آخر الأخبار
  بلدية الزرقاء تتحرك قانونياً ضد المتورطين بسرقة المناهل   وزير المياه: الموسم المطري أفضل من العام السابق   تخريج دفعة جديدة من كتائب الشرطة المستجدين   "ديوان المحاسبة" 2024: 609 ملايين دينار كلفة الإعفاءات الجمركية   التربية: تدفئة 1249 قاعة امتحانية استعدادا للتوجيهي في الأجواء الباردة   مذكرة نيابية تطالب بدعم "النشامى" من مخصصات الترويج السياحي   استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية الخميس والجمعة   الصبيحي: 52 ألف موظف حكومي أحيلوا للتقاعد المبكر منذ 2020   دوام الضريبة السبت لتمكين المكلفين من التسديد قبل نهاية العام   ارتفاع الصادرات الأردنية لسوريا إلى 203 ملايين دينار   النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى اللجنة المالية   إنخفاض فاتورة الأردن النفطية إلى 2.173 مليار دينار خلال 10 أشهر   نمو الصادرات الوطنية بنسبة 7.6% خلال 10 أشهر   حسان في مطرانية اللاتين: بهذا الحِمى الطاهر تجتمعُ القلوبُ على المحبةِ والإيمان   الأردنيون تحدثوا 7.3 مليار دقيقة هاتفية في 3 أشهر   القاضي يوجّه كتاباً لـ حسان بخصوص إحالة موظفي الأمانة للتقاعد المبكر   سوريا تلقي القبض على مهرّب مخدرات إلى الأردن   محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية   ما حقيقة شطب نصف قيمة مخالفات السير؟   بالفيديو امام وزير الداخلية ضرورة ملحة للتدخل في جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان

صفقة العشرين مليار دولار هل أخرجت قطر من المصيدة !

{clean_title}

صفقة العشرين مليار دولار هل أخرجت قطر من المصيدة ونقلتها من داعم رئيسي للارهاب الى حليف استراتيجي لواشنطن؟ وكيف خدع "التاجر” ترامب الجميع وحصل على "الدفعة الأولى” من "الخراج” الخليجي كاملة؟

عبدالباري عطوان


بعد الإعلان عن توقيع صفقة بيع الولايات المتحدة الامريكية 36 طائرة من طراز "اف 15″ الى دولة قطر في مقر وزارة الدفاع "البنتاغون” امس، يمكن ان نتوقع انفراجا ملموسا في الازمة الخليجية، وتراجعا في احتمالات المواجهة العسكرية، لكن رفع الحصار، وإعادة فتح المجالات الجوية قد يحتاج بعض الوقت.
الرئيس دونالد ترامب كان المحرض الرئيسي على اشعال فتيل هذه الازمة، واستخدم التحالف السعودي الاماراتي البحريني المصري كورقة ضغط على دولة قطر لارهابها، ودفعها للرضوخ للمطالب الامريكية في دفع "الجزية” على شكل صفقات أسلحة، واستثمارات في البنى التحتية الامريكية تماما مثلما فعلت شقيقتها الكبرى السعودية، ولا نعرف ما اذا كان هذا التحالف الرباعي على علم بالنوايا الامريكية، ام انه جرى توظيفه وهو مفتوح الاعين.
بمجرد توقيع هذه الصفقة، وضمان الإدارة الامريكية 12 مليار دولار ثمنا للجزء الأول منها، بدأ الحديث يتصاعد عن حدوث انفراج، وتصاعدت وتيرة الوساطات مجددا، وكثر الوسطاء وتعددت جنسياتهم، وباتت قطر على حافة الخروج النهائي من "المصيدة”.
***
كلمة السر هي المليارات التي يطرب لرنينها "التاجر” ترامب، ويعرف كيف ينتزعها بالقوة والتهديد والإرهاب، وخلق الانقسامات والتوترات بين العرب، والخليجيين منهم على وجه الخصوص، ولم يخف الرجل هذه الحقيقة، فقد بشر شعبه الأمريكي بانه عاد لهم من زيارة الرياض بالمال والوظائف، وقال.. وظائف.. وظائف.. وظائف.
قيمة الصفقة الحقيقية تصل الى 21.1 مليار دولار، وتشمل 72 طائرة، وقالت شركة بوينغ المنتجة لها "انها صفقة مهمة جدا للحفاظ على خط انتاج هذا النوع من الطائرات، وخلق 60 الف فرصة عمل في 42 ولاية أمريكية”، أي انه بدونها كان سيتوقف الإنتاج، فشكرا للعرب.
التغريدات التي اطلقها الرئيس ترامب قبل بضعة أيام وقال فيها "ان قطر لها تاريخ حافل بدعم الإرهاب على اعلى المستويات ويجب ان تعاقب”، او أخرى اكد فيها "ان عزلة قطر هي بداية النهاية للارهاب”، هذه التغريدات تلاشت كليا، وحلت مكانها أخرى تشيد بدولة قطر كحليف قوي للولايات المتحدة، وتشدد على ان صفقة الطائرات هذه خطوة كبيرة نحو "تعزيز″ التعاون الاستراتيجي والأمني بين البلدين”، انها قطع شطرنج يحركها اللاعب الأمريكي بمهارة، في التوقيت والاتجاه الذي يريد.
بعد ساعات من توقيع جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي هذه الصفقة مع نظيره القطري خالد العطية صدرت الأوامر لسفينتين حربيتين امريكيتين بالتوجه الى ميناء حمد جنوب الدوحة في إشارة تؤكد ان أمريكا لن تتخلى عن دولة قطر، وعلى الآخرين فتح سرادق العزاء، واستقبال المعزين.
***
انها مسرحية جرى اعداد فصولها في البيت الأبيض، وتم توزيع الأدوار على الممثلين اثناء قمم الرياض الأخيرة في حضور البطل الرئيسي دونالد ترامب مع الحرص على حضور اكبر عدد من الكومبارس من 56 دولة عربية وإسلامية كشهود زور.
قطر لم تعد دولة داعمة للارهاب في الوقت الراهن على الأقل، وحتى تبدأ عملية تطبيق قانون "جستا”، ومحاكمة الدول الراعية للارهاب، وتعويض الضحايا، وقطعا ستكون قطر وخصومها من بينهم، وسيجد الجميع انفسهم في قفص الاتهام، وسيواجهون احكاما بالدفع مئات، وربما آلاف المليارات كتعويضات.
انها مسرحية من عدة فصول، وما زلنا في بداية احداث الفصل الأول فقط، والضحايا هم العرب، سواء كانوا بين الجمهور، او في أدوار ثانوية على خشبة المسرح.
هنيئا للرئيس ترامب والشعب الأمريكي بكل هذه المليارات، وكل هذه الوظائف ولا عزاء للاغبياء.

بعد الإعلان عن توقيع صفقة بيع الولايات المتحدة الامريكية 36 طائرة من طراز "اف 15″ الى دولة قطر في مقر وزارة الدفاع "البنتاغون” امس، يمكن ان نتوقع انفراجا ملموسا في الازمة الخليجية، وتراجعا في احتمالات المواجهة العسكرية، لكن رفع الحصار، وإعادة فتح المجالات الجوية قد يحتاج بعض الوقت.
الرئيس دونالد ترامب كان المحرض الرئيسي على اشعال فتيل هذه الازمة، واستخدم التحالف السعودي الاماراتي البحريني المصري كورقة ضغط على دولة قطر لارهابها، ودفعها للرضوخ للمطالب الامريكية في دفع "الجزية” على شكل صفقات أسلحة، واستثمارات في البنى التحتية الامريكية تماما مثلما فعلت شقيقتها الكبرى السعودية، ولا نعرف ما اذا كان هذا التحالف الرباعي على علم بالنوايا الامريكية، ام انه جرى توظيفه وهو مفتوح الاعين.
بمجرد توقيع هذه الصفقة، وضمان الإدارة الامريكية 12 مليار دولار ثمنا للجزء الأول منها، بدأ الحديث يتصاعد عن حدوث انفراج، وتصاعدت وتيرة الوساطات مجددا، وكثر الوسطاء وتعددت جنسياتهم، وباتت قطر على حافة الخروج النهائي من "المصيدة”.
***
كلمة السر هي المليارات التي يطرب لرنينها "التاجر” ترامب، ويعرف كيف ينتزعها بالقوة والتهديد والإرهاب، وخلق الانقسامات والتوترات بين العرب، والخليجيين منهم على وجه الخصوص، ولم يخف الرجل هذه الحقيقة، فقد بشر شعبه الأمريكي بانه عاد لهم من زيارة الرياض بالمال والوظائف، وقال.. وظائف.. وظائف.. وظائف.
قيمة الصفقة الحقيقية تصل الى 21.1 مليار دولار، وتشمل 72 طائرة، وقالت شركة بوينغ المنتجة لها "انها صفقة مهمة جدا للحفاظ على خط انتاج هذا النوع من الطائرات، وخلق 60 الف فرصة عمل في 42 ولاية أمريكية”، أي انه بدونها كان سيتوقف الإنتاج، فشكرا للعرب.
التغريدات التي اطلقها الرئيس ترامب قبل بضعة أيام وقال فيها "ان قطر لها تاريخ حافل بدعم الإرهاب على اعلى المستويات ويجب ان تعاقب”، او أخرى اكد فيها "ان عزلة قطر هي بداية النهاية للارهاب”، هذه التغريدات تلاشت كليا، وحلت مكانها أخرى تشيد بدولة قطر كحليف قوي للولايات المتحدة، وتشدد على ان صفقة الطائرات هذه خطوة كبيرة نحو "تعزيز″ التعاون الاستراتيجي والأمني بين البلدين”، انها قطع شطرنج يحركها اللاعب الأمريكي بمهارة، في التوقيت والاتجاه الذي يريد.
بعد ساعات من توقيع جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي هذه الصفقة مع نظيره القطري خالد العطية صدرت الأوامر لسفينتين حربيتين امريكيتين بالتوجه الى ميناء حمد جنوب الدوحة في إشارة تؤكد ان أمريكا لن تتخلى عن دولة قطر، وعلى الآخرين فتح سرادق العزاء، واستقبال المعزين.
***
انها مسرحية جرى اعداد فصولها في البيت الأبيض، وتم توزيع الأدوار على الممثلين اثناء قمم الرياض الأخيرة في حضور البطل الرئيسي دونالد ترامب مع الحرص على حضور اكبر عدد من الكومبارس من 56 دولة عربية وإسلامية كشهود زور.
قطر لم تعد دولة داعمة للارهاب في الوقت الراهن على الأقل، وحتى تبدأ عملية تطبيق قانون "جستا”، ومحاكمة الدول الراعية للارهاب، وتعويض الضحايا، وقطعا ستكون قطر وخصومها من بينهم، وسيجد الجميع انفسهم في قفص الاتهام، وسيواجهون احكاما بالدفع مئات، وربما آلاف المليارات كتعويضات.
انها مسرحية من عدة فصول، وما زلنا في بداية احداث الفصل الأول فقط، والضحايا هم العرب، سواء كانوا بين الجمهور، او في أدوار ثانوية على خشبة المسرح.
هنيئا للرئيس ترامب والشعب الأمريكي بكل هذه المليارات، وكل هذه الوظائف ولا عزاء للاغبياء.