جراءة نيوز - عمان - باسم سكجها : لم ينصب الفنانون الأردنيون خيمتهم في جبل اللويبدة للتسلية، ولكنّ لأنّ الأمور وصلت معهم إلى حدّها، فعملية دفن الفنّ الأردني وهو حيّ حقيقية، وعملية قتل الفنانين الأردنيين واقع عملي، ومنذ زمن بعيد لم نسمع عن مسلسل أردني ناجح دخل إلى بيوتنا، وتابعناه بشغف، واستطاع أن يعبر الحدود ليظهر على فضائيات عربية.
وَمَن يظنّ أنّ الفنّ قادر في بلادنا أن يعيش دون دعم الدولة واهم، وَمَن لا يعرف أنّ سوريا ومصر وتونس والمغرب ودول الخليج تدعم كلّها الفنّ والفنانين ذنبه على جنبه، وليس سرّاً أنّ هوليوود نفسها عانت من أزمات في صناعتها للسينما، فتدخلت الحكومة الأميركية لدعمها، بأشكال مباشرة وغير مباشرة.
الفنّ الأردني كان رائداً في يوم من الأيام، وازدهرت صناعته إلى درجة تعرّض فيها للغيرة من دول أكبر منّا بكثير، ووصولنا إلى هذه الحالة لا يرجع للفنانين، ولكن للحكومات التي يتبدّل مسؤولوها كما تتبدّل غيوم شباط، وكلّ منهم يحمل عبقريته العشوائية بدعوى التقدّم والإصلاح، وكلّه كلام في كلام.
الفنانون لجأوا إلى الملك، وكما تبنّى جلالته الكثير من المبادرات التي أعادت إحياء أفكار ومشروعات، نتمنى التدخّل لاستعادة دور فنِّنا الاردني وفنانينا المبدعين، وفي قناعتنا أنّ نجاح مبادرة من هذا النوع سيكون سريعاً، ومفيداً للأردن، ولصورته عند أهله والآخرين أيضاً.