الموعد!   الأردن يرفض اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الاقصى

فياض يحذر: يجري حالياً تقويض السلطة الوطنية

{clean_title}

جراءة نيوز - عمان : حذر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، والذي يحظى باحترام دولي، من أن القضية الفلسطينية لم تكن أكثر تهميشا مما هي عليه اليوم، مشيرا إلى أن التركيز الدولي ينصب حاليا على الربيع العربي وأزمة اليورو والانتخابات الأمريكية. وقال رئيس الوزراء "إن القيادة الفلسطينيه تسير في طريق لا يمكن مواصلة الدفاع عنه، لا سيما وأن اهتمام العالم يتركز بشكل كبير على مناطق أخرى".

وانتقد رئيس الوزراء الفلسطيني بشدة فشل الغرب، بسبب عدم تعامله مع إسرائيل بجدية أكثر نتيجة انتهاكاتها للقانون الدولي وعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب خريطة الطريق. وقال "إن التهميش للقضية الفلسطينية هو حاليا العقبة الأكبر أمام التقدم نحو اقامة دولة فلسطينية. واضاف "قضيتنا لم تعاني مثل هذا التهميش، أكثر من أي وقت مضى. هذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لنا".

جاء ذلك في حديث اجرته صحيفة الأنتدبنت البريطانية رئيس الوزراء د. سلام فياض، تطرق خلاله للعديد من القضايا التي تتعلق بالوضع الفلسطيني بشكل عام أبرزها التهميش الدولي غير المسبوق للقضية الفلسطينية، والازمة المالية، واستمرار الانتهاكات الاسرائيلية المخالفة للقانون الدولي وعدم بذل جهود كافية من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، والاجراءات التي تقوض وجود السلطة الوطنية.

وحذر فياض من انه يجري حالياً تقويض السلطة الوطنية بسبب عوامل عدة، منها أزمتها المالية الحادة، وكذلك فقدان الفلسطينيين الإيمان بأنهم سيكونوا قادرين على وضع حد للاحتلال الذي يرسخ نفسه يوما بعد يوم.

ناشرا الهواء بيديه أحيانا، وطارقا بها الطاولة أحيانا أخرى، رفع فياض صوته وهو يشير الى خطة إسرائيل الأخيرة لهدم 8 خرب فلسطينية في تلال الخليل الجنوبية - بعضها يعود تاريخها إلى القرن 19- من أجل استخدام أراضيها للتدريب العسكري.

وقال "وزارة الدفاع الإسرائيلية تحاول أساسا إزاحة 8 خرب جنوب الخليل مستخدمة ذريعة مشينة تماما، وكأن الفضائات نفدت أمام الجيش الإسرائيلي لأغراض التدريب العسكري وليس أمامه إلا تشريد تجمع سكاني بأكمله، مدعياً إلى أن هؤلاء الناس الذين سيشردهم لديهم منازل في مدينة يطا جنوب الضفة الغربية. هذا أمر مشين للغاية. نحن نتحدث هنا عن قضاء تام على مجتمعات فلسطينية، وهذا ما لا نقبله".

إلى ذلك قال فياض "إن اللجنة الرباعية ركزت في الوقت الحاضر على مهمة مستحيلة، وهي إعادة إطلاق عملية السلام على نحو فعال، لكن ذلك يأتي أيضا على حساب الاهتمام بسلسلة من الانتهاكات، والتي شملت -وليس على سبيل الحصر- توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والذي تمارسه اسرائيل دون تعرضها لأي مساءلة أو عقوبات".

كما تطرق فياض إلى الغارات الليلية من قبل الجيش الاسرائيلي على مناطق "أ" في المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي يفترض أن تكون تحت سيطرة قوات الأمن الفلسطينية. وقال " ليس هناك ليلة لا ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي مداهمات وعمليات توغل في مناطق (أ)".

هذا وأشار فياض إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما كان تحت إمرة أرئيل شارون في الحكومة الإسرائيلية سابقاً، وافق على خطة خارطة الطريق المتفق عليها دوليا، والتي دعت في إحدى بنودها الى وقف بناء المستوطنات. وقال رئيس الوزراء "إنه أمر مشين. لا يوجد مطلب واحد من خريطة الطريق يمكن أن تقول أن الحكومة الإسرائيلية تلتزم به."

المجتمع الدولي أصدر في عام 2009، سلسلة من البيانات التي قالت إن بناء كل المستوطنات يجب أن يتوقف - وهو ما ترتب عليه لاحقا تجميد اسرائيل للاسيتطان لمدة 10 أشهر في محاولة لاستئناف المفاوضات- لكن فياض قال "إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أوضحوا للفلسطينيين أن " قواعد اللعبة تغيرت". واوضح أن التركيز الدولي الحالي على عملية السلام ليس جيدا.

فياض الذي سيلتقي نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج خلال زيارة قصيرة له الى لندن بدأت مؤخرا أشار بشكل غير مباشر الى موقف نتنياهو خلال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. قائلا "أنا لست ضد الجلوس مع الإسرائيليين. ولكن عندما يقول شخص إنه يقبل بحل الدولتين، لكن لديه مصالح أمنية في نهر الأردن دائمة أو طويلة الأمد، ويطالب بوجود عسكري هناك، ولديه كل هذه الوقائع على الأرض ليحافظ عليها، فإذن ماذا تبقى للحوار والمفاوضات؟"

ودعا فياض الى تحول في نهج المجتمع الدولي من خلال عملية تقوم على مبدأ "التجزئة"، بحيث يرفع المجتمع الدولي سقف المساءلة ليواجه إسرائيل على احتلالها، ولكن من دون أي شكل من أشكال "نزع الشرعية" عن إسرائيل، وقال "ينبغي على الاتحاد الأوروبي والعالم سؤال حكومة إسرائيل وأي حكومة إسرائيلية، سؤالا بسيطا ومباشرا: هل تؤيدين حلا لهذا الصراع على اساس قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على الأراضي التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس الشرقية؟ نعم أم لا؟"

وأضاف " إذا كانت الإجابة نعم، فسيكون من الصعب للغاية بالنسبة لإسرائيل شرح كيف تقبل باستمرار التوسع الاستيطاني وتطرف المستوطنين، والعنف الذي لا يمكن وصفه سوى بأنه إرهاب صريح في بعض الحالات." السيد فياض قال إن الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزارعهم ومساجدهم زادت بنسبة 150% خلال العالم الماضي.

الشيء نفسه بالنسبة لفياض ينطبق على الطريقة العنيفة التي يتعامل بها الجيش الإسرائيلي مع الاحتجاجات الفلسطينية غير العنيفة، حيث قال" هذا أمر خاطئ وخطير للغاية من وجهة النظر الأمنية، لأنك ببساطة لا تعرف ما اذا ستؤدي حادثة ما إلى فلتان الأمور وخروجها عن السيطرة، وفي الواقع، هذا سيخلق شعورا بان هناك سلطة ضعيفة لا تستطيع أن تفعل أي شيء لتمثيل الشعب بشكل فعال."

ومن هذا المنطلق دوت صرخة فياض من القلب لتمس بشكل كبير مخاوفه من المستقبل، غير راغب بالخوض في احتمالات وقوع انتفاضة ثالثة، وقال"عندما لا تصبح مصدرا لإجابات موثوقة ومقنعة بالنسبة لشعبك، فأنت تدخل في منطقة خطيرة. ليس علي التكهن إذا كانت هناك انتفاضة ستندلع اليوم أو غدا، ولكن حتى بدون أن يحدث ذلك، نحن نسير في طريق سياسي غير مستقر، وبالتالي يجب تعزيز السلطة الوطنية وتقويتها. فهي أداة رئيسية ومهمة لإرساء السلام، لكن سيكون الوضع هزليا اذا استمرت العوامل والظروف التي تقوض وجودها بشكل يصعب عملية الدفاع عنها وعن سياستها."

التهديد الأكبر حاليا بالنسبة لفياض والسلطة الوطنية، هو الأزمة المالية للسلطة، والتي وبالرغم من أنها حققت انجازات كبيرة في مجال الإدارة المالية خلال عهد فياض، إلا أنها واجهت أزمة منعتها من دفع رواتب الموظفين الشهر الماضي.

وبالنسبة لفياض فقد قال معلقا على الأمر "عندما تبدأ يومك تتساءل عما إذا كنت ستدفع مستحقات شركات الأدوية من أجل استمرار الإمدادات الطبية، أو أنك ستدفع للموردين الآخرين". وعلى الرغم من أن المسألة كما قال فياض، تحتاج لبضع مئات الملايين من الدولارات، إلا أن الأزمة هي واجب على المجتمع الدولي التعامل معه، لكنه الآن مشتت الانتباه وهذا يشمل أيضا الدول العربية.

السيد فياض بالتأكيد لا يدعو الى حل السلطة الوطينة الفلسطينية وهو أيضا يدرك أخطاء ارتكبها بعض عناصرها مثل التعامل الوحشي "غير المقبول" مع التظاهرتين الأخيرتين ضد السلطة في مدينة رام الله، والتي اعتبر فياض أن التعامل معها مخالفة لمبدأ مقدس وهو "حرية التعبير دون قيود".

ورغم كل هذا وبعد أن حقق فياض برنامجه الطموح لبناء المؤسسات على مدار العامين الماضيين فإن فياض لم ييأس بسبب عدم تحقيق تقدم في المسار سياسي، مؤكدا الاستمرار في برامجه الطموحة لأهمية أثرها على الفلسطينين وكذلك إسرائيل.

وقال فياض "أي زعيم إسرائيلي على وشك ابرام اتفاق معنا، سيجد أنه من الأسهل عليه اقناع شعبه بتوقيع الاتفاق، وأن الدولة الفلسطينية موجودة بالفعل وجاهزة". مشيرا إلى أن الأمر سيكون أشبه بمهزلة إن لم تكن هناك سياسة من المجتمع الدولي تواجه الواقع وتتعامل ضد سياسات اسرائيل كما يجب، وتطلب منها مثلا وقف عمليات التوغل في الاراضي الفلسطينية، والتي تعمل على تقويض السلطة الفلسطينية.

بالنسبة لرئيس الوزراء الفلسطيني يجب أن يكون هناك نهج أكثر قوة من قبل الساسة في الغرب. وفي الواقع يعتبر فياض أن عدم وجود تدخل قوي من المجتمع الدولي، ظهر من خلال عدم وضع القضية الفلسطينية على رأس جدول الأعمال للمرشحين في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وربما لن تكون أيضا في الانتخابات المقبلة، ولهذا كله، يصرّ فياض على الرغم من وجود اتجاه مخالف له في الرأي، بأن حل الدولتين ممكن، ولكن فقط اذا وجد نهج جديد من قبل المجتمع الدولي.