جراءة نيوز - عمان : يشكل مكب النفايات في الطفيلة الذي أنشئ في العام 1989، ويستخدم للتخلص من النفايات بشقيها الصلبة والسائلة، مصدر تهديد بيئي خطير، في ظل تحذيرات من الآثار التي قد تنجم عنه، خاصة مع انتهاء عمره الافتراضي وموقعه الذي لا يبعد عن قرية جرف الدراويش أكثر من 6 كم.
ويشير رئيس جمعية الحسا للبيئة ومكافحة التصحر توفيق أبو جفين، إلى استغلال المكب للتخلص من النفايات الصلبة والسائلة في آن واحد، وهو في الأصل مخصص للتخلص النفايات الصلبة ومعالجتها.
ولفت أبو جفين إلى أن استقبال المكب للنفايات السائلة التي تتضمن المياه العادمة من الحفر الامتصاصية في ظل عدم قدرته على معالجتها بشكل علمي تنتهي معها آثارها السلبية يشكل مكرهة صحية وتهديدا بيئيا حقيقيا للمياه الجوفية في المناطق التي تعتبر مصدر مهما للمياه في حوض جرف الدراويش التي تغذي سيل الحسا.
ولفت إلى آثاره السلبية على المراعي الطبيعية المجاورة والتي تشكل المرعى الطبيعي لمربي الماشية، إضافة إلى أن ما تنقله تلك النفايات السائلة بواسطة حملها وتسربها إلى مناطق تكثر فيها الأشجار الرعوية تهديد آخر لا يقل خطورة عن التهديد الناجم عن تلوث محتمل للمياه الجوفية.
وأكد مواطنون من بلدة جرف الدراويش القريبة من المكب أن آثار المكب أثرت سلبا على السكان في المنطقة، حيث انتشرت الحشرات خصوصا البعوض والذباب.
كما أشاروا إلى كونه يشكل مصدر تهديد بيئي حقيقي، خصوصا فيما يتعلق بالمياه العادمة التي يتم التخلص منها فيه بدون معالجة حقيقية تستند إلى أسس معالجة متطورة.
وأكدوا أن المناطق الرعوية حول منطقة المكب أصبحت بيئة طاردة للعديد من مربي الماشية والبدو المرتحلين، نتيجة انبعاث كريه للروائح الناتجة عنه، علاوة على الحشرات التي تنتشر من خلاله خصوصا الذباب والبعوض في ظل تواضع عمليات مكافحتها، ليشكل ذلك معاناة للسكان. وأشاروا إلى بدائية الطريقة التي يتم بواسطتها التخلص من النفايات السائلة التي تتم من خلال تسريب المياه في حفر صغيرة تتجمع في حفرة أكبر لتجف تحت تأثير أشعة الشمس.
وطالبوا بإيجاد مكب بعيد عن المنطقة وتراعي فيه أيضا معايير السلامة العامة، وإبعاده عن مناطق الرعي الطبيعي مصادر المياه، وتوفير طرق معالجة أحدث ما يتم في المكب الحالي. رئيس مجلس الخدمات المشتركة في الطفيلة المهندس جواد العطيوي أقر بأن المكب غير مهيأ فعلا لاستقبال النفايات السائلة ولكنه الحل الوحيد في ظل عدم وجود حلول أخرى حيال التخلص منها في محطة التقنية في الطفيلة التي وصلت طاقتها الاستيعابية إلى أكثر من 90%، جراء اعتماد الحفر الامتصاصية كأسلوب أغلب في التخلص من المياه العادمة، وقلة نسبة تغطية الطفيلة بشبكة الصرف الصحي.
وأشار إلى العديد من اللجان من قبل وزارة البيئة والمياه والبلديات التي قامت بالكشف على المكب الذي أثبت أن الطريقة الوحيدة للتخلص من النفايات السائلة وكأغلب المكبات في المملكة هي عملية التبخر من الحفر التي تجمع فيها تلك النفايات.
وأضاف أن مشكلة التخلص من المياه العادمة من خلال الحفر الامتصاصية التي تعتبر الوسيلة الوحيدة، في ظل عدم شمول مناطق واسعة في الطفيلة بخدمات الصرف الصحي تزيد من الاعتماد على التخلص منها في مكب النفايات، مؤكدا حاجة المكب إلى محطة للتنقية، للتخلص من النفايات السائلة.
وأشار إلى أن عملية التخلص من النفايات الصلبة تعتبر سهلة بشكل كبير، حيث يتم ردمها بخنادق عميقة يصل عمقها إلى نحو 12 مترا، ولدى المكب العديد من الخنادق التي يمكن أن تستوعب النفايات الصلبة من كافة مناطق الطفيلة لنحو 6-10 أعوام.
وشدد على أن منطقة المكب الحالي باستثناء المنطقة التي يتم فيها التخلص من النفايات السائلة، نظيفة لدرجة عدم وجود أي روائح كريهة تنبعث منها.