آخر الأخبار
  هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت   الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة   الأردن يتسلم رئاسة الدورة 45 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب   سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد   الأردنيون يستقبلون "النشامى" ابطال الوصافة التاريخية لكأس العرب   الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام   ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب   أجواء باردة في أغلب المناطق الجمعة   الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر

الرزاز "الانتحاري".. الأردنيون يطلبون أكثر من التقاط الصور

{clean_title}
كانت رسالة المحتجين الأردنيين حين خرجوا قبل أشهر إلى الشارع فيما عرف بـ"احتجاجات الدوار الرابع"، واضحة بأنه "لا ملقي ولا رزاز بدنا نغير هالبرواز"، في إشارة إلى تغيير النهج السياسي والاقتصادي، الذي أثقل كاهل المواطن من خلال جباية لم تنعكس على الخدمات الأساسية المترهلة.

وحملت رياح الاحتجاجات، عمر الرزاز، وزير التربية والتعليم في عهد الحكومة المقالة الى الرئاسة، ولم يحظَ رئيس وزراء أردني خلال السنوات السنوات الأخيرة بشعبية كالتي حظي بها الرزاز مؤخرا، بعد أن أجاد التواصل مع الشارع والتقاط الصور مع المواطنين في أماكن عامة.

شخص الرئيس "الطيب" كما يصفه البعض، لم يمنع ناشطين سياسيين من إمهاله حتى 22 أيلول/سبتمبر القادم، للبدء بإصلاحات "حقيقية وتغيير النهج" وعدم الاكتفاء بالتقاط الصورة، وحملات العلاقات العامة"، مطلقين حراكا شبابيا أعضائه من جميع المحافظات تحت اسم "حراك وطن".

ويدعو الحراكيون الرزاز إلى "جردة حساب ما تم إنجازه بعيدا عن الـ16 مهمة التي حددتها الحكومة لنفسها خلال 100 يوم من تشكيلها"، وبحسب الناطق باسم حراك وطن جمال جيت، "المطلوب هو مجموعة من الإجراءات الإصلاحية، وهي امتداد لمطالب للحراك الأردني في عام 2011 تتعلق بإصلاحات اقتصادية وسياسية، وإنهاء التبعية السياسية والاقتصادية، ومكافحة الفساد".

وقال جيت، إن الواقع يجافي التصريحات، فالحكومة الحالية رفعت أسعار الكهرباء والمحروقات، بينما اكتفت بنشر آلية التسعير وهذا ما لم يخرج المحتجون من أجله، وفي الوقت الذي تتحدث به الحكومة عن تخفيض النفقات، نرى أشخاصا يعينون بعقود فلكية".

وعقب ارتفاع الأصوات الداعية لمحاسبة الحكومة، نشرت رئاسة الوزراء "انفوغرافيك" عبر صفحاتها في شبكات التواصل الاجتماعي، تبين فيه أنها أنجزت نحو 62.5 بالمئة من قائمة التعهّدات التي أعلنها الرزّاز ضمن البيان الوزاري.

ووصف الرزاز في تصريحات له، نفسه "بـ الانتحاري" في محاربة الفساد، وأنه حصل على الضوء الأخضر من العاهل الأردني عبد الله الثاني في محاربة الفساد.

من جانبعه رأى مدير مركز عمون للدراسات علي البطران، أن "المؤشرات حتى الآن لا تدلل على وجود أي تغيير في النهج السياسي والاقتصادي السائد، لكن ما يجعل الرزاز مختلفا عن كثير من أسلافه في الحكومات أنه يجري العديد من الحوارات ويتواصل بطريقة جيدة، لكن من غير نتائج، ولا تنعكس على حياة المواطن الذي لديه مطالب معيشية"

ويطمح الأردنيون منذ حراك 2011 إلى إصلاح سياسي، يقود الى إصلاح اقتصادي بالمحصلة، بينما طالبوا في احتجاجات حزيران الماضي بـ"تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وإلغاء الضرائب على المحروقات التي تصل إلى 40%، وإلغاء بند فرق أسعار الوقود المثبت على فواتير الكهرباء، وإلغاء ضريبة المبيعات التي تم فرضها على السلع الأساسية، وسن قانون ضريبة دخل تصاعدي، وإعادة الدعم على الخبز.

عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني عمر عواد، بدوره أكد أن "الحكم على الرزاز بعيدا عن لعبة الأسماء يكمن في معايير محددة مثل موقفه من القضايا الاقتصادية التي تمثل وجع الناس، ولم نلمس كسياسيين عند الرئيس طرحا حقيقيا في مواجهة السياسات الليبرالية التي راكمت المديونية في البلد".

وأشار عواد إلى أن "جولات جديدة للاحتجاجات الاجتماعية ستبدأ في ظل انحياز الحكومة لطبقة الأغنياء على حساب العامة، وبقاء الملفات السياسية والإقتصادية تدور في نفس الفلك".

وكانت الحكومة الأردنية تعهدت في أول مؤتمر لها عقب أداء اليمين الدستوري، في التاسع عشر من يونيو الماضي، بجملة من القرارات "الإصلاحية" ووعود بالشفافية، وشدد الرزاز في حينه على ضرورة استعادة الولاية العامة للوزارات.

لكن هل يملك رئيس الوزراء في الأردن الولاية العامة؟ سؤال يطرح بقوة في الأردن، ويثير شكوك الأردنيين حول قدرة رؤساء الحكومات على اتخاذ قرارات اصلاحية وسط احكام "الدولة العميقة" على مفاصل القرار في البلاد.

وقال الناشط في الحراك السياسي، محمد السنيد، إن "الرئيس لا يملك الولاية العامة لفتح ملفات واجراء اصلاحات كبيرة، بسبب سيطرة عدة جهات غير دستورية على القرار مما راكم الأزمات السياسية والاقتصادية في المملكة".

ورأى السنيد أن"على الحكومة الأردنية ورئيسها استعادة الثقة الشعبية، فهناك فقدان للثقة بأن هنالك إصلاحا أو مكافحة للفساد، وعلى الرزاز تجرع الشجاعة لمحاربة الفاسدين وحسم ملفات كبيرة وتقديم المتورطين الى القضاء، بعيدا عن الشعارات البراقة التي لم تعد تنطلي على المواطن".