جراءة نيوز - عمان : استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في الديوان الملكي الهاشمي امس، رئيس وأعضاء لجنة التحقيق والتقييم في أوضاع مراكز وشؤون الأشخاص المعوقين.
وأعرب جلالته خلال اللقاء عن شكره وتقديره لرئيس وأعضاء اللجنة على جهودهم المميزة في أداء مهامهم، مؤكدا أهمية العمل على تنفيذ التوصيات التي تضمنها تقرير اللجنة، وفق جدول زمني محدد، وأن تستكمل اللجنة عملها، ليشمل جميع مراكز ودور الرعاية، خصوصا فئة الأيتام والمسنين.
وحث جلالته اللجنة على متابعة خطة وزارة التنمية الاجتماعية لتنفيذ توصياتها، وإجراء تقييم شامل لجميع مراكز الرعاية الخاصة، وبما يتوافق مع القوانين والأنظمة التي تضمن عدم تكرار أي إساءات أو انتهاكات أو ممارسات غير إنسانية مستقبلا، مؤكدا جلالته دعمه الكامل لجهود اللجنة، وتسهيل مهمتها ومتابعة تنفيذ توصياتها.
وكشف تقرير اللجنة، التي يرأسها الدكتور محي الدين توق، عن وجود خلل في 12 مركزا من أصل 58 مركزا، وتم تحويل 16 موظفا إلى المدعي العام من أصل 800 موظف يعملون في هذه المراكز.
وقدم توق في اللقاء إيجازا لجلالة الملك، تناول فيه أهم توصيات اللجنة ونتائجها، مستعرضا ابرز المخالفات التي أدت إلى الانتهاكات التي حصلت في بعض المراكز، متمثلة في ضعف الرقابة والتفتيش والمساءلة، وعدم وجود معايير للتصنيف والاعتماد، وضبط الجودة في جميع المراكز، سواء الحكومية أو الخاصة.
واشار إلى أن نتائج اللجنة، أظهرت وجود ضعف في التشريعات، والكوادر من حيث إعدادهم وتأهيلهم، وافتقار معظم المراكز لهياكل تنظيمية ومدونات قواعد سلوك.
واعرب توق وأعضاء اللجنة عن شكرهم وتقديرهم لجلالة الملك على اهتمامه في قضية المراكز التي هزت مشاعر الأردنيين، وتقديرهم للحكومة لتوفيرها الدعم الكبير لتسهيل عمل اللجنة.
وعرض وزير التنمية الاجتماعية وجيه عزايزة، تصوره في رفع نوعية الخدمة المقدمة في هذه المراكز عبر الاستفادة من بعض الأشخاص المؤهلين من الخارج، للعمل في بعض المراكز، لتحقيق مزيد من التقدم والتطور والفعالية في هذا المجال.
وكان جلالة الملك قام بزيارة مفاجئة الشهر الماضي، إلى مراكز تربية خاصة تأوي أشخاصا ذوي إعاقة في عمان، بعد اطلاع جلالته على تقارير إعلامية أوردت وجود انتهاكات وممارسات يتعرض لها نزلاء بعض هذه المراكز.
كما اطلع جلالته خلال زيارته الاثنين الماضي إلى وزارة التنمية على خطة الوزارة لتنفيذ توصيات تقرير لجنة التحقيق والتقييم في أوضاع مراكز وشؤون ذوي الاعاقة، ضمن جداول زمنية محددة واضحة المعالم، بحيث شدد جلالته على أهمية متابعة تنفيذ خطة الوزارة بكل تفاصيلها وتحقيقها لجميع أهدافها.
وأكد ضرورة اتخاذ الإجراءات الرادعة لضمان عدم تكرار أي إساءات أو انتهاكات أو تجاوزات في مختلف المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات للمواطنين، وتأدية هذه المؤسسات لدورها، وفق شروط الترخيص والمعايير المعتمدة.
وفي موازاة ذلك، استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في الديوان الملكي الهاشمي امس الصحفية الزميلة حنان خندقجي، والإعلامية الزميلة سهى كراجة اللتين أعدتا تقارير صحفية وبرامج إعلامية كشفت عن وجود انتهاكات وممارسات، يتعرض لها نزلاء بعض المراكز التي تأوي أشخاصا من ذوي الاعاقة، إضافة إلى مساهمتهما القيمة بتناول القضايا الاجتماعية ذات البعد الإنساني في تغطيتهما الصحفية والإعلامية.
وعبر جلالته في اللقاء عن شكره وتقديره لجهودهما في تقصي الحقائق ونشرها وفق أسس موضوعية وشفافة، مما يسهم بتعزيز المهنية الصحفية، ودور الصحافة المسؤولة في التعامل مع قضايا الوطن بجدية وحيادية ومسؤولية.
كما اكد جلالته دعمه لحرية الصحافة في كشف الحقائق وتناول القضايا التي تهم المواطنين، لافتا إلى أهمية التحقيقيات الصحفية الاستقصائية في وضع اليد على مكامن الخلل في المجتمع ومعالجتها.
وأشار جلالته إلى أن الصحافة المسؤولة التي تعالج المشكلات الاجتماعية "لها مني شخصيا ومن الأردنيين جميعا كل الدعم والتقدير"، موضحا أن الصحافة المسؤولة التي تعمل أيضا على محاربة الفساد والواسطة والمحسوبية، جزء أساسي من مسيرة الإصلاح الشامل الذي نريده للأردن.
من جانبهما، أعربت الصحفيتان عن تقديرهما لمتابعة جلالة الملك لجهدهما الصحفي في كشف الحقائق، ومتابعة القضايا التي تهم الرأي العام، مشيرتين إلى أن تكريم جلالته لهما سيكون حافزا لهن وللأسرة الصحفية، لبذل مزيد من العطاء خدمة للوطن.