الزبون نائب رئيس اليرموك: "يجب الاعتماد على الكفاءة في اختيار المسؤولين"
في حوار مع الاستاذ الدكتور فواز عبد الحق الزيون - نائب رئيس جامعة اليرموك لشؤون الطلابية والاتصال الخارجي :
الزبون : تولي منصب رئيس الجامعة يجب الن لا يكون بالواسطة والثقل العشائري والمناطقي والكفاءة اساس الاختيار
طلابنا في الخارج يشغلون مناصب متقدمة ولا بد من استقطابهم لتسلمهم مناصب اساسية في الاردن
نتطلع لجعل جامعاتنا مرتبة عالية على التصنيفات العالمية .. ولدينا الكثير من الجامعات المؤهلة لذلك
لا بد من انشاء دائر للعلاقات الخارجية لاستقطاب الطلبة للجامعات الاردنية .
قانون الجامعات جيد .. والجامعات تعاني من مديونيات لغايات التخطيط السليم والقوانين المقيدة
لا بد من التخصيصية في الجامعات .. وانا ضد الجامعات التي تدرس البرامج والتخصصات المتكررة
الخريج الاردني اثبت جدارته محليا وخارجيا .. والعنصر البشري لدينا ثروة نفطية
الدكتور فواز عبد الحق الزبون شخصية واقعية مثقفة تدرج بدراسته في المراحل التعليمية من الابتدائية الى الاستاذية ، حيث انهى الثانوية العامة في المملكة الاردنية الهاشمية عام 1975 بحصوله على المرتبة الثالثة على مستوى المملكة, والاول على محافظة اربد, والاول على الضفتين في اللغة الانجليزية.
وقُبل في الجامعة الاردنية مبعوثا لدراسة مرحلة البكالوريوس في اللغة الانجليزية التي انهاها عام 1978 , وكان الاول في قسمه ، كما انهى مرحلة الماجستير من جامعة اليرموك بتخصص اساليب تدريس اللغة الانجليزية. ثم أُبتعث من قبل جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه على نفقته الخاصة الى الولايات المتحدة الامريكية لنيل درجة الماجستير الثانية في اللغويات عام 1983. ونال بعد ذلك على درجة الدكتوراه عام 1985.
المتتبع لسيرة الدكتور الزبون وما يحمل من إنجازات وخصوصا بعد ما انهى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في ست سنوات, نال على درجة الاستاذية دون عمر 38 سنة ,وفي محصلته (144)مؤتمر دولي, كما ان أبحاثه فاقت ال (80) بحثا وعقد ثلاث مؤتمرات علمية تخصصية في كل من جامعة إربد الأهلية وجامعة الزيتونة وجامعة الزرقاء بأقل من عام وكان الدكتور الزبون نجماً من نجومها .
ونشاط الدكتور الزبون الذي ازداد عنفواناً بعد أن حاز على درجة الأستاذية, وليس كغيره ممن اكتفوا من الغنيمة بالإياب . كثير من الأساتذة بعد إنهاء سلم الترقيات يدخلون في سبات عميق منتظرين الحلول في مواقع المناصب إدارية وقليلون منهم من يبدأ إعادة النظر في تجربته وأبحاثه بنظرة تأملية لينطلق نحو عالم جديد من البحث العلمي الجاد والمتأني . يعمل الان نائبا لرئيس الجامعة للشؤون الطلابية والاتصال الخارجي في جامعة اليرموك .
حوارنا مع الاستاذ الدكتور فواز عبد الحق الزيون سادة الحرية والشفافية لما يحمل من رؤية واضحة وتشخيص حقيقي لمرحلة التعليم والتعليم الجامعي :
* بطاقتك الشخصية وأهم المناصب التي تقلدتها؟
- الدكتور فواز عبد الحق الزبون انهيت المرحلة الثانوية من النعيمة التحقت بالجامعة الاردنية وانهيت البكالوريوس 1978 بعد ذلك التحقت بدراسة الماجستير في جامعة اليرموك وانهيت 1982 بتفوق حيث تم تكريمه من قبل جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال رحمة الله عليه في بعثة الى الولايات المتحدة الامريكية حيث تخصصت باللغويات في جامعة ويسكونسون ماديسون. كان لي شرف العمل في جامعة اليرموك 1986 وتقلدت عدة مناصب عميد كلية الآداب وعميد عمادة البحث العلمي والدراسات العليا و نائب عميد وعميد كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة ال البيت ونائب رئيس جامعة الطفيلة وحاليا نائب رئيس جامعة اليرموك .
* كيف ترى مستوى التعليم الجامعي في الاردن؟
- ان مستوى الدراسة في الجامعات الاردنية تحظى بمستوى طيب، هناك نقاط قوة نفخر بها وهي انه الكثير من طلبتنا المبتعثين يبدعون في الجامعات الاجنبية, فعلى الصعيد الشخصي عندما درست في الجامعة الامريكية في العام الاول اعتمدت على ما تعلمته في مرحلة البكالوريوس والماجستير في جامعة اليرموك ، فدور جامعاتنا لا يمكن انكاره, القاصي والداني يشهد بدور ومستوى التعليم في الاردن. ما يثلج الصدر ان الخريج الاردني اثبت موجوديه في السوق المحلي والعربي والاجنبي, ومثال على ذلك ان زوجة ابني "ربى الشياب" حصلت على البكالوريوس من جامعة اردنية وكان تقديرها جيد في تخصص الهندسة الجينية وعندما التحقت بجامعة في الولايات المتحدة الامريكية حصلت على تقدير ممتاز في الماجستير وحصلت على منحة دكتوراه في جامعة امريكية تخصص بيولوجي طبي. رغم انها حصلت على تقدير جيد في جامعة اردنية لكنها ابدعت في الجامعات الأمريكية وهذا دليل على ان الطالب الاردني مبدع ومتفوق ".
ورغم ان الاردن فقير بموارده الطبيعية لكنه يتمتع بموارد بشرية وعقول ابداعية فهو النفط الذي لا ينضب. الاردن غني باهله وبشبابه الذين نفاخر بهم العالم. رغم اننا دائما غير متفائلين من ان التعليم ليس كما نأمل لكن المادة الخام في طلابنا متوفرة ويتوقع منهم الكثير ودائما الطلبة الاردنيين والمبتعثين والدارسين يثبتون جدارتهم وابداعهم خارج الاردن وهناك قصص نجاح كثيرة تستودع منا السعادة والفخر.
*كيف ترى مستوى التعليم في الجامعات الاطراف؟
- كان لي الشرف انني عملت في الجامعات الاطراف مثل جامعة ال البيت والطفيلة التقنية وشهدت هناك الكثير من التطور وتحمل في جعبتها انجازات لا يستهان بها. على سبيل المثال كان لدينا مجموعة من المتفوقين في جامعة ال البيت وعندما عملت هناك ابتعثنا مجموعة من الطلبة الذين نفتخر بهم وبإنجازاتهم في الجامعات التي ابتعثوا لها حيث يشار لها بالبنان والان هم زملاء لنا. وايضا لنا الفخر ان جامعة الطفيلة التقنية حازت في العام الماضي على رقم الثاني على المستوى العالم في صناعة سيارة فورميولا المشهورة يستغرب البعض كيف لجامعة الطفيلة تذهب الى بريطانيا لتنافس على الجانب التقني والهندسي على مستوى العالم. هذا خير دليل ان المستوى التعليمي في جامعاتنا يواكب المستوى العالمي ودليل على ان شبابنا مبدعين وهذا لن يحدث لولا وجود بيئة تعليمية مناسبة تستفز افضل ما لدى طلبتنا في الجامعات. جامعات الاطراف واجهت الكثير من التحديات واستطاعت ان تستجيب لهذه التحديات بشكل رائع وملفت, والان اصبح لدينا قناعة عالية بان نرسل ابناءنا للجامعات الاطراف ونحن مطمئنين لان المستوى التعليم فيها متطور.
وما يثير استغرابي ان هناك انتقادات حول التعليم في جامعاتنا ودائما يُنظر للجانب السيء دونما الالتفات للجاب المشرق الذي تشهده الكثير من جامعاتنا الاردنية. برأيي هذا يعتبر سوء تسويق، فمثلا جامعة ال البيت لم تحصل على الاعتمادية من قبل المملكة العربية السعودية الا مؤخرا كان من المفروض على السفارة الاردنية ووزارة التعليم العالي والوزارة الخارجية بذلوا جهد اكبر لتسريع الاعتراف، وال البيت من الجامعات التي بإمكانها استقطاب عدد كبير من الطلبة السعوديين وخصوصا انها قريبة للدولة السعودية وايضا من جميع انحاء العالم لما تتمتع به من امكانات تعليمية هائلة. ما يثلج الصدر ان جامعة ال البيت من الجامعات التي خرجت كفاءات نفتخر بها وبإنجازاتها هناك عدد كبير من قصص النجاح للخريجين من هذه الجامعة على مستوى الوطن ومستوى العالم. شعرت بالسعادة عندما قابلت الشهر الماضي احد خريجين جامعة ال البيت وهو حاليا وزير للتعليم العالي في ماليزيا يضرب به المثل هناك, وها هم طلابنا يُستقطبون لشغل مراكز عالية في الخارج وارى انه الانسب والاولى ان نستقطب هذه الكفاءات لتشغل مراكز سياسية في الاردن ونكرمهم لان سمعة الاردن من سمعتهم. ونعتبر هذا نتاج لجامعة ال البيت التي وفرت البيئة المناسبة لمثل هؤلاء الشباب الذين هم فخرنا فسمعة جامعة ال البيت من سمعة الاردن. هذا دليل قاطع بان لدينا شباب لديهم قدرات وكفاءات عالية وايضا هناك بيئة خصبة في جامعاتنا تسمح لنمو جيل واعي ومبدع في جميع المجالات.
*ما هي التطلعات والرؤى التي تسعى لتحقيقها وخصوصا انك تشغل منصب اداري هام جدا في جامعة اليرموك؟
- اود التأكيد على التخطيط الاستراتيجي ودوره في الحصول على نتائج ايجابية قصيرة المدى وبعيدة المدى، فمن الضروري تبني الجامعات الاردنية خطط استراتيجية خمسية وعشرية ، ومن ليس له رؤيا ورسالة واضحة من المؤكد لن يكون له مستقبل. واهم تطلعاتي هو تحقيق العالمية لتحتل جامعتنا مرتبة عالية على التصنيفات العالمية. هناك الكثير من الجامعات الاردنية مثل جامعة العلوم التكنولوجيا حصلت على اعتماد عالمي في مجال الهندسة وهذا يسهل قبول وتوظيف ابنائها في القبول و التوظيف في الولايات المتحدة الامريكية والجامعة الاردنية بأذن الله ستحظى بهذا النجاح قريبا. جامعة اليرموك تم تصنيفها 1001 على مستوى العالم وتسعى حاليا جاهدة لتحسين هذا التصنيف وكذلك بقية الجامعات الاردنية . ومن المهام الاساسية التي نسعى لها جاهدين التشاركية والعالمية والى استقطاب المزيد من الطلبة من الدول العربية والاجنبية للدراسة في جامعاتنا الاردنية.
وهناك مجال واسع للتشاركية العالمية مثل ارسال اساتذة للجامعات الاجنبية للدراسة واكتساب الخبرات ونحن مشروع جامعات رائدة وقادمة حيث ان الاردني يتميز بالجلد والقوة وينحت الصخر لتحقيق طموحاته واهدافه. ما يثير فخرنا اننا في السابق كنا نرعى الغنم والان نحن نرعى الامم من خلال الثروة البشرية والتي نعتز بها فهذا يجعلنا نفرح من قلبنا ان المناطق النائية تملك منارات علم عظيمة وقيمة. انا اؤمن بالإنسان الاردني وانه لو اعطي الفرصة سيبدع لا محالة وسيكون مثال يحتذى به وبإمكاننا ان نستنسخ المبدعين في جميع انحاء الاردن, والاردني ثروة لا تقدر بثمن.
*برأيكم ما الاسباب التي ادت الى انخفاض اعداد الطلبة الوافدين الى الجامعات الاردنية ؟
- اشرت لك سابقا انه للأسف هناك تقصير في عملية استقطاب الطلبة من خارج الاردن للدراسة في الجامعات الاردنية ، ولهذا اؤكد على ضرورة وجود دائرة للعلاقات الخارجية ووحدة لاستقطاب الطلبة من الخارج. التسويق لجامعاتنا من أهم الاولويات التي يجب الانتباه لها من قبل الجهات الادارية في مختلف الجامعات الاردنية ولا ننسى ايضا من أهم ادوات التسويق لاستقطاب الطلبة هم الطلبة الخريجين من جامعاتنا ، و هذا يتطلب منا ان نعد سفراء طيبون من خريجينا لينشروا للعالم اجمع الصورة الايجابية للتعليم في الاردن. ومن الاجراءات الناجعة للتسويق عقد شراكات بين الجامعات الاردنية والاجنبية والعربية حاليا جامعة اليرموك تعقد شراكة مع احدى الجامعات التركية التي تبنت برنامج كلية الشريعة في جامعة اليرموك في برنامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والشهادات معتمدة عالميا.
وعندما عملت في جامعة ال البيت اقترحت تبني التجربة الامريكية في استضافة الطلبة في بيوتنا في جميع المناطق والقرى في محافظة المفرق. ، وعند استضافة طالب ليعيش معنا ونرعاه فهذا سيساعده في التقاط عاداتنا وتقاليدنا. وايضا تساعد في التسويق لجامعاتنا والتمازج الثقافي الذين نحن بأمس الحاجة له في ضوء الوضع الحالي لإعطاء الصورة الحسنة لثقافتنا وديننا. والتسويق لجامعاتنا يحتاج لرؤيا وخطة استراتيجية واجراءات واستراتيجيات مدروسة. ما يثلج الصدر انه لدينا جامعات قوية فقط ينقصنا التسويق المناسب الذي يحقق هدفنا باستقطاب اكبر عدد ممكن من الطلبة وبالتالي هذا سيحسن اوضاع المادية للجامعات وخصوصا ان هناك جامعات تعاني من مديونية عالية وهذا كفيل بان يحل الكثير من المشاكل المالية.
* صدر مؤخرا قانون الجامعات الاردنية, هل ترى ان هذا القانون متطور وحديث؟
- ان القانون بنظري جيد لأن فيه حوكمة للتعليم من ناحية مجالس العمداء والامناء ومجالس الكليات وايضا اشراك المجتمعات المحلية في رسم سياسات الجامعات.، ولكن هناك مأزق في اختيار من يمثل المجتمع المحلي في ادارة الجامعات، وواضح ان القانون يركز وبشكل اساسي على تكنولوجيا التعليم وعلى ان تكون الجامعة خادمة للمجتمعات وتحل مشكلاته وان يكون هناك شراكة فعلية مع المجتمع المحلي وان يكون للجامعة دور قيادي في التصدي لمشاكل المجتمع المحلي.
*ما رأيكم بأداء الجامعات الحكومية بالنسبة للجامعات الخاصة؟
الجامعات الحكومية مقيدة بالقوانين وللأسف هناك غياب لأهم المراحل وهي التخطيط, ما يعجبني في الجامعات الخاصة المرونة العالية في التنفيذ فالتعليم فيها مرن حيث لا يوجد قيود وهذا يفتح مجال للأبداع في تقديم الحلول السريعة لمواجهة اي مخاطر ونقاط ضعف واغتنام الفرص ونقاط القوة. الجامعات الخاصة تتمتع بوضع مالي افضل من الجامعات الحكومية فهي لا تعاني من المديونية التي اضعفت الجامعات الحكومية وهذا يعطيها القوة والدافعية نحو التطور والتقدم والازدهار.
ولضمان النجاح والتميز والتطور والازدهار في الجامعات وعلينا ان نركز على تولية رئاستها لمن يحمل الكفاءة العالية والتميز في المسيرة العلمية والنجاح الاكاديمي. القائد المناسب هو من يسمو بأداء الجامعة فنيا واداريا هو المسؤول الاول عن نجاح مؤسسته وتطورها في جميع المجالات, فمن هنا اطالب بان يكون هناك تركيز على الكفاءات الذين يحظون بمسيرة تعليمية ومهنية عالية لضمان تقدم الجامعة واي مؤسسة اخرى.
*تحدثتم ان الجامعات الحكومية تعاني من مديونية على غرار الجامعات الخاصة, برأيكم ما السبب؟
- بصراحة الجامعات الحكومية تعاني من المديونية لأسباب كثيرة منها غياب التخطيط ولأنها مقيدة بالقوانين وعدم زيادة الرسوم, على سبيل المثال هناك تخصصات من زمن طويل لا زالت رسومها متدنية وهذا من المؤكد يؤثر سلبا على الوضع الاقتصادي للجامعة.
وهنا يهمنا ان نتحدث عن الحلول المناسبة لحل مشاكل المديونية, ومن الضروري الانتباه لأهمية اعطاء الجامعات الحرية في الاستثمار وفتح البرامج واستقطاب الاساتذة وفرض رسوم ساعات معينة لهذه البرامج وايضا اعطاء الحرية والمرونة للجامعات في اتخاذ القرارات والتشارك مع المجتمع المحلي.
*برايكم هل تعتقد ان الصندوق البحث العلمي كافي لإجراء البحوث والدراسات؟
-مواضيع البحث العلمي يجب ان تركز على خدمة المجتمع المحلي, وهناك نوعين من الابحاث منها ابحاث لهدف الترقية وابحاث موجهة لحل مشاكل المجتمعات المحلي سواء كانت تربوية او صناعية او تجارية ، و يوجد الكثير من الاطروحات لكن هل هي لهدف الترقية ام موجهة للتنمية وخدمة المجتمع.
هناك القليل من الاطروحات الموجهة للتنمية ، وابحاثنا ليست موجهة لحل مشكلات موجودة في الميدان هناك شح في الابحاث الاجرائية الموجهة لتطوير الممارسات في جميع الحقول. ورغم وجود الكثير من الابحاث في الجامعات لكنها للأسف تفتقر للتطبيق وتبقى قيد الرفوف والمكتبات ، وهذا لا يحقق الهدف المنشود منها، فحن نرى ان الباحث يعاني من التعب والمشقة في تجميع المعلومات وتحليلها وكتابة البحث لكن للأسف النتائج القيمة التي يحصل عليها لا تكون قيد التطبيق او التبني من قبل المؤسسات .
غياب التخطيط كما ذكرت سالفاً من أهم المشاكل التي نعاني منها, على سبيل المثال خطب يوم الجمعة للأسف معظمها لا تؤدي رسالتها وتعاني من غياب التخطيط. قمت سابقا بإجراء بحث مع احد طلبة الماجستير وتم تجميع اربعين خطبة لتحليلها والبحث بأثرها, وفيما اذا كانت الخطب تراعي مواصفات الخطاب الاعلامي وتحاكي مشاكل المجتمع. للأسف وجدنا انها لا تخدم اطلاقا المجتمع هناك فجوة بين مواضيع الخطبة والمشاكل والاحتياجات المجتمعية. ولكي اقدم اجراء لحل هذه المشكلة خاطبت وزير الاوقاف بعد اطلاعه على النتائج وكلفني بعمل تدريب 400 خطيب و نفذت ورشات تدريبية في عمان والزرقاء واربد لتدريبهم على كيفية اعطاء خطاب مؤثر رغم ان تخصصي لغة انجليزية و لكن شعرت انه من واجبي تقديم حلول لمشاكل نعاني منها الا وهي الفجوة بين الخطبة التي تعتبر اهم وسيلة للتأثير على العامة وبين المواضيع المطروحة في الخطاب.
ولو الامر بيدي لحولت خطب الجمعة لمنبر اعلامي من خلالها ابعث مفهوم الدولة العميقة بحيث يصل فكر الملك للشعب من خلال الخطبة, وانا شخصيا ضد كل من يستغل المنبر في نشر البلبلة بين الناس واثارة الفتنة. من المفروض اين يكون هناك تناغم قوي بين محتوى الخطبة ورؤية الملك وان يوصل الرسالة للناس بشكل راقي ومهذب.
*كيف تقيم على ضوء وجود اكثر من ثلاثين جامعة في المملكة اداء الجامعات الرسمية مقارنة مع اداء الجامعات الخاصة ؟
-الجامعات الخاصة المستقبل لها لكن تأثرت كثيرا، وذلك بسبب معدلات القبول ومعظم الذين نجحوا قبلوا في الجامعات الحكومية حيث قبل 5000 طالب. الجامعات الخاصة هي جامعات دولة ساهمت بتوظيف الكثير فيها مرونة من حيث ان الطالب يختار التخصص الذي يرغب به. وللعلم الجامعات الخاصة التعليم فيها قوي جدا وهناك تصور مغلوط حول هذه الجامعات البعض يعتقد ان هناك سهولة وتراخي في القبول والتدريس. للعلم عندما الطالب لا يفرض عليه التخصص تجد لديه قدرة عالية في الابداع لان الطالب اختاره بمحض رغبته لم يفرض عليه ولم يخضع قبوله بقيود وشروط معدلات القبول انما رغبة الطالب هي المحرك الاساس في الاختيار للتخصص ، و الجامعات الخاصة لها دورها الريادي في المخرجات والمدخلات.
وارى ان يكون هناك تخصصية في الجامعات و ان تكون كل جامعة متخصصة بموضوع مثلا جامعة متخصصة بالأعلام وجامعة بالتقنية وجامعة بالتربية وجامعة بالمهني وجامعة بالاقتصاد, وهكذا نضمن نجاح الجامعات وانا لست مع ان تكون الجامعات تقدم وتدرس نفس التخصصات.
*في ختام الحوار ما هي الرسالة التي تود توجيهها ؟
-رسالتي للجميع ان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب ومن يشغل المناصب الهامة يجب ان يكون ذو كفاءة وناجح اكاديميا ومهنيا وعائليا ، ونبتعد عن اختيار الاشخاص الذين يعانون من فشل في حياتهم العملية والاكاديمية ، و من الضروري الانتباه ان هناك من يستحق ان يستلم مناصب هامة ليرتقي بها وليس العكس ، و القائد مهني وقوي حتما ستكون مؤسسته او جامعته ناجحة., واذا الشخص ناجح ستنجح جامعته واذا متميز ستصل الجامعة للتميز, "القوي يقويك والضعيف يضعفك". كيف لشخص فاشل اكاديميا سيكون ناجح في مؤسسة حساسة مثل الجامعات.
رسالتي لكل مسؤول ان يقدم خلاصة خبراته وكفاءاته لجامعته او لمؤسسته لكي يؤدي الامانة بصدق, و يجب ان لا نركز كمسؤولين على ان المنصب مصدر لراتب اعلى انما على المسؤول ان يعطي كما يأخذ. لله الحمد انا ما حييت ما بحثت عن الزيادة في الراتب بقدر الاهتمام بتطوير ذاتي.
ومنصب رئيس الجامعة كالحج من استطاع اليه سبيلا وكذلك منصب رئيس الجامعة من استطاع ان يكون رئيسا, و رئيس الجامعة ليس بواسطته او ثقله العشائري او ثقله بالمنطقة, و يجب اختيار الاشخاص بناء على الكفاءات. فالمكسب ان يكون لدينا شخص يستحق ان يشغل منصب هام. علينا ادراك ان فاقد الشيء لا يعطيه كيف لرئيس جامعة غير كفؤ وبعيد كل البعد عن التميز ان ينجح في تطوير جامعته..
ورسالتي ايضا لأبنائي الطلبة ان يركزوا على التميز في الاداء والبحث العلمي وان ينتموا لوطنهم ويبتعدوا عن التطرف في التفكير, كل ما هو حولنا هو ملك لنا جميعا ولا يحق لاحد ان يتعدى على مقدرات الوطن.