جراءة نيوز - عمان : أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يفضل أن يتم الحديث عمن يخلف الأسد قبل التركيز على تغييره، وهي إشارة توحي بأن موسكو تتفهم ضغوط الدول الغربية ومطالبها في سوريا.
وتمسك روسيا العصا من الوسط في مقاربتها للملف السوري، فأحيانا تعلن أنها لا تعارض رحيل الأسد وأخرى تتمسك به في محاولة لتحسين شروط التفاوض مع الدول الغربية التي تتمسك بخيار تغيير الأسد والاحتفاظ بالنظام على الطريقة اليمنية.
وقال بوتين في تعليق على تصريحات غربية متفائلة بقرب الاتفاق مع روسيا بشأن تغيير الأسد "تغيير النظام ليس المهم بل المهم هو انه وبعد تغيير النظام بشكل دستوري يجب وضع حد لاعمال العنف واحلال السلام في البلاد".
وكان بوتين اشار الثلاثاء الى "نقاط توافق عدة" مع واشنطن حول سوريا.
واعتبر بوتين ان على جميع الدول الجلوس الى طاولة المفاوضات واعداد خطة مسبقة من اجل التوصل الى حل للازمة عبر التفاوض.
وبعد أن أكد وجود نقاط تفاهم مع بوتين، عاد أوباما لينحو إلى التعميم بشأن الموقف الروسي، وهي غشارة فهمها المراقبون بكونها محاولة لرفع الملام عن الرئيس الروسي الذي بدا أنه في الطريق إلى القبول بالضغوط.
وقال أوباما غداة لقائه على هامش قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك مع بوتين، للاقرار بانه "لا اعتقد ان بوسعنا القول في هذه المرحلة ان روسيا والصين انضمتا الى صفنا".
واضاف ان موسكو وبكين "تقران بان الوضع الحالي خطير.. وبأنه لا يخدم مصالحهما"، وأنهما "ليستا راضيتين عن المجازر" الاخيرة في سوريا.
من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه روسيا "تلعب دوريا لتسهيل المرحلة الانتقالية" في سوريا، موضحا انه توصل الى هذا الاستنتاج خلال لقاء مؤخرا مع بوتين في باريس وبعد اللقاء بين اوباما والرئيس الروسي الاثنين.
وفي مقابل التفاؤل الذي تبديه القيادات السياسية العليا في الدول الكبرى المعنية بالملف السوري، تواصل دوائر ثانوية النفخ في خيار التصعيد بين موسكو والدول الغربية، وهو يعمل يصنفه مراقبون في سياق محاولة صرف الأنظار على عملية التفاوض التي قد تنتهي سريعا بالتفاهم النهائي حول سوريا.
وفي سياق النفخ في نار التصعيد، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن 3 سفن روسية تتوجه إلى ميناء طرطوس في سوريا تحمل على متنها إمدادات وربما أفراداً إلى قاعدة روسية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن المسؤولين العسكريين الروس كانوا أعلنوا أن الإمدادات هي للروس ولحماية قواتهم.
ورحب كيربي بخطوة شركة تأمين بريطانية أوقفت تغطيتها سفينة روسية تحمل على متنها مروحيات إلى سوريا ما اضطرها العودة إلى كالينغراد، وقال "لا نريد أن نرى نظام الأسد يحصل على أسلحة وذخائر أو أي قوة فتاكة يمكن أن يستخدمها".
إلى ذلك، جدد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية ميت رومني التأكيد ان روسيا هي "خصم جيوسياسي" للولايات المتحدة، وذلك بعد أسابيع على وصفه موسكو ب"العدو الجيوسياسي الرقم واحد" لواشنطن.
وقال رومني في حديث الى اذاعة فوكس "بالتأكيد لسنا أعداء. نحن لا نتحارب، ولا توجد حرب باردة". لكنه أضاف "روسيا هي خصم جيوسياسي، وأعتقد من وجهة النظر هذه، ان لها اهدافا تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة".
ووصف رومني ايضا روسيا بـ"الدولة التي تعارض باستمرار تحركاتنا في الامم المتحدة".
وكان المرشح الجمهوري وصف في أذار-مارس روسيا بـ"العدو الجيوسياسي الرقم واحد" للولايات المتحدة، ما استدعى ردا عنيفا من الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيدف الذي نصحه بـ"استخدام عقله".
من جانبها كذبت الخارجية الصينية وجود أية خطط لمناورات عسكرية موسعة ستشارك فيها في سوريا وفق ما أوردته وسائل إعلام من تسريبات عسكرية عن أن مناورات روسية - صينية - إيرانية ستجري في سوريا ومياهها الإقليمية، بأنه "عارٍ عن الصحّة".
ويقول مراقبون للشأن الروسي إن التصعيد الإعلامي بين الكبار لا يعني شيئا فلربما يكون ذلك أسلوبا مناورا يهدف لتوفير فرص النجاح للمفاوضات.
ويضيف المراقبون أن الوضع الأمني السيء بسوريا لم يعد يتحمل المزيد من المناورة والتسويف وأن ذلك يوفر الأرضية المثلى لاستمرار الصراع بشكل دموي وفوضوي إلى مدة طويلة ستزيد من معاناة المدنيين.