آخر الأخبار
  بتنسيق أميركي .. مؤتمر حول "قوة غزة" في الدوحة   ترامب يهدد بـ "رد شديد" بعد هجوم تدمر الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني   "المواصفات والمقاييس": حظر بيع (الشموسة) والتحفظ على 5 آلاف مدفأة من ذات النوع .. ورقابة مشددة قبل وبعد طرحها في السوق المحلي   نقابة الصحفيين تدعو المؤسسات الإعلامية لإنهاء التسويات المالية المطلوبة قبل نهاية العام   بيان امني حول "صوبة الشموسة": وفاة جديدة لشاب في عمّان   البدور: تثبيت مقر المجلس العربي للاختصاصات الصحية في الأردن   الصبيحي: 53.3% من مشتركي الضمان الفعّالين تقل أجورهم عن 500 دينار   النعيمات يغيب عن الملاعب مدة تتراوح بين 4 و 7 أشهر   الشركس: قوة الدينار الأردني تمثل حجر الزاوية في بيئة الأعمال   مدير عام الضمان: إلغاء التقاعد المبكر أمر مستحيل   حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة للأردنيين   هل سيتم استدعاء موسى التعمري إلى صفوف النشامى لتعويض غياب النعيمات؟ .. مصدر مسؤول يجيب   الاردن: تفاصيل حالة الطقس الليلة وغداً الاحد   هل يستطيع النعيمات اللحاق بالمونديال؟.. طبيب يرد ويوضح   الأمير علي: كنتم على قدر المسؤولية .. وقلوبنا مع يزن   الإحصاءات: انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين خلال 10 أشهر   عودة الأمطار الاثنين والثلاثاء   بدء سريان اتفاق الإلغاء المتبادل للتأشيرات بين روسيا والأردن   تحذير أمني للأردنيين من "صوبة شموسة": عدم إشعالها داخل المنازل تحت أي ظرف كان   الحكومة تعلن عطلة رسميّة بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة

تحريك عجلة تطور التجارة العالمية

{clean_title}
على الرغم من نمو التجارة العالمية بوتيرة سريعة وعلى نطاق واسع خلال القرن الحادي والعشرين، إلا أن سلسلة التوريد كان وما يزال يشوبها القصور الذي يشكل تعقيدات ومعوقات للتجارة؛ ذلك أن عملية نقل البضائع والتخليص عليها لم تشهد التحسن بالقدر المطلوب على مر السنين.
وسواء كان السبب يكمن في العمل وفقاً لمنهجية "عقلية الصوامع" وما يترتب عليها من عدم التكامل في تنفيذ الأعمال أو منع البيانات عن الجهات الأخرى المعنية، أو أنه كان يكمن في تباين وجهات النظر حول الأعمال التجارية والإجراءات، أو في المتطلبات الأعلى في ما يتعلق بمستويات الأمن، أو حتى في الإجراءات البطيئة للمعاملات الورقية، فإن الأنظمة الحالية يجب أن تكون أكثر أمناً وترابطاً ووضوحاً لإزالة العقبات التي شهدتها السنين الماضية.
كذلك، وحيث إن التكنولوجيا آخذة بالتطور سريعاً، كما هي آخذة بالتغلغل إلى مختلف القطاعات التي يعد قطاع النقل والخدمات اللوجستية من ضمنها، في الوقت الذي يتأهب فيه القطاع عالمياً لدخول العصر التكنولوجي الذكي استعداداً للثورة الصناعية الرابعة، فإنه لا بد له من مواكبة هذا التطور في كل مكان.
وأشار تقرير صدر مؤخرا عن المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن تقليص المعوقات أمام سلاسل التزويد قد يزيد إجمالي الناتج المحلي والتجارة الدولية إلى ستة أضعاف مقارنة مع تخفيض وإزالة جميع الرسوم الجمركية على الواردات الخاضعة لإدارة الدول المصدرة والمستودرة والشركات، كما أشار إلى أن تقليص هذه المعوقات يؤدي لفرص من النمو نظراً لقدرته على رفع إجمالي الناتج المحلي بما يقرب 5 %، وزيادرة التجارة الدولية بنسبة 15 %، وإلى أن كلا من إدارة الحدود، والبنية التحتية للنقل والاتصالات تشكل سبباً أساسياً في هذه المعوقات التي تشهدها سلاسل التزويد اليوم.
