آخر الأخبار
  مهم من التربية بشأن الرواتب المتأخرة للمعلمين الجدد   طقس لطيف اليوم وبارد نسبيًا غدًا   احمد الشرع: هيكلة جديدة للجيش السوري خلال أيام .. وما لا يقل عن نصف المواطنين السوريين يعيشون حالياً في الخارج   توضيح حول تعديل اسعار خدمات الاتصالات في الأردن   حسّان: الأردنيون المسيحيون والمسلمون يجسدون معاني المودة والتعاضد والتكافل   وفاة الفنان الأردني القدير هشام يانس   أحمد الشرع: وجود مليشيات بسوريا كان "عامل قلق" لكل دول المنطقة، وأنقذنا المنطقة من حرب عالمية ثالثة   العيسوي يلتقي أبناء عشيرة المهيدات وشباب عشائر التعامرة   هؤلاء مستثنون من قرار الحد الأدنى للأجور   هل يوجد في الأردن "أرز" مصنع من البلاستيك؟ الغذاء والدواء توضح ..   إرتفاع متوقع خلال الشهر القادم بأسعار "المحروقات" في الاردن   قرار صادر عن "مدير عام الجمارك" حول دوام موظفي مركز جمرك المنطقة الحرة في الزرقاء   هام من "وزارة الاوقاف" للمسجلين لأداء فريضة الحج   الأردنيان "جو حطاب وأبن حتوته" يلتقيان بالشرع   المملكة على موعد مع تساقط الثلوج في هذا الموعد   وزير الأوقاف يكشف عن موعد إعلان أسماء الحجاج الذين انطبقت عليهم الشروط لأداء فريضة الحج   البنك الأردني الكويتي يوقع اتفاقية تفاهم مع غرفة صناعة الأردن لإنشاء المركز الوطني للطاقة والاستدامة البيئية في الصناعة   مكافحة الفساد: إحالة 176 ملفا تحقيقيا إلى القضاء في 2024   الضمان: تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور (290) ديناراً بداية 2025   “الأمانة” تنذر موظفين بالفصل - (أسماء)

يخرقن قواعد الشرف .... بـ "شرف"

{clean_title}

جراءة نيوز – عمان - أشرف الراعي : تخرج من منزلها بكامل قيافة "الاحتشام" إلى عملها المسائي في أحد نوادي العاصمة عمان الليلية، وما إن تصل إلى  الملهى حتى تبدل ملابسها بأخرى "عارية" تظهر تفاصيل جسدها لتبدأ حياة أخرى.

تتصرف نانسي (28 عاما) المطلقة منذ خمس سنوات بهذه الطريقة لعدم معرفة ذويها الذين يعيشون معها في عمان بطبيعة عملها، معلقة "أهلي يعلمون أني أعمل في أحد الفنادق، وليس في ملهى ليلي".

ترى نانسي (ليس اسمها الحقيقي) أن المجتمع "لا ينصف المرأة" التي تعمل في هذا المجال رغم أن الظروف قد تجبرها على ذلك، وهو أمر تتفق معها فيه زميلات لها يعملن في ذات الملهى الذي يقع في أحد أحياء عمان الغربية الراقية.

نانسي، القادمة من إحدى الدول العربية، لا ترى في العمل بملهى ليلي أمرا "شائنا" فهي لا تتصرف بطريقة "خاطئة"، على حد تعبيرها.

تكتفي نانسي بـ"الرقص" إلى جانب الطاولات دون أن تسمح للزبائن بملامستها بطريقة تخل بالحياء العام، في وقت تمنع فيه القوانين التي تحكم ممارسة "مهنة" العمل في ملاه ليلية وبارات التصرف بطريقة تخدش الحياء العام، وتفرض على ذلك عقوبات "مشددة" تصل إلى إغلاق الملهى أحيانا.

بيد أن نانسي لا تتردد في أن "تترك" هذه المهنة حال توافرت لها وظيفة تؤمن لها العيش الكريم مع عائلتها المكونة من أخيها الصغير وشقيقتها ووالديها المريضين.

تلك الفتاة واحدة من كثيرات تواجهن قسوة ظروفهن المعيشية بالعمل في ملاه ليلية، وبارات في عمان كنادلات أو راقصات لتأمين تكاليف حياة باهظة من رسوم جامعات وكليات، في وقت تعمل أخريات في هذه المهنة لمجرد الرفاهية.

لكن هؤلاء الفتيات لا يفصحن عن طبيعة مهنتهن خوفا من "وصمة اجتماعية سلبية" تلاحق العاملات في هذه المنشآت.

يبررن ذلك بأنهن يعملن بشرف ودون أن يسمحن لأحد بالاعتداء عليهن أثناء أوقات دوامهن الرسمي، الذي يمتد من ساعات متأخرة في الليل وحتى الصباح.

تختلف نظرتهن إلى طبيعة أقدم مهنة في التاريخ؛ فمنهن من يرفضن الاستغناء عنها في ظل ما توفره من مبالغ مالية مرتفعة، وأخريات يرغبن في التخلص من قيود "عمل الليل" ولكن الظروف القاسية مرة أخرى تجبرهن على الدخول في معترك هذه المهنة.

وتنتشر في العاصمة عمان 91 ملهى وبار، يعمل فيها نحو 1800 عامل وعاملة من جنسيات متعددة بين نادل ومسؤول عن التنظيف والطهي في هذه الملاهي التي تصنف ضمن فئة المطاعم، وفق أرقام جمعية المطاعم السياحية.

فتيات أخريات يتصرفن بذات الطريقة التي تتصرف بها نانسي رافضات "بيع أجسادهن لطالبي المتعة"، فمروى (ليس اسمها الحقيقي)، التي تعمل راقصة في ملهى ليلي أيضا، تقول "أعمل بشرف بالرغم من الانطباع المجتمعي السلبي عن هذه المهنة".

مروى، غير المتزوجة والبالغة من العمر 31 عاما، تجد أن عملها كراقصة في الملهى يوفر لها دخلا جيدا لفتاة لا تحمل شهادة، أو مهنة أخرى يمكنها من دفع علاج والدها المصاب بمرض السرطان ومساعدة شقيقها على الدراسة بعد أن توفيت والدتها.

فمروى التي قدمت من العراق إبان احتلاله أمريكيا، لم تجد عملا غير السير في طريق الليل، وهو أمر لا يعلمه والدها الذي أبلغته أنها تعمل في أحد المطاعم، وليس في ملهى ليلي.

"لم أكن أعمل سابقا ولا أحمل شهادة، فماذا سأفعل؟" تتساءل مروى. 

أغلب الفتيات العاملات في هذه الملاهي من المغتربات، في ظل ندرة عمل الأردنيات، في مجتمع يصنف بأنه "محافظ ومتدين".

وبجانب هؤلاء الفتيات توجد أخريات يعملن كنادلات ويتفقن مع الزبائن على ممارسة الجنس مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 100 و 200 دينار دون أن يأبهن بمعرفة المجتمع بطبيعة عملهن. 

شذى (ليس اسمها الحقيقي) التي تعمل في أحد البارات تقول "قدمت من سوريا بعد أن توفي والدي وطلقني زوجي إثر خلافات مستمرة، وأعمل هنا منذ ثلاث سنوات".

وترفض الفتاة البالغة من العمر 27 عاما العمل في "غير هذا المجال" بعد أن باتت معتادة على السهر طوال الليل والنوم خلال ساعات النهار ولما يوفره هذا العمل من مردود يومي جيد يصل إلى خمسين دينارا كـ "بخشيش يقدمه الزبائن إكراما لها".

لكن شذى "لا ترفض ممارسة الجنس" مع زبائن يرتادون البار الذي تعمل فيه، مقابل المال.

تقول "أنا بطبعي أحب الجنس، ولكني أستفيد ماليا من علاقتي مع الزبائن، فأنا أقدم خدمة مقابل نقود".

المبالغ المالية الكبيرة التي تجنيها الفتيات العاملات في الملاهي اليلية والبارات من الزبائن دفع شذى إلى تشجيع شقيقتها للعمل معها في ذات المهنة.

أخرى تدعى أماني، 30 عاما، تقول "لا أمارس الجنس ليس لعدم قناعتي وأعمل كنادلة فقط ليس لعدم قناعتي ولكن لأن مالك الملهى الليلي يحتجزني وزميلاتي في أحد الفنادق ولا يسمح لنا بالخروج إلا للعمل ليلا".

بيد أن ريم البالغة من العمر 26 عاما  ترفض ممارسة الجنس لعدم قناعتها بذلك مطلقا، قائلة "لم أقتنع بممارسة الجنس ولا بالعمل في الملاهي الليلية ولكن ظروفي الاجتماعية أجبرتني، فقد توفي زوجي في سورية وقدمت أنا وطفلي إلى هنا بعد أن ضاقت بي الدنيا هناك ولم أجد عملا".

مرتادوا هذه الملاهي يختلفون حول فكