اسْتَبْقِي للحزن دمعاً لا يبوح للظالم سراً
واسْتَبْقِي للدهر يوماً مرفوع الهامة نسراً
نحن من أُدميت قلوبنا عليك أيها الشبلُ من ذاكَ الأسدِ
كم أوجعنا ذلك الصمت المسجىُّ في عينيكَ.. وكأنما هو سحاب حملتهُ الرياحُ طِباقاً؛ تكادُ تُغطي عينَ الشمسِ إذا أقفلت و تحيا بها الأرضُ إذا أمطرت وتنهضُ بكلِ همةٍ وعزيمةٍ إذا أقبلت ،،
أبُنيَّ لا تدمع عيناك ،،
يا طفلاً ألبسكَ المجدُ الرداءَ، ما ورثته عن أبيكَ فساداً ولا رياءً، نسجتهُ دماءٌ صافية النقاء
كالشهدِ في الضياءِ والوتدِ في البناءِ، و السيلِ في الجرداءِ، والصخرةِ الشهباءِ، والنجمِ في السماءِ
قافلةٌ هي كواكبُ الشهداءِ، و قد لبوا النداءَ، إلى ربِّ السماءِ،
أبُنيَّ لا تجزع إذا حان الوفاءُ، ودَنا من العمرِ القضاءُ
فقل إننا للوطن فداء، سيكتب التاريخُ الأسماءَ
وعند ربك عيشة رغداء، فلا نامت أعين الجبناء..
أبُنيَّ لا تدمع عيناك،،
تركتُ لك فخراً لا مالاً و لا قصراً،
و استبقيت لك وطناً امناً مطمئناً
ستذكرني كلما وجهت نظرك جنوباً الى جبال الشراه؛
الى سفوحها السمراء كلون الجباه السمر، التي لوحتها الشمس
ولتكن سواعدك خشنة تماثل تضاريسها الوعرة، وهمتك عالية ورأسكَ مرفوعةٌ كما هي أعلى قممها،،
ليكن قلبك صافيا كنقاء هواءها ورباطة جأشك كسكون ليلها
ليكن عطائك كعذوبة الماءِ في جوفها ..
سلامٌ لك وسلامٌ عليك و سلامٌ حين تكبر رجلاً ..
أبُنيَّ ما الأيتام إلا من لا أب له، و انت لك الكرامة والداً و مولداً ،،،
أبُنيَّ لا تدمع عيناك ،،،
لقد حق لقبيلة الحويطات الفخرُ في أن تنعى للوطن شهيداً هو أباك،،،
مهداة إلى الطفل " الياس" إبن الشهيد القائد معاذ الدماني الحويطي الذي ارتقى الى جوار ربه، في احداث السلط - نقب الدبور ١٢/٨/٢٠١٨
بقلم النائب معتز أبو رمان