وقد أظهرت الدراسات الدولية أيضاً أن الدول التي تتبنى التطور التكنولوجي تتقدم بشكل أسرع من الدول الأخرى وصناعاتها تتميز بتنافسية أعلى وبقدرة على تطوير مزايا تنافسية، إلى جانب قدرة هذه الدول في كثير من الأحيان على خلق وتطوير تجمعات لوجستية، مما يخلق بيئة إيجابية ومحفزة للنمو الاقتصادي.
اليوم، وفي ظل العصر التكنولوجي، تأتي المنصات الرقمية المفتوحة الجديدة لتكون متاحة وفاعلة لمعالجة المشاكل الرئيسية في مجال النقل والخدمات اللوجستية. بعض هذه المنصات الرقمية تم عرضها في مؤتمر النقل البحري الشرق أوسطي الخامس عشر، الذي التأم في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول (اكتوبر) 2018 في العقبة.
وفي هذا السياق، يقول رئيس سلسلة التزويد وصناعة النقل واللوجستيات لدى المنتدى الاقتصادي العالمي، وولفغانغ ليماشير: "تتمحور الثورة الصناعية الرابعة حول المنصات الرقمية والاستفادة من الموارد التي توفرها الأنظمة الأيكولوجية، وهو ما يعد فكرة استثنائية، لكنها تتطلب تعاوناً وثيقاً وشكلاً جديداً من التنسيق الداخلي ضمن المؤسسات، والتنسيق بين هذه المؤسسات والأطراف الخارجية". ويضيف ليماشير أنه يتوجب على جميع الأطراف المعنية في النظام الأيكولوجي الانخراط في عمليات الأتمتة والدمج والتكامل والتنسيق للأنظمة المعتمدة من أجل جني الفوائد المنشودة وتخفيف المخاطر المرتبطة بعصر الرقمنة.
هذا وتجمع المنصات الأحدث والأكثر تطوراً، الآلاف من الشركاء التجاريين العاملين بشكل منفصل كل على حدة، بمن فيهم التجار ووكلاء الشحن والنقل الداخلي ومشغلو الموانئ ومحطات النقل الطرفية وشركات النقل البحري والجمارك والهيئات الرقابية على البضائع وغيرها، وممن يشتركون بالاحتياجات نفسها والاهتمام بمشاركة البيانات والوثائق بأمان وسرعة.
ويكمن مستقبل التجارة العالمية في رقمنة وأتمتة وتنظيم العمليات عبر المؤسسات، بما في ذلك التخليص على البضائع في عمليات الاستيراد والتصدير، بطريقة آمنة وقابلة للتدقيق، وحيث تكون العمليات والمعاملات الورقية "غير قابلة لعدم التقيد أو التنصل"، ما يعزز قدرة الشريك التجاري على إثبات أو دحض إرسال أو استلام وثيقة تجارية معينة من أو إلى شريك تجاري آخر.
ضمن مؤتمر النقل البحري الشرق أوسطي الخامس عشر، وبعد العديد من الجلسات النقاشية وما تم تداوله وتباحثه ضمنها، فقد كان من أهم المخرجات: جاهزية الأردن للقيام بدور قيادي في المنطقة لتطوير قطاع نقل وخدمات لوجستية مستدام وعصري ومعتمد على التكنولوجيا من أجل مستقبل أفضل، وذلك لما يتمتع به من مزايا أهمها الاستقرار والموقع الاستراتيجي على مفترق ثلاث قارات، بالإضافة إلى امتلاكه لقطاع تكنولوجيا معلومات واتصالات متطور وقوي. وأخيراً، فإن الأمر لا يتعلق فقط بجني فوائد قصيرة المدى، وإنما بتطوير بيئة وميزة تنافسية مستدامة للاقتصاد الأردني من أجل المزيد من النمو وخلق فرص عمل مستقبلية ينظر إليها بعين الحاجة الشديدة.