أكد رئيس الوزراء المكلف الدكتور عمر الرزاز حرصه على العمل مع مجلس النواب، لإطلاق حوار وطني يفضي إلى توافق على ميثاق يوصلنا إلى حكومات برلمانية.
وقال إن الحكومات البرلمانية، التي تحدث عنها جلالة الملك عبدالله الثاني في الأوراق النقاشية "يجب ان لا تبقى مجرد شعار"، لافتاً في هذا السياق الى ان تحقيق ذلك "يحتاج إلى وعي وثقافة وبناء مؤسسات قوية".
وشدد الرزاز على اهمية اجتراح خطة وطنية للانتقال بالإصلاح الاقتصادي والاصلاح السياسي وبشكل متلازم، وصولا إلى عقد اجتماعي جديد، يتعلق بالحقوق والواجبات، مبينا أن الشباب ينتظر منا ان نعمل معا ليشعر انه "جيل مشاركة " وليس "جيل الانتظار".
وأضاف "الرحلة طويلة وليست سهلة، والحمل ثقيل، إلا اننا يجب أن نكون واقعيين وفي نفس الوقت مؤمنين بإمكانية التغيير والتطوير، وأن نعمل معا بكل تشاركية وتكاملية"، معربا عن أمله بأن نرتقي جميعا إلى مستوى التحدي الوطني، وأن نتجاوز "الفردانية" و"الشخصنة " في التعامل مع مختلف القضايا الوطنية.
وأوضح أن الحكومة ستأخذ الشراكة مع مجلس النواب "مأخذ الجد"، وانها تريد التوافق على "ميثاق" بين الحكومة ومجلس النواب يلتزم به الطرفان لمواجهة التحديات المختلفة، مؤكدا الحرص على نهج التشاركية مع الجميع، قائلا "إن الحكومة لن تكون قلعة موصدة الأبواب والنوافذ تعمل لوحدها"، بل ستكرس التشاركية وخصوصا مع مجلس النواب ولجانه المختلفة.
وتابع الرزاز "الحكومة عازمة على عدم تكرار الأخطاء خاصة فيما يتعلق بتشكيل الفريق الوزاري الذي سيتم اختياره وفق شروط أهمها: النزاهة ونظافة اليد، والتميّز في العطاء والقدرة على التواصل والعمل بذهنية الفريق الواحد داخل وخارج الوزارة"، مشيرا إلى أن التشكيلة لن تكون "تكنوقراط" بالمعنى الدقيق، ولن تكون كذلك "سياسية" بحتة.
وأضاف انه يتحمل شخصيا وحده مسؤولية اختيار فريقة الوزاري، نافيا وجود أي ضغوطات تمارس عليه من أي جهة في عملية الاختيار، لافتا إلى أن سحب قانون ضريبة الدخل يأتي لاعادة طرح الموضوع واجراء حوار حقيقي حول مضمونه من خلال النظر إلى العبء الضريبي بشكل متكامل، ومعالجة التهرب الضريبي دون المساس بحقوق المواطنين الأساسية.
واشاد الرزاز بانضباط الحراك الشعبي عند الدوار الرابع والمحافظات، واصفا اياه بـ"ظاهرة حضارية"، كما ثمن دور الأجهزة الأمنية وتعاملها مع الأحداث بحرفية ومهنية.
ونفى الرزاز صحة ما تم تداوله اخيرا في بعض وسائل التواصل الاجتماعي وتتعلق بخلاف مزعوم مع رئيس مجلس النواب حول التشكيلة الحكومية، وقرار بسحب الحراسات عن منازل الوزراء، وغيرها.
ودعا نواب رئيس الوزراء المكلف إلى ضرورة تضمين الفريق الوزاري شخصيات "وطنية قادرة علميا ومهنيا، ونظيفين ولهم تاريخهم وقبولهم بين الجماهير، والتقدم للنواب ببرنامج عمل مؤطر بمدد زمنية وارقام واهداف تخفف المعاناة وترفع الهم عن المواطنين وتحسن مستواهم المعيشي"، كما طالبوا بتجنب الضغوطات اثناء تشكيل الحكومة، واستيعاب الدروس الماضية، والجدية بمحاربة الفساد والمفسدين