جراءة نيوز - عمان - خاص : بحزن شديد بكى الفنانون الأردنيون الفنان عثمان الشمايلة الذي وافته المنية أول من أمس، لا سيما وأن الفن الأردني خسر قامة فنية ضخمة بحجم الفنان الشمايلة.
اثار موت الفنان عثمان الشمايلة الذي كان متوقعا بعد سنوات من معاناة الشمايلة مع تشمّع الكبد» والى حد بلغ مرحلة صعبة. وجاء الخبر قاسيا على الفنانين وهم يعتصمون في خيمتهم لليوم الثالث عشر على التوالي. والغريب ان خبر الوفاة الاخير سبقه خبر قبل يومين، ثم عاد الاطباء ليكتشفوا ان قلب الشمايلة لم يتوقف تماما ، بعد ان انتشر النبأ وتناقلته المواقع الاخبارية، لكن نقيب الفنانين حسين الخطيب سرعان ما عاد ونفاه بعد حديث الاطباء في المدينة الطبية حيث كان يعالج الفنان الفقيد بمكرمة من جلالة الملك.
موت درامي
وقال نقيب الفنانين وهو ينعى الفقيد» وإذ تؤكد النقابة على أن الفقيد كان من القامات الفنية التي قدمت للوطن عصارة ابداعها وتميزها والتي ساهمت في بناء الذاكرة والهوية الأردنية تستذكر النقابة انجازات الفقيد وعطاءه في الكثير من أعماله التي حملت هم الوطن والمواطن الأردني فدخل قلوب الأردنيين جميعاً وحمل الرسالة الفنية الصادقة التي لم تروج يوماً لحكومات أو وزراء أو مسؤولين بل للدولة والوطن.
لقد شاء القدر أن تفقد الحركة الفنية الأردنية أحد رموزها وروادها أثناء اعتصام تقوم به نقابة الفنانين الأردنيين لم تألفه أي دولة عربية أو صديقة للحالة المؤلمة كرستها السياسات المتعاقبة للحكومات والتي ساهمت في انهيار مهنة الفن في الأردن من خلال التهميش واقصاء المبدع الأردني وعدم القناعة بإمكانية مساهمته في الارتقاء بالواقع المحلي والملفات الوطنية المختلفة». ومثلما كان الفنان عثمان الشمايلة ممثلا تراجيديا وكوميديا، كان موته «دراميا».
خسارة للحركة الفنية
المخرج محمد يوسف العبادي (نقيب الفنانين السابق) قال ان وفاة عثمان الشمايلة خسارة للحركة الفنية الاردنية. وقد كان الشمايلة فنانا يشار اليه بالبنان ومن خيرة الفنانين الاردنيين واجاد الادوار والشخصيات التي قدمها. كذلك اكد المخرج المسرحي حاتم السيد وفور بلوغه نبأ الوفاة ان الشمايلة الذي عرفه في مستهل تجربته الفنية عندما كان الشمايلة يعمل بالسفارة القطرية، واعتبر السيّد ان وفاته جاءت قاسية مثل حياته وصراعه مع المرض.
مبدع
الفنان محمد القباني اشار الى الشمايلة كان فارسا ظل يقاوم المرض حتى صرعه الاخير بعد ان بلغ به من الالم ما بلغ. واعتبر القباني موت الشمايلة خسارة في وقت نحن الفنانين احوج ما نكون للتضامن وللوقوف صفا واحدا في وجه انكار المسؤولين لاهمية دور الفنان في الحياة العامة.
وقال القباني: تفتح قضية علاج ومرض وموت الفنان عثمان الشمايلة الباب على أوضاع صعبة لعدد من الفنانين الذين توقفوا عن الابداع بسبب تعرضهم لمرض أبعدهم عن استكمال رحلتهم الإبداعية .
سيرة فنان
وتحدث الكاتب محمود الزيودي عن الفنان الفقيد عثمان الشمايلة وقال: تعرفت على الفنان عثمان الشمايلة هاويا ً للفن عام 1982، كان يعمل محاسبا ً في السفارة القطرية... وللصدف زاملت والده عبد الكريم في لواء الأمن العام وزاملت شقيقه سامي في لاسلكي الأمن العام ... حينما كتبت مسلسل هبوب الريح رشّحت عثمان لدور شاعر الأردن المتمرّد (عرار) مصطفى وهبي التل.. عثمان يقرط بالراء كما هو حال عرار وقد أمضيت معه ساعات أشرح له حياة عرار وزهده في زخرف الدنيا... ونذره نفسه لمساعدة الفقراء والمظلومين ومقاومة الظلم الرسمي والشعبي على بسطاء زمنه ... فهو من سجن الى منفى ومن منفى الى غربة ... أبدع عثمان في تقمّص الدور خصوصا ً حينما لبس العباءة على جلده وفوقها السيف ووضع العقال على رأسه بلا كوفية في مشهد كاريكاتيري يستقبل به قائد الدرك العام في الأردن فريدريك بيك باشا خلال زيارته التي لم تتم للشوبك.
انطلق بعدها عثمان في أدوار مسرحية وتلفزيونية كثيرة وهجر الوظيفة في السفارة القطرية ليسير على حبل مشدود للتوفيق بين نفقات الأسرة وبين العمل الذي يكاد يكون موسميا ً في بعض الأحيان وهو طريق سلكه محمد القباني حينما هجر الوظيفة في شركة الكهرباء الأردنية ... وعبد اللطيف شمّا الذي هجر منصب مدير احد المصانع الكيماوية وعبد اللطيف كيماوي قبل أن يكون فنانا ً وكاتبا ً وباحثا.
عثمان الشمايلة المريض الذي اصيب بمرض تشمّع الكبد «كان كتلة متفجرة من السخرية، يرمينا بطرائفه ونكاته أينما جلسنا، حتى في الاستراحة بين تصوير مشهد تلفزيوني واخر، أما في المسرح فقد كان يرتجل الكثير من الكلام الساخر لدرجة احراج زميله وزميلته على الخشبة، ثم اعتادوا على ارتجاله مع مرور الوقت.
فقيد الفن
و كان الشمايلة قد عانى منذ زمن من مرض تشمع الكبد، حيث كان وجه نداء لجلالة الملك عبدالله الثاني لإنقاذ حياته بعد ان وصل الى مرحلة حرجة في مرضه حيث أمر جلالته وقتها بعلاجه في المدينة الطبية على نفقته الخاصة إلا ان الشمايلة لم يجري عملية زراعة الكبد رغم تطابق الفئة بسبب استحالة ذلك .وفق ما صرح به مسؤول طبي. والفنان الشمايلة هو عثمان عبد الكريم عثمان الشمايلة وهو ممثل أردني ولد في مدينة الكرك عام 1957. له العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية ويغلب على أعماله الطابع الكوميدي.
قدم الشمايلة العديد من الاعمال المسرحية والتلفزيونية مثل مسرحية وادي النسا و مسرحية يا أنا يا هو و مسرحية مين فينا المجنون ومسرحية المنحوس و مسرحية من حقي اتزوج ومسرحية التجربة الأمريكية ومسرحية محاكمة فَنَس بن شعفاط ، ومن المسلسلات قدم الشمايلة عيلة أبو حرب و مسلسل البريء ومسلسل محاكم بلاسجون (مسلسل بدوي) و مسلسل هبوب الريح و مسلسل الثغرة و مسلسل وجه الزمان و مسلسل الليل الطويل و مسلسل الأمضاء بريء و مسلسل مهما طال الزمن و مسلسل القرار يصدر غداً و مسلسل الطريق الوعر و مسلسل نقطة وسطر جديد و مسلسل راس غليص و مسلسل نصف القمر ومسلسل نيران البوادي ومسلسل وين ما طقها عوجة، وغيرها.