جراءة نيوز - عمان : تباينت اللحظات الأخيرة في فرز نتائج العملية الانتخابية بمقر حملة شفيق، بين القلق والإحباط والصمت وعدم التصريح عن أي نتائج تصلهم، والفرحة العارمة بعد تواتر أنباء بتقدم مرشحهم فيما استمرت احتفالات المؤيدين والأنصار أمام مقر الحملة قرب منتصف الليل
في الصباح الباكر وعند دخولك مقر الحملة تجد حراسة أمنية مشددة، يخبرونك أنه لايوجد أحد بالداخل وأنهم ينظفون المقر.. بعد الشد والجذب وإظهار تصريح اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تستطيع الدخول لتدخل لتجد أعضاء الحملة وقد أنهكهم السهر في رصد أصوات الفرز، ومازال الأمل يداعبهم بتقدم مرشحهم.. ويعلن أحد أعضاء الحملة عدم إعلان أي نتائج للفرز مبررا ذلك بأن هذه النتائج غير دقيقة، مضيفين أن حزب الحرية والعدالة ينشر بيانات خاطئة.
مع استمرار توافد المئات علي ميدان التحرير وإعلان مرسي رئيسا من قبل جماعة الإخوان المسلمون.. عقد أحمد سرحان المتحدث الإعلامي مؤتمرا صحفيا أعلن فيه أن الحملة ستتقدم غدا ووفقا للموعد القانوني وبعد فرز كل النتائج، بشكواها المتكاملة إلي اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، مؤكدة حقها الأصيل في إلغاء كل النتائج التي أحرزها (المرشح الآخر)، وبما يضمن نزاهة التصويت وعدم تزييف إرادة الناخبين، على حد قوله.
وأضاف سرحان، أن المؤشرات الأولي لدي الحملة شفيق تثبت بما لايدع مجالا للشك أنه متقدم في الانتخابات برغم كل التجاوزات بما يتراوح بين نسبه 51.5% و52%، مؤكدا أن شرعية منصب رئيس الجمهورية محل تهديد خطير، ومافعله (المرشح الآخر) يهدد مستقبل مصر واستقرارها، ويعني أن جماعة الإخوان تقوم بما يؤدي إلي تقويض العملية التاريخية التي نحن بصددها الآن، لاختيار أول رئيس جمهورية بعد ثورة ٢٥ يناير.
رغم المؤتمر الذي أعلنوا فيه تقدمهم، كانت أنباء تقدم مرسي أقوى واحتفالهم في التحرير وثقتهم في النصر تؤكد ان مرسي هو الرئيس، ما لبثت أن انتشرت شائعات بسفر شفيق إلي لندن، فما كان من "بوابة الأهرام" إلا أن هاتفت صديق شفيق الشخصي، الذي أكد لنا بحرقة أنه يجلس في البيت وأنه لم ولن يترك البلاد.
مع تزايد الأنباء عن فوز مرسي، توافد العشرات من أنصار ومؤيدي شفيق علي مقر الحملة، يسألون بشغف وقلق عن حقيقة المؤشرات التي يشاهدونها في التليفزيون، ويرفض الأمن دخولهم برغم توسلات البعض بأنه قادم من محافظة بعيدة، واكتفوا بخروج أحد أعضاء الحملة ليخبرهم بأنه لاصحة لما يتردد عن فوز مرسي ويطمئنهم ويقول لهم بعد ساعات ستسمعون أخبارا حلوة، فيرحلون ويأتي بعدهم مؤيدون آخرون وأنصار ليسألوا ليخرج لهم من جديد أحد أعضاء الحملة ويقول لهم اطمئنوا سنفرح جميعا، في الوقت الذي كانت تقف فيه السيارات في الشارع بالقرب من ميدان فيني لتسأل "إيه الاخبار عندكم؟".
ورغم حديث أحد أعضاء الحملة وطمأنتهم للوافدين فلقد سادت حالة من الوجوم والإحباط بين أعضاء الحملة وتركزت كاميرات القنوات علي مدخل مقر الحملة ليرصدوا خروج كثير من العناصر ومغادرتهم للمقر وخروج 4 شاشات ال سي دي من المقر، حين سأل أحدهم لماذا تأخذوهم، رد عليه أحد أعضاء الحملة كان هناك متطوع بهم ويريد أن يستردهم الآن بعد تراجع شفيق في السباق الرئاسي.
ووسط جو الإحباط والحزن الذي خيم بين أرجاء الحملة دخلت إحدى السيدات المؤيدات لتتحدث بهستيريا "البورصة خسرت 7 مليارات جنيه بسبب مرسي وستخسر المزيد".. ثم صرخت في مرسي بيختار الوزرا من دلوقتي .. وظلت تتابع الأخبار وتقلب القنوات مع أعضاء الحملة وحين جاءت قناة مصر 25 صرخت لا إنها قناة الإخوان.. ابحثوا عن قناة الفراعين لأنها بتريحنا وحين دخل أحد ليؤكد لهم تقدم شفيق رغم كل شئ.. ردد أحد المؤيدين في انهيار "أنا حاسس إننا في حرب 67 وبيقولوا لنا أخبار غلط زي عبدالناصر".
ثم قالت مؤيدة ثالثة في حزن شديد "هما مش عارفين انهم كدة بيسلموا السلطة للإخوان.. خايفين من شفيق عشان فلول طب كنتوا تخليكوا مفتحين وتحطوله سياج بس تجيبوا راجل مدني".
امتنعت الحملة عن التصريح بأي نتائج بعد مؤتمرها الصحفي واختفي المتحدث الإعلامي عن الأنظار وظل يظهر بين الوقت والآخر ليقول "مرسي مش هيعتب قصر عابدين ويؤكد فوز شفيق رغم الوجوم الذي يظهر علي وجوه كل الحاضرين".
ظل الوجوم والحزن يخيمان علي المكان حتي أحضر أحد المؤيدين عجلين كبيرين ليدخلهما من الباب الجانبي ويتم منع تصويرهما بناء علي مدير الحملة الوزير السابق للطيران إبراهيم مناع .. ظل العجلان وبجانبهما مايقرب من 10 جزارين في انتظار أوامر بالدبح، وقال أحد أعضاء الحملة إنه نذر لله وسيذبحونهما عند الفوز.
وبعد ذلك وصلتهم أنباء عن تقدم مرشحهم علي مرسي ليقفزوا من الفرح ويحتضنوا بعضهم البعض ويلوحوا لأنصار شفيق من خلال سور الفيلا التي أغلقت أبوابها من بعد العصر تقريبا لتمنع دخول أي شخص.. وبمجرد إذاعة الخبر حضر ما يقرب من 300 شخص ليحتفلون ويشغلون الأغاني الشعبية المؤيدة لشفيق ويحملون بوسترات له.. ويرقصون بالعصا ويطبلون ويحملون أعلام مصر هاتفين "الله أكبر.. عاش الهلال مع الصليب"، وعلي نغمات الدف شنوا هجوم علي الإخوان قائلين محمد بديع باطل والإخوان باطل مرددين في حماس "يوم التلات العصر هنحط شفيق في القصر" واستمرت الاحتفالات قرب منتصف الليل وحتي كتابة هذه السطور.