اكدت النائب منال الضمور في ردها على البيان الوزاري اليوم الثلاثاء ان الحكومة مكلفة بحكم كتاب التكليف السامي بالبحث عن استراتيجيات تنعش الاقتصاد وتخلق فرص عمل ، واضافت ان التفكير الاقتصادي بعيد كل البعد عن التعاطي مع واردات الدولة على انها مجرد ارقام ،وبحكم زعمكم بتغيير النهج فليس بالامكان العودة الى استهداف جيب المواطن وإننا اليوم أكثر من اي وقت مضى تستوقفنا رياح الاصلاح وتفائل الكثير من الشعب بأن حكومتكم هي حكومة مداواة الجراح.
وشددت على أن رفع الضرائب قد يحل عجز الموازنة مؤقتا ولكنه يخنق اقتصاد الدولة فتنكمش الاستثمارات وتنهار الشركات لتجد الحكومة نفسها تخسر من وارداتها بدلا من رفعها.
وتاليا نص الكلمة كاملة للنائب الضمور :
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة واتم التسليم على النبي الهاشمي المبعوث رحمة للعالمين واسأل الله ان تكون يا دولة الرزاز بالاردنيين رحيما
وبنبينا الصادق الامين مقتديا..
معالي الرئيس
الزملاء والزميلات اصحاب المعالي والسعادة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله من وبركاته..
نحمد الله ان حبى وطننا الحبيب بالقائد والقدوة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله .. الذي يقف في كل محفل لأمتنا العربية منتصرا وعن المقدسات مدافعا... وللحق داعيا ... والذي وقف بالامس القريب منتصرا للشعبه الاردني العظيم... ملبيا لمطالبه مستجيبا لاحتجاجاته فجاء الجديد من قراراته تحديثا وتطويرا للنهج والادارة... ومحاربة الفساد والمفسدين.. ويد حااااا نية دافئة على المعوزين والفقراء في هذا الوطن العزيز...
فتحية اكبار واجلال لجلالة مليكنا المفدى... ضارعين للعزيز القدير بأن يكلأه بكريم عنايته ويسدد على طريق الخير خطاه
اما بعد :
دولة رئيس الحكومة
من خلال رئاسة مجلسنا الجليلة
اصحاب المعالي والسعادة
فيما يخص سياستنا الخارجية.. فليس ما يشغل الرأي العام اكثر مما يسمى بصفقة القرن ... وعليه ... ان العلاقات الدولية ليست مسألة بيع او شراء ،،، فلو فرضنا ان الاردن وافق على صفقة القرن المفترضة فإن ذلك لا يعني ابدا انه سيتلقى تعويضا مجزيا ومستمرا يؤدي لإنتعاش اقتصاده وللابد بل قد تزيد مصاعبه ويزداد الضغط على موارده ،،، فالاردن لم يكسب اموالا من اتفاقية السلام .. ولم يتحول وادي الاردن الى وادي السيلكون كما قيل حينذاك ولم تتحول رمال وادي عربه ذهبا كما قيل ايضاً.. ،،، ان المعاهدات الدولية قد تزيل عقبات موجودة وقد تخلق عقبات اخرى فالخلافات بين الدول ظاهرة مستمرة لا تنتهي ابدا.... فبرغم من ان القضية الفلسطينية هي الاهم إلا انها ليست المشكلة الوحيدة ،،،، فهناك اكثر من مشكلة عالقة الآن ، منها العلاقة مع كثير من الدول واهمها العلاقة مع اسرائيل نفسها اذا ما تم إنفاذ الصفقة... فليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم بل هناك مصلحة دائمة ،،، بالاضافة الى ان الاجراءات الاقتصادية في الداخل هي الاساس الذي تبنى عليه معظم العلاقات والمعاهدات ،، ان ادارة العلاقات مع الدول الاخرى تبقى مسألة مهمة والجانب الاقتصادي فيها هو الاهم ..... علينا ان نعي انه ما من صفقة تنتظر توقيع الاردن وينتهي كل شيء ،،، ،،، بل هناك جولة سياسية شرق اوسطية جديدة ومن مصلحة الاردن ان يكون جزءا مهما فيها ، وليس من العقل والواقع ان يغلق الاردن الباب على نفسه ابدا....فنحن لا نعلم بعد ولا احد يعلم من سيفوز بها.. ما يهمنا العدالة لشعوب المنطقة فالشعوب لا تهتم بالسياسة قدر اهتمامها بالعدالة.. وبناءا عليه فإننا نطالب الحكومة بإطلاع مجلس الامة على اي مستجدات حول هذه المسألة فالمرحلة تاريخية وخطيرة وعلى الجميع تحمل المسؤولية في اتخاذ اي قرار يخص هذه المسألة........
معالي الرئيس
الزملاء والزميلات..
حول قانون الضريبة المزمع مراجعته كما ورد في بيانكم... وريثما يتم ذلك ...ارجو ان ابين ان الضريبة بشتى انواعها ليست خراج او جزية تأخذها الحكومة من خارج حدود الدولة إنما هي جزء من المنظومة الاقتصادية وبالتالي هي ليست مشكلة نقدية حتى يناقشها الخبراء في حساب رقمي مجرد ... إن رفع الضرائب قد يحل عجز الموازنة مؤقتا ولكنه يخنق اقتصاد الدولة ... فتنكمش الاستثمارات وتنهار الشركات لتجد الحكومة نفسها تخسر من وارداتها بدلا من رفعها ..
ولمَّا جاء بيان الحكومة حول الناحية الاقتصادية فضفاضا انشائيا بعيدا عن المهنية والموضوعية ..... فإنني اود ان أؤكد ان الحكومة مكلفة بحكم كتاب التكليف السامي بالبحث عن استراتيجيات تنعش الاقتصاد وتخلق فرص عمل.. فالتفكير الاقتصادي بعيد كل البعد عن التعاطي مع واردات الدولة على انها مجرد ارقام .. وبحكم زعمكم بتغيير النهج فليس بالامكان العودة الى استهداف جيب المواطن وإننا اليوم أكثر من اي وقت مضى تستوقفنا رياح الاصلاح .. وتفائل الكثير من الشعب بأن حكومتكم هي حكومة مداواة الجراح.. فلقد ضاق هذا الشعب ذرعا بحديث حكوماتهم السابقة عن خبراء الاقتصاد الذين يفرضهم صندوق النقد لتقديم النصائح لحكوماتنا فما هم الا سفاحي اقتصاد هدفهم القضاء على الطبقة الوسطى وانتشار الفقر والبطالة..
معالي الرئيس
الزملاء والزميلات...
لقد توقفت الانجازات منذ عقود فلا يستطيع احد ان يوهمنا بأن ثمار التنمية قد تعود بالنفع على الجميع ... بل لفئة دون اخرى .. لقد قلت مرارا وتكرارا ...
ان محافظتي ...محافظة الكرك تحتضر اقتصاديا وخدميا واصبحت برمتها جيب فقر فالمشروع السياحي الذي تم هدر عشرات الملايين لانجازه ...لم يستفد منه اهل الكرك شيئا بل ضيق ابواب رزقهم بتضييق شوارع مدينة الكرك التاريخية فوق ضيقها... فلذلك فأنني اطالب الحكومة بوضع حلول فورية لتوسعة شوارع المدينة واستكمال طريق كثربا الاغوار..... وفتح طريق الطيبة الاغوار التي ستساهم بأحياء اراضي زراعية شاسعه واستغلال الجداول المائية وخلق فرص عمل كثيرة .. كما واطالب بتعزيز مستشفى الكرك الحكومي بأجهزة تفتيتي حصى الكلى وحدات غسيل كلى وكوادر طبيه متخصصه..
معالي الرئيس...
اصحاب السعادة..
اذا كانت المصلحة هي اساس علم السياسة، فإن الاخلاص في العمل هو اساس علم الاخلاق.. والاخلاق هي مخرجات التربية والتعليم... ...فكيف لنا أن نخترع نظاما حديثا في نهاية الهرم التعليمي المدرسي اذا كان الهرم ككل تقليديا،،،،،،،
ما يحلم به وزراء التربية غير واقعي ،،،،،، فالتعليم من ثوابت الامة وليس وجهة نظر ومختبر لتجارب كل وزير يأتي الى وزارة التربية والتعليم ...
الأصل أن تُستحدث نظم تقويم جديدة في جميع مراحل التعليم من رياض الاطفال حتى الثانوية .... فمحاولاتهم غير المهنية في تطوير التوجيهي كمن يحاول "الخلق من العدم " وهذا المستحيل بعينه.... وتزداد هذه الاستحالة بأهمال المحور الثالث في منظومة التعليم الا وهو المعلم .. ان المعلمين والمعلمات هم حراس البوااابة الاولى لكل امة... ودعائم واوتاد اخلاقها ..... ورغم ان مسؤولياتهم عظيمة الا ان صلاحياتهم وامتيازاتهم معدومة .. ..لذا اطالب الحكومة بتعديل القوانين الخاصة بالتعليم العام والخاص لدعم المعلم بمنحه مزيد من الامتيازات المعنوية والمادية والصلاحيات التي تتناسب ومسؤولياته...
دولة الرئيس ...
من خلال الرئاسة الجليلة...
اصحاب المعالي والسعادة...
جاء في بيانكم التأكيد على الخروج من نفق الفساد لحماية الاقتصاد والامن الوطني وليس الخروج من عنق الزجاجة كما حدثنا سلفكم ...ورغم ورود هذه المصطلحات والمثاليات والخلدونيات الا ان بيانكم افتقر من ذكر اي برامج او اجراءات لتنشيط اجهزة الدولة ومؤسساتها لمحاربة البيروقراطية والترهل واللامبالاة والاختلالات الادارية ولكن ليس المهم ان نتحدث عن مواجهة الفساد بل الاهم هو اختراع كل القوانين التي تمنع الفساد والفاسدين من الحصول على الهدايا من مناصب وتجديد تعيينهم...وحتى يتحقق ذلك على الحكومة ان تحارب الفساد بعدة طرق ومنها :
اولا :- بإصلاح الدمار الهائل في المنظومة القيمية في المجتمع من أنماط التفكير وما يرافقها من أمراض كالانتهازية والسلبية ولغة التحاور المشوهة..الخ
ثانيا :- الشفافية والنزاهة في جميع مرافق ومؤسسات الدولة حيث اعترفت حكومتكم مؤخرا ان الضرائب على البنزين تصل الى اكثر من سعره الاصلي بكثير حيث تبلغ نسبة الضريبة الى 110% ... وهذا يطرح شكوكا حول قصص الدعم المزعومة من بدايتها التي جعلتها الحكومات السابقة حجة لها على الناس ...سواء الغاز او القمح او الكهرباء ... فلربما ان الكهرباء تباع باكثر من تكلفتها الحقيقية وغير ذلك الكثير بحجة دعم الخزينة الا ان الخزينة تزداد مديونتها... فالنتيجة تذكرنا بالمثل الشعبي.. احرث وادرس لعمك بطرس ... الحكومة من حقها ان تمول الخزينة لكن المهم سلامة النهج الاقتصادي و سياسة اعادة توزيع الاموال بين فئات المجتمع عينا او نقدا فما نعرفه ان فئة قليلة تنعم برواتب مجزية وخدمات صحية مجانية وفوق الممتاز ..
ولعل هذا يفسر سبب قولكم يا دولة الرئيس في البيان الوزاري عن انعدامية الثقة بين الشعب والحكومة .... ولا ضمانة لعودتها الا الوضوح والشفافية.
ثالثا :- العدل.... فالعدل اساس الملك والحاكمة... ولا عدل دون اصلاح العمال ولا اصلاح للعمال دون استقامة الوزراء ورأس كل ذلك ... بتفقد الملك حال رعيته واقتداره وتأديب المارق منها ...فإذا كان مليكنا حفظه الله جندي من جنود الوطن وفعله ظاهر .. يتفقد الفقراء ويزور الحواري والقرى ... فما دوركم وماذا انتم فاعل
دولة الرئيس
اصحاب المعالي والسعادة
يتوق ويصبو الشعب الاردني العظيم - والشباب والشابات منه خاصة - الى التقدم الاقتصادي والاجتماعي والى مزيد من العدل والحرية وتكافؤ الفرص واكثر من ذلك الى استقامه وحكامة افضل ،،،،، ويؤمن هذا الشعب العظيم ان الديمقراطية والحق والعدالة والقانون مطالب مشروعة لا ينبغي لاي كان ان يتجاهلها ....
ان هذا الشعب يافعا وطموح مما يعني ضرورة حث الخطى بتلبية المطالب والاحتياجات الاصلاحية الملحة يوم بعد يوم في مختلف الميادين.... فإننا اليوم واكثر من اي يوم مضى تستوقفنا ظروف استثنائية قاهرة داخليا وخارجيا ويبقى الامل حادينا بمن وضع جلالة الملك ثقته بهم بأن نرى ما يطمح ويصبو له هذا الشعب العظيم.. ... واسأل الله ان يزين قلوبنا جميعا بأنوار الوفاق... فليس منا من يعلم بأي الدواوين كُتب .. ولا في اي الفريقين يساق...
وآخر دعوانا ... ان الحمدلله رب العالمين..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته....