جراءة نيوز - عمان : يعاين اختصاصي الأمراض الباطنية في العيادات الخارجية التابعة لمستشفى الزرقاء الحكومي نحو 100 مريض يوميا، في الوقت الذي تشير فيه النسبة العالمية لعدد المراجعين لأطباء الاختصاص الى اقل من نصف هذا العدد، ما يؤثر سلبا على الطبيب والخدمة المقدمة للمراجع، وفق مدير المستشفى الدكتور يوسف الطاهات.
وقال الطاهات ان العيادات الخارجية تشهد حجم عمل كبيرا، اذ تقدم الخدمات الصحية والعلاجية لأكثر من الف مريض يوميا، بمعدل ربع مليون سنويا، مشيرا الى ان عددهم بلغ خلال الربع الاول من العام الحالي نحو 65 الفا.
ولفت الطاهات إلى توفر جميع التخصصات الطبية في العيادات، حيث يعمل 24 طبيبا و10 مساعدين وثلاثة صيادلة، وموظفو السجلات والمحاسبة والأشعة والمختبر على تقديم الخدمات الصحية والعلاجية للمراجعين.
وقال الطاهات إن أبرز التحديات التي تجابه عمل المستشفى تكمن في تزايد أعداد المراجعين، مبينا أن هناك عدداً من المرضى يرتادون العيادات دون وجود حاجة مرضية تستدعي العلاج، لافتا إلى توفر الرعاية الصحية الأولية الشاملة والخدمات الصحية في المراكز الصحية والتي يمكن للمواطنين مراجعتها والحصول على الخدمات الطبية كاملة منها.
ونفى الطاهات وجود أي نقص في الأدوية، مرجعا سبب الشكاوى في كثير من الأحيان إلى "رغبة" بعض المرضى بالحصول على الأدوية بأسمائها التجارية لا العلمية.
وأضاف إن الوزارة توفر جميع أنواع العلاجات وتقوم بشراء الدواء من صيدليات القطاع الخاص على حساب التأمين الصحي في حال عدم توفر البديل المناسب للمريض.
وقال الطاهات إنه تعذر توسعة مستشفى الزرقاء الحكومي بسبب وقوعه في وسط المدينة، مشيرا إلى أن تباعد الأقسام واختراق الشوارع للمستشفى يشكل خطرا وعبئا إضافيا على الطواقم الطبية والفنية والمراجعين على حد سواء.
ويبدي العديد من المراجعين استياءهم من "تباعد أقسام المستشفى واختراق أحد الشوارع الرئيسة جسم المستشفى، حيث يفصل مبنى الطوارئ والأقسام الداخلية عن الصيدلية الرئيسة وقسم المحاسبة وقسم الكلى وبنك الدم وعيادات العيون والأسنان، الأمر الذي يشكل عبئا إضافيا على المستشفى والمرضى.
ومن الملاحظات التي يبديها المراجعون وجود مختبر الأنسجة وقسم السجلات في مكان يبعد عن المستشفى نحو 500 متر، بالإضافة إلى أن العيادات الخارجية تبعد عن المستشفى نحو 2 كيلو متر عن المبنيين.
وقال مدير المستشفى إن معظم الحالات التي تراجع قسم الأسعاف والطوارئ هي حالات غير طارئة، وتراجع قسم الإسعاف والطوارئ دون وجود سبب طبي طارئ، مضيفا إن معظم المراجعين يعانون من أمراض مزمنة تعالج في المراكز الصحية أو العيادات لا في الطوارئ.
وقال الطاهات إن قسم الاسعاف يستقبل نحو 750 مريضا يوميا، وأن عدد المراجعين خلال الربع الاول تعدى 61 الف مريض، مشيرا الى ان المستشفى اجرى 2600 عملية جراحية خلال الفترة نفسها.
وبين الطاهات ان نسبة الإشغال وصلت في المستشفى الى 76 %، مبينا ان عدد الأسرة في المستشفى يبلغ 300 سرير بالإضافة الى 20 سريرا لغسيل الكلى و 9 اسرة لمرضى التلاسيميا.
ويعول الزرقاويون على الانتهاء من مشروع مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد الذي اقيم على ارض مساحتها 114 دونما بمساحة بناء تبلغ 55 الف متر مربع ضمن مدينة خادم الحرمين الشريفين، لرفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية إلى 700 سرير دون احتساب اسرة مستشفى الأمير فيصل حيث سيتسع المستشفى الجديد لنحو 500 سرير قابلة للزيادة الى 600 سرير حال الانتهاء من تنفيذه.
وكانت دراسة حكومية اجرتها محافظة الزرقاء قبل سنوات، اظهرت أن القطاع الصحي يعاني من ارتفاع معدلات الإشغال في مستشفيات المحافظة الحكومية بنسبة تصل الى 75 % مع نقص في الكادر الطبي والتمريضي، خاصة أطباء الاختصاص، فضلا عن عدم تكاملية المعدات والأجهزة الطبية.
وفي الإجمال يوجد في المدينة 876 سريرا في 9 مستشفيات، أي واحد لكل ألف زرقاوي. 6 من المستشفيات تعود للقطاع الخاص بنسبة إشغال 32 %، فيما تشغل وزارة الصحة مستشفيين حاليا (الزرقاء والامير فيصل) بنسبة إشغال 80 %. ويوجد مستشفى وحيد تابع للخدمات الطبية الملكية منذ50 عاما.
ويشتمل المستشفى الجديد على ثلاثة طوابق مع برجين يتألف البرج الاول من سبعة طوابق والثاني من ثمانية ويتصل البرجان بمجمع مصاعد، ويضم سكنا للممرضات مؤلفا من ثلاثة طوابق وبمساحة اجمالية 2900 متر مربع، اضافة الى الأعمال الخارجية والمتمثلة بالساحات ومواقف السيارات التي ستتسع لنحو 450 سيارة وخزان مياه ارضي بسعة 1900 متر مكعب ومهبط طائرات عمودية ومناطق خضراء وأرصفة وأسوار.