عريقات يحدد شروط العودة للمفاوضات ويوجه رسالة مهمة لحماس

دعا صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حركة حماس لإبداء جدية في إنهاء الانقسام من أجل هزيمة إملاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإفشال "صفقة القرن".
وحذر عريقات في حوار مع "قناة الغد" من انجرار الفلسطينيين إلى الدعاية الإسرائيلية، وما تروّجه بشأن الحلول الإنسانية في قطاع غزة.
وشدد عريقات على رفض السلطة للحلول الإنسانية والاقتصادية على حساب الحلول السياسية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
"وعلى الرغم من محاولات الفريق الأميركي وإسرائيل التركيز على الحوار حول الأزمة الإنسانية في القطاع وترويج الحل الاقتصادي، والذي ينبع من أهداف خطيرة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال تحويلها إلى قضية إنسانية، إلا أن الفريق استمع خلال جولته إلى الزعماء العرب الذين أكدوا لهم على الموقف الرسمي الفلسطيني وهو أن حل القضية الفلسطيني يكمن في إنهاء الاحتلال الاستعماري عن فلسطين، وتجسيد سيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967"، يتابع عريقات.
وأكد عريقات، أن الإدارة الأميركية الحالية تنصلت من استحقاقات القانون الدولي، ويشكّل دعمها لإسرائيل استمرارا وترسيخا للاستعمار وسياسات الفصل العنصري، ومن خلال تبنيها الحل الإنساني والاقتصادي والذي عقدت لأجله المؤتمرات واللقاءات والحوارات وزارت العديد من الدول، فهي بذلك تحاول بشكل عملي فصل قطاع غزة عن محيطه الفلسطيني، وتعمل اليوم على تقديم المبالغ المالية وجلب المساعدات من الدول المحيطة لتنفيذ مشاريع اقتصادية مشبوهة.
وأضاف "لقد قامت الإدارة الأميركية بوقف المساعدات عن شعبنا وتقليص مساعدات الأونروا، وإغلاق مكتب منظمة التحرير، واليوم يقوم كوشنر بتنفيذ الخطوة الثانية من صفقة القرن بعد أن اعتقدوا أنهم أزالوا القدس عن الطاولة، وأن الوقت قد حان لإنهاء القضية الفلسطينية".
واتهم عريقات الإدارة الأميركية بأنها تعمل لإسقاط السلطة، حيث بدأت فعليا بالترويج إلى ذلك من خلال التصريحات العدائية والتحريضية المتواصلة ضد القيادة، مشيرا إلى المقال الذي نشره مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات مؤخراً والذي يدعو فيه صراحة إلى استبدالي (صائب عريقات)، وأن على الفلسطينيين إيجاد قيادة بديلة لهم.
وأردف "النفاق يكمن في ازدواجية المعايير وإنكار قواعد القانون الدولي والحقوق المشروعة لشعب يرزح تحت الاحتلال لأكثر من نصف قرن، وإطلاق التصريحات التحريضية وتضليل الرأي العام الأميركي من خلال تبني الرواية الإسرائيلية والقاء اللوم على الضحية".
وعن وجود حراك سياسي لكسر الجمود، الذي أصاب عملية السلام، أكد عريقات ذلك، وقال: "يوجد حراك سياسي حقيقي من أجل كسر الانسداد السياسي، ولكن موقفنا وموقف الدول العربية واضح وهو أن يكون على أسس إنجاز الحقوق الفلسطينية الأساسية".
وبشأن الاتصالات مع القيادة المصرية، أكد عريقات أن القيادة الفلسطينية على اتصال دائم مع نظيرتها المصرية، لتنسيق المواقف المشتركة.
وبشأن استئناف عملية السلام، بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، أكد عريقات أن القيادة الفلسطينية قدمت كل ما لديها من فرص ممكنة للإدارة الأميركية من أجل صنع السلام، ولكنها (الإدارة الأميركية) اختارت الاحتلال الإسرائيلي.
وإذا ما يمكن صنع السلام مع الإدارة الأميركية الحالية، رد عريقات على سؤال لمراسل "الغد"، "لقد قدمنا كل الفرص الممكنة للإدارة الأميركية لصنع السلام، ولكنها اختارت الاحتلال (..) ولكن يمكن صنع سلام معها وأطراف دولية أخرى، وهي أن تسحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، والتعبير عن التزامها بالحفاظ على دور وتفويض وكالة الأونروا حتى عودة اللاجئين إلى ديارهم".
وكذلك احترام منظومة القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، والاعتراف بحل الدولتين على أساس حدود 1967، ورفض الاستيطان والضغط على إسرائيل لوقفه، باعتباره العقبة الرئيسة في وجه تحقيق السلام، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وعدم مشاركة الاحتلال بهجمته التحريضية على الشعب الفلسطيني بما في ذلك قضية الأسرى، ووقف تهديداتها فيما يتعلق بوقف مخصصاتهم ووسمهم بالإرهابيين.
وأيضا عدم فرض الإملاءات والحلول على الشعب الفلسطيني وابتزاز الدول من أجل تحقيق مصالح إسرائيل الأمنية والاستراتيجية في المنطقة، مشيرا إلى أن صنع سلام عادل ودائم هو مطلب فلسطيني، ولكنه لا يعني القبول بالسلام الاقتصادي أو الاستسلام.
وبشأن ملف المصالحة الفلسطينية، قال عريقات، إن "مصر لم ولن تدخر جهدا في دفع ملف المصالحة قدما"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني أمام واقع يحتم فيه على حركة حماس تمكين حكومة الوفاق الوطني، وإجراء الانتخابات العامة من أجل هزيمة إملاءات ترامب، حيث لا يمكن الوقوف في مواجهة صفقة القرن دون إنهاء الانقلاب في قطاع غزة.
وجدد عريقات تأكيده على أنه "لا دولة في قطاع غزة ولا دون غزة".
ودعا حركة حماس لإنهاء "الانقلاب" في قطاع غزة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وتمكين حكومة الوفاق في قطاع غزة، وتنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في اكتوبر 2017، والذهاب إلى انتخابات عامة، مشيراً إلى أنه في حال وافقت حماس على ذلك عندئذ تظهر جديتها في الانخراط في ملف المصالحة.
وأوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن حركة حماس تدرك جيداً أن الاستمرار في الاستحواذ على قطاع غزة سيسهل تمرير صفقة القرن التي بدأ تنفيذها من هناك (القطاع).