الاحتلال يمنع المسيحيين من غزة دخول القدس بعيد الفصح

فرضت سلطات الاحتلال قيودا مشددة على الفلسطينيين المسيحيين في قطاع غزة، لمنع دخول غالبيتهم الساحقة إلى مدينة القدس للصلاة في كنيسة القيامة، بمناسبة عيد الفصح الذي يحل الأسبوع المقبل. وحسب ما جاء في احصائيات فلسطينية فإن قيود الاحتلال تسمح فقط لـ 120 شخصا من كبار السن دخول القدس، في حين أن قسما منهم لا يستطيع الحركة من دون مساعدة أحد أبناء العائلة.
وبحسب ما نشر أمس، فإن الاحتلال يشترط عدم دخول من تقل أعمارهم عن 55 عاما، على أن لا يتجاوز العدد 500 شخص. إلا أن تحديد العمر هذا، يعني أن من "مسموح" لهم دخول القدس، لا يتجاوز عددهم 120 شخصا، من أصل 1200 فلسطيني مسيحي يعيشون في القطاع. بدلا من أكثر من 1300 كانوا في العام 2014. ويزعم الاحتلال أن بضع عشرات من الفلسطينيين الذين حصلوا في العام الماضي على تصاريح لدخول القدس في عيد الفصح، بقوا في الضفة، ولم يعودوا الى قطاع غزة. ويهددهم الاحتلال بإجراءات عقابية.
وقالت عضوة الكنيست عايدة توما سليمان من "القائمة المشتركة" التي تمثل فلسطينيي 48، إن إجراءات الاحتلال الجديدة، تشكل تصعيدا آخر، واعتداء فظا على حرية العبادة، والحق في ممارسة الشعائر الدينيّة. وشددت على أن هذه الإجراءات هي اثبات آخر، على زيف المزاعم الإسرائيلية، بأنها تجيز حرية العبادة لكل الأديان. وإسرائيل تستهدف كل شعبنا الفلسطيني في هذا الجانب أيضا. والمسيحيون، أسوة بأبناء شعبهم المسلمين، يواجهون مؤامرات سلب الأوقاف، والاعتداء على المقدسات.
وأشارت توما سليمان، إلى أن الوصول الى الأماكن المقدسة في القدس، في المناسبات الدينية، باتت الوسيلة شبه الوحيدة لتواصل أهالي القطاع مع أبناء عائلاتهم وأقاربهم.
وشددت توما سليمان، على أن شروط الاحتلال هذه، تثبت مرّة أخرى، على أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينته في قطاع غزة، وإسرائيل ما زالت تتحكم بكافّة نواحي الحياة ومسؤولة عن الخروج والدخول الى القطاع. إن الوضع الآن في غزة أصبح لا يطاق، حيث يعاني أكثر من مليوني شخص ويلات الحصار المستمر، وغزة تتحوّل الى مكان غير صالح للحياة وأوضاع الخدمات الصحيّة والاجتماعية على شفى الانهيار، هذا الوضع تتحمّل مسؤوليته حكومة إسرائيل وحدها، وهي تتحمل أي تصعيد نتيجة لاستمرار هذا الحصار".