جراءة نيوز - عمان : كشفت مواقع رسمية اسرائيلية عن محاولات عدة لاسرائيل لاغتيال زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله خلال العدوان على لبنان في صيف العام 2006، وبعد الحرب.
وزعم موقع (Israel Defense) المتخصص في الشؤون الامنية ان جيش الاحتلال الاسرائيلي اهدر فرصة لتصفية زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في اليومين الاوليين من بدء العدوان على لبنان في صيف العام 2006.
واضاف انه كان بمقدور سلاح الجو الاسرائيلي تصفية نصر الله من الجو، ولكنه لم يفعل ذلك، وعندما اتخذ القرار، اضاف الموقع، كان زعيم حزب الله قد اختبأ تحت الارض، لافتا الى ان جميع المحاولات التي قام فيها الجيش الاسرائيلي لاغتيال نصر الله باءت بالفشل.
وزاد الموقع قائلا ان شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) توصلت الى نتيجة بان الفشل في القضاء على نصر الله كان بمثابة اهدار فرصة تاريخية.
وزاد الموقع الاسرائيلي، الذي اعتمد على مصادر امنية وصفها بأنها عالية المستوى، ان تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية اعتمدت على تصرفات الشيخ نصر الله والتي تمت بعد انْ وضعت الحرب العدوانية اوزارها. ولفت الموقع الى انه كان قد نُشر في السابق ان المخابرات الاسرائيلية لم تقُم باعداد ملف اغتيال بحق الشيخ نصر الله لاخراجه الى حيز التنفيذ في الوقت المناسب، والان يتبين، زادت المصادر عينها، انه بعد التمحيص بات مؤكداً انه في اول يومين من الحرب الثانية على لبنان، كان بإمكان سلاح الجو الاسرائيلي تصفية نصر الله جسديا، ذلك لانه كان يتصرف بشكل اعتيادي ولم يُغير من انماط سلوكه اليومية، خشية انْ تقوم اسرائيل بمحاولة قتله، على حد تعبيرها.
وبحسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية، اضاف الموقع، كانت للدولة العبرية امكانيتان لتصفية نصر الله جسديا، الاولى في نفس اليوم عندما قام حزب الله بأسر الجنديين اودي غولدفاسر والداد ريغف، هذه العملية التي ادت لاندلاع حرب لبنان الثانية، ذلك انه بحسب المصادر ذاتها، قام الشيخ نصر الله في ساعات ما بعد الظهر بالظهور علنا في مؤتمر صحافي وامام جمهور متحمس في العاصمة اللبنانية، بيروت، وكانت اسرائيل قادرة على المس به جسديا عن طريق الجو.
اما الفرصة الثانية التي اهدرت، بحسب المصادر الامنية في تل ابيب، فكانت في اول ليلتين من الحرب الثانية على لبنان، حيث قضى نصر الله اليومين الاولين في بيته في الضاحية الجنوبية ببيروت، ولكنه اختفى عن الانظار بعد انْ قام سلاح الجو الاسرائيلي بقصف جسرين في الضاحية الجنوبية، ولكن الطائرات لم تقصف البيت الذي كان يتواجد فيه قائد حزب الله مما دفع نصر الله الى الاختباء في موقع محصن تحت الارض، وهكذا عندما قصفت اسرائيل بيته في الليلة الثالثة من الحرب لم يكن متواجدا فيه.
وبحسب الموقع فإنه بعد انتهاء الحرب نشب جدال داخلي في الجيش الاسرائيلي حول ما اذا كان تصرفا صحيحا القضاء جسديا على الشيخ نصر الله في اول يومين، وزعم الموقع ان عددا من الضباط اكدوا خلال النقاشات التي دارت على ان عدم تصفية نصر الله كانت مفيدة للدولة العبرية، لان قتله كان سيؤدي الى مقتل العديد من المدنيين العزل، ولكن في المقابل، اعتقد ضباط اخرون انه كان بالامكان تنفيذ العملية، ذلك لان سلاح الجو الاسرائيلي قام بقصف مئات المواقع المدنية في لبنان، والتي كانت تستعمل من قبل حزب الله مخابئ للاسلحة والصواريخ، وتحديداً صواريخ ايرانية من طراز (فجر)، وخلال هذا القصف قُتل 500 مدني لبناني.
وكشف النقاب ايضا عن انه بعد اختفاء نصر الله بذلت الدولة العبرية جهودا جبارة ورصدت ميزانيات هائلة للقوات، خصوصا في مجال الاستخبارات، من اجل العثور عليه، مؤكدة على انه في احد ايام الحرب قام سلاح الجو الاسرائيلي بقصف حي كان قيد الانشاء بعشرات الاطنان من القذائف والصواريخ لحصوله على معلومة غير مؤكدة بان نصر الله يختبئ فيه، ولكن جميع المحاولات الاسرائيلية لاغتياله باءت بالفشل، الامر الذي دفعه الى البقاء في حصنه بعيداً عن الاضواء.