آخر الأخبار
  تدخين المرأة سبب ارتفاع "السرطان" في الأردن   النائب بيان المحسيري تطالب "الحكومة" بالعودة إلى تطبيق التوقيت الشتوي والصيفي   إعلان هام حول دوام "المؤسسة الاستهلاكية المدنية" ليومي الأربعاء والجمعة   الحكومة الاردنية تصرح حول أسعار المحروقات "عالمياً"   "أمانة عمان" تعفي المواطنين من غرامات (المسقفات) في هذه الحالة!   تنفيذ 3478 عقوبة بديلة خلال 11 شهرا   الصفدي يكشف عن الملفات التي ناقشها مع الشرع في دمشق   نواب يطالبون باجراءات للافراج عن طبيب اردني اعتقله الاحتلال في غزة   طهبوب : 15 ألف أسرة فقيرة جديدة في الأردن   العرموطي: ساعة يد ثمنها 15 ألف يورو ضمن مسروقات سفارتنا في باريس   الأردن يكشف عن الفئات المسموح لها بالمغادرة والدخول عبر معبر جابر   حسان: الحكومة منفتحة على النَّقد البنَّاء   انفجار (طنجرة ضغط) في عربة فول بإربد   رئيس لجنة الحريات النيابية: "سنعمل على إعداد مشروع قانون عفو عام لتبييض السجون"   شمول السيارات الكهربائية المخزنة في العقبة بقرار تخفيض الضريبة   تطبيق تعرفة الكهرباء المرتبطة بالزمن على المستشفيات والفنادق بداية 2025   التربية تكشف مستوى اسئلة امتحان التكميلي 2024   المومني من عمان الاهلية تُحاضر بأكاديمية نورث سيتي حول المضادات الحيوية   عمان الأهلية تطلق مبادرة : حقّك تسمع   الناقل الوطني يوفر 300 مليون متر مكعب من المياه سنويا

انتحار مصعب.. جرس إنذار للاهتمام بالعمال ومطالبهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية

{clean_title}

جراءة نيوز - عمان : يراجع والد مصعب خليفة، الذي أحرق نفسه قبل اسبوعين احتجاجا على فصله من شركة الكهرباء ، باستمرار شركة الكهرباء لمتابعة ملف ابنه بعد أن قدمت وعودا بإيقاف كتاب فصله، وإعطائه جميع حقوقه من تأمين صحي وضمان اجتماعي ومكافأة نهاية الخدمة لعائلته.
والد مصعب، يؤكد لـ"الغد" أن مصعب كان المعيل الوحيد لأسرته الصغيرة المكونة من زوجته الحامل، وطفلته التي لم تكمل العام بعد، ولأسرته الكبيرة المكونة من والديه واشقائه، معبرا عن أمله بإسراع الشركة باتخاذ قرار يفضي إلى إرجاع راتب ولده.
وألمح ابو مصعب لتعرض عائلته لضغوط شديدة بعد انتحار مصعب تعدتها لانتقادات يسمعونها ممن حولهم تلمح إلى لوم مصعب على انتحاره، مخالفا بذلك تعاليم الدين الإسلامي التي تحرم الانتحار.
"ماذا أفعل، انتحر مصعب وكان ما كان"؟  بهذه العبارة يجيب أبو مصعب على هذا النوع من الانتقادات، مؤكدا أن المجتمع لا يقدر ظروف العائلة التي خسرت أحد أفرادها بالانتحار لتضاعف حزنها بالتحدث عنه بطريقة اعتبرها غير لائقة.
يؤكد أبو مصعب أن ظروفا "جبارة" تعرض لها نجله جعلت الانتحار الطريق الوحيد أمامه، لافتا إلى أنه حاول بكل الطرق ثني الشركة عن قرارها بفصله إلا أن أحدا لم يستمع إليه.
وبكلمات بسيطة يعبر ابو مصعب عن رأيه بانتحار ابنه؛ فهو مؤمن بأن الانتحار حرام، لكن من ناحية أخرى يرى عذرا لابنه الذي وجد نفسه مظلوما ولم يفعل شيئا يستحق عليه الفصل من العمل.
المتابع لصفحة خليفة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بحسب اصدقائه الذين التقت "الغد" بعضهم أمس يستشعر التزامه الديني من جهة وحسه الوطني والقومي، فالصورة الشخصية التي يستقبل بها اصدقائه على الصفحة هي صورة علم الثورة السورية التي تملأ أخبارها صفحته، حتى أن بعض التعليقات التي ترده على ما ينزله على الصفحة تشير إلى اعتقاد بأنه سوري وليس أردنيا.
من جهة اخرى، يدرج المرحوم مصعب الكثير من الأحاديث الدينية على صفحته ما يشير إلى التزامه الديني، وهو ما يؤكده أصدقاؤه في شركة الكهرباء الذي لفتوا إلى أنه كان ملتزما بالصلاة والتعاليم الدينية.
زميل آخر مقرب لمصعب، فضل عدم ذكر اسمه، قال إن "فكرة الانتحار كانت ابعد ما تكون عن أن ترد إلى ذهن مصعب فهو شاب مرح خلوق وملتزم ولا يؤذي أحدا، لكنه تعرض لضغوطات شديدة خلال السنة الأخيرة اثرت على نفسيته بشكل كبير".
من جهته، أكد رئيس النقابة المستقلة لعمال شركة الكهرباء أحمد مرعي، أن إحراق مصعب لنفسه أمام الشركة بهذه الطريقة هو "رسالة واضحة في أنه يرتضي أن يحترق ولا أن يتم الانتقاص من كرامته".
"وعليه فعلى أرباب العمل أن يفكروا ألف مرة قبل الانتقاص من حق العامل، فالعامل مثله مثل أي مواطن، والآن بدأت الحياة تختلف، وأثر ذلك على طريقة تفكير الناس ويجب أن يُحسب ألف حساب لردة فعل المواطن والعامل تجاه أي قرار يتخذ ضده"، وفق مرعي.
مدير مركز الفينيق للدراسات أحمد عوض قال إنه "تاريخيا ظاهرة الانتحار تتزايد عند تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، وهذه الظاهرة ليست حكرا على بلد واحد، بل إن المتتبع لظاهرة الانتحار خلال السنوات القليلة الماضية حتى في البلاد المتقدمة، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي عانتها مجتمعاتها تضررت الطبقة العاملة وازدادت نسبة الانتحار في الطبقات اللي تضررت من الأزمة".
وأكد عوض "نحن لسنا في صدد إدانة الشخص الذي انتحر لأنه في النهاية ضحية، ولا يوجد هنالك منظومة دينية في العالم تحلل قتل النفس"، مبينا أن الأهم من ذلك معرفة الأسباب التي أدت للانتحار كونها اشارة اجتماعية تؤشر للعوامل التي أدت للانتحار أو محاولات الانتحار التي لم تتم.
وأكد أن دراسة هذه الظاهرة واجبة على الكل مجتمع مدني وحكومات لإعادة النظر في السياسات الاقتصادية، للتصدي لتفاقم الظروف الصعبة التي ستؤدي لزيادة محاولات الانتحار والانتحار بحد ذاته.
وبين أن أبرز مشكلة بواجهها سوق العمل هو انخفاض مستويات الأجور، متوقعا أن الهدوء الحالي والبسيط للاحتجاجات العمالية ليس مؤشرا لتراجع الحراك العمالي، لأنه حتى بهذا التراجع فإن معدلات الاحتجاجات العمالية في الخمسة أشهر الماضية هي أعلى من معدلاتها في عام 2011 الذي كان ذروة الربيع العربي.
وأكد أن السياسات الاقتصادية التي أجرتها الحكومة مؤخرا ستؤثر سلبا على حياة الناس وستزيد من حالات إيذاء النفس.
وقال إن "45 % من نسبة الاحتجاجات في الأردن كانت تطالب برفع الأجور بشكل مباشر، وإذا أضفنا لها الاحتجاجات الاخرى التي كانت تطالب بمجموعة من المطالب من بينها رفع الأجور ستصل النسبة إلى 60 % من نسبة الاحتجاجات التي تطالب بصورة مباشرة أو غير مباشرة برفع الأجور".