جراءة نيوز - عمان : شهد لواء الشوبك في محافظة معان على مدار اليومين الماضيين أعمال شغب تخللتها محاولة اقتحام المركز الأمني في الشوبك والاعتداء على مرافق وأبنية حكومية وأمنية، وإغلاق للطريق الرئيس في اللواء بالإطارات المطاطية المشتعلة والحجارة على إثر خلاف وقع بين دورية أمنية وشبان من المنطقة، وفق مدير شرطة المحافظة العميد عارف الوشاح.
وبين الوشاح أن عددا من المواطنين حاولوا أمس اقتحام مركز الشرطة في اللواء، ما اضطر قوة أمنية إلى منعهم باستخدام ما اعتبره "وسائل متاحة مشروعة"، في وقت توجهت فيه قوات من الدرك لفتح الطريق الرئيس بالقرب من مبنى المتصرفية، الذي شهد إغلاقا أكثر من مرة على مدار اليومين الماضيين.
وأكد أنه تمت السيطرة على الموقف وتهدئة الأوضاع، وعودة الأمور إلى طبيعتها، مشيرا إلى أنه سيصار إلى فتح تحقيق بالحادثة مع كافة الأطراف.
وفي التفاصيل، زعم شهود عيان أن أحد أفراد دورية أمنية كان متواجدا في مطعم بالمنطقة مساء أول من أمس، صدرت منه عبارات وصفوها بـ"المسئية" بحق أبناء المنطقة، الأمر الذي أدى إلى حدوث مشادات كلامية بينه وبين عدد من الشبان المتواجدين في المطعم.
وأكدوا أن الشرطي استقل سيارة الأمن فيما تبعه عدد من المواطنين لاستيضاح أسباب تصرفاته، ليصاب احدهم في رجله اليمنى أثناء محاولة الشرطي الرجوع إلى الخلف بالسيارة.
وعلى إثر ذلك تجمهر مئات من المواطنين عند المدخل الرئيس للواء الشوبك للتعبير عن احتجاجهم، في وقت حضرت فيه سيارة نجدة إلى مكان الاحتجاج وبرفقتهم نفس الشرطي الذي تسبب بالاحتجاج، وترجل من سيارة النجدة وأعاد التلفظ بعبارات مسيئة بحق أهالي وأبناء الشوبك، واختلق مشاجرة مع المتواجدين وأشهر سلاحه، ثم بادر إلى إطلاق عيارات نارية باتجاههم، غير أنه لم يصب أحدا منهم، وفق زعم ذات الشهود.
ولفتوا إلى أن سيارة النجدة تراجعت من المكان بسبب توافد أعداد كبيرة من المواطنين بعد سماع أصوات إطلاق النار، وأغلقوا مدخل اللواء بالإطارات المشتعلة، ما استدعى تدخل قوة أمنية كبيرة طوقت المحتجين وأطلقت عيارات نارية في الهواء لتفريقهم.
وقد شهد يوم أمس تجدد أعمال الشغب، حيث أقدم محتجون على إضرام النار وسط الشوارع الرئيسية، وتوجهوا إلى متصرفية اللواء ومحكمة البداية ورشقوا المبنيين بالحجارة ما أدى إلى تحطيم نوافذهما.
واستدعى ذلك حضور قوة أمنية مجددا لفرض الأمن والنظام وفض المحتجين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، بعد أن لمست القوة الأمنية محاولات اقتحام لمبنى المتصرفية والمركز الأمني، ما أدى إلى إصابات طفيفة بين صفوف المحتجين وحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، إضافة إلى إصابة رجل أمن تم إسعافه إلى المركز الصحي العسكري.
ويشهد لواء الشوبك حاليا تعزيزات أمنية مكثفة من قبل قوات الدرك والتي تمركزت في داخل مركز أمن الشوبك تحسباً لأي تداعيات.
في المقابل أقام المحتجون خيمة احتجاجية أمام متصرفية اللواء لتنفيذ اعتصام مفتوح حتى يستجيب وزير الداخلية ومدير الأمن العام لما أسموه بـ"رد الاعتبار" إلى أبناء الشوبك، من خلال تقديم اعتذار رسمي لما بدر من تصرف غير مسؤول وإساءة اعتبروها مقصودة.
كما طالبوا بإقالة متصرف اللواء ومدير مركزها الأمني ونقل الطاقم الأمني بمركز أمن الشوبك لسوء تصرفهم مع تداعيات الحادثة، وعدم إدارة الأزمة بحكمة، مطالبين بمحاسبة رجل الأمن الذي تسبب بالمشكلة واختلق أحداث الشغب، نتيجة استفزازه المتكرر لأبناء المنطقة وتلفظه بألفاظ مسيئة بحق أبناء المنطقة.
من جهته، أكد النائب المهندس وصفي الرواشدة أنه سينقل مطالب أبناء اللواء إلى وزير الداخلية، مطالبا الجهات المسؤولة التحقيق بمجريات الحادثة ونقل كل من أساء التصرف وارتكب أخطاء وظيفية بحق أبناء اللواء.
وكان اجتماع عقده محافظ معان عبدالكريم الرواجفة مع شيوخ ووجهاء مدينة الشوبك والمحتجين بحضور النائب وصفي الرواشدة وقائد إقليم أمن الجنوب العميد هاني الحياري ومدير شرطة معان العميد عارف الوشاح تم البحث فيه بإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، ووقف جميع مظاهر الاحتجاجات من قبل السكان.
وأفاد شهود عيان أن المحافظ الرواجفة وبعد إنهاء اجتماعه مع شيوخ ووجهاء مدينة الشوبك توجه برفقة مدير إقليم أمن الجنوب ومدير شرطة معان والنائب وصفي الرواشدة إلى خيمة الاعتصام للاستماع إلى مطالب المعتصمين، غير أنه لم يتمكن من لقائهم نتيجة محاولة بعض المحتجين الاعتداء عليه، إلا أن تدخل بعض المتواجدين حال دون ذلك.