نتنياهو في واشنطن للقاء ترامب بحثا عن صورة النصر السياسي

يلتقي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في واشنطن، اليوم، الرئيس دونالد ترامب. ويجري هذا اللقاء، في ظل أزمة التحقيقات بشبهات الفساد التي يواجهها نتنياهو. في حين أن مضيفه هو أيضا غارق في سلسلة اهتزازات لا تتوقف في إدارته. إلا أن نتنياهو سيحرص في الايام الخمسة لتواجده في واشنطن، على التقاط "صورة النصر السياسي"، خاصة بعد أن أهداه ترامب، هدية أخرى، تتمثل بنقل سريع للسفارة الأميركية إلى القدس، وفي ذكرى النكبة تحديدا. إلا أن نتنياهو، بات الآن أمام أزمة جديدة تهدد حكومته، وهي اصرار المتدينين المتزمتين، على سن قانون يعفي شبانهم من الخدمة العسكرية الالزامية.
ولدى مغادرته إلى واشنطن، الليلة قبل الماضية، قال نتنياهو لوسائل الإعلام، "في الحديث مع الرئيس ترامب، سأشكره باسم شعب إسرائيل على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، على شرف يوم الاستقلال السبعين لدولة إسرائيل". وقال، "سنبحث في العدوان الإيراني في منطقتنا بشكل عام، وفي البرنامج النووي الإيراني بشكل خاص". وأضاف، "وسأبحث مع الرئيس في دفع السلام إلى الأمام". وسيكون هذا اللقاء الخامس لنتنياهو وترامب في غضون سنة.
وكما يبدو، فإن نتنياهو سيطلع على الخطة المسماة "صفقة القرن" التي بلورتها إدارة ترامب، وسيتداول بشأنها مع ترامب، أو أن يحدد من جديد "الخطوط الحمراء الإسرائيلية"، بموجب ما تطرحه حكومته. إلا أن نتنياهو قد يناقش ترامب أيضا، مسألة الاستيطان في الضفة، على ضوء البيان الحاد الذي اصدره البيت الابيض قبل ثلاثة أسابيع، وفيه نفي حاد لمزاعم نتنياهو، بأنه يجري مفاوضات مع البيت الابيض بشأن ضم مبكر لمستوطنات الضفة إلى ما يسمى "السيادة الإسرائيلية". إذ استخدم البيان الأميركي مصطلح "كذب"، وهو ما لا يذكره الإسرائيليون، في تاريخ العلاقة مع أميركا.
إلا أن نتنياهو سيهتم في أيام مكوثه في الولايات المتحدة الأميركية، في بث رسائل "نصر سياسي" للجمهور الإسرائيلي، وأولها الاستقبال الحار شبه المؤكد له، في البيت الابيض وفي الكونغرس. كمل سينسب لنفسه "انجاز" النقل سريع للسفارة الأميركية الى القدس، وفي يوم ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.
وفي حين تزعم أميركا أن القرار هو "هدية لإسرائيل في عامها السبعين"، إلا أن الانطباع السائد هو أن الإدارة الأميركية، ارادت تسليم نتنياهو مكاسب سياسية شخصية في هذه الأيام، التي يواجه فيها التحقيقات بقضايا الفساد. كما أشار إلى هذا ايضا، المحلل السياسي الإسرائيلي البارز ناحوم بارنيع في مقال في صحيفة "يديعوت احرنوت" يوم الجمعة الماضي. إذ قال، إن السفير الإسرائيلي في واشنطن يطلب والبيت الأبيض يستجيب.
ومن المفترض أن يلقي نتنياهو يوم غد الثلاثاء خطابا أمام مؤتمر منظمة "ايباك" الصهيونية، اليمينية المتطرفة، التي توحد عددا كبيرا من المنظمات الاميركية اليهودية الصهيونية. وحسب التوقعات، فإن نتنياهو سيعرض مواقف يمينية متشددة، لاطمئنانه بالدعم الواسع في الحزب الجمهوري المسيطر على البيت الابيض والكونغرس.
إلا أن نتنياهو الذي يبدو أنه فلت من نزول سريع عن المسرح السياسي بسبب قضايا الفساد التي تلاحقه، فإنه بات يواجه أكثر، في الأيام الاخيرة، وخاصة أمس، احتدام الأزمة مع كتلتي المتدينين المتزمتين "الحريديم"، اللتين تطالبان بسن قانون سريع يعفي كليا شبانهم من الخدمة العسكرية الالزامية، لدوافع دينية، رغم توجهاتهم اليمينية المتطرفة.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد أصدرت في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، قرارا يقضي ببطلان قانون أقره الكنيست قبل عامين ونصف العام، يعيد اعفاء الشبان اليهود المتدينين المتزمتين "الحريديم" من الخدمة العسكرية الالزامية في جيش الاحتلال. وأمهلت المحكمة الكنيست عاما واحدا، لسن قانون جديد يفرض الخدمة على شبان الحريديم.
ويواجه الحريديم معارضة شديدة من كتلتي "يسرائيل بيتينو"، بزعامة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، وحزب "كولانو" بزعامة وزير المالية موشيه كحلون. فيما يعرف نتنياهو أن أوساطا واسعة من اليمين واليمين المتشدد، ترفض اعفاء الحريديم بشكل جارف. ولا يستبعد كثيرون، من أن تؤدي هذه الأزمة الى حل الحكومة، في حال لم يتم التوصل الى حل وسط. إلا أن الحريديم يعرفون أن وضعيتهم بهذا الشأن لن تتحسن بعد أي انتخابات مبكرة، وهذا ما قد يدفعهم للقبول بأي حل وسط، أو تأجيل الازمة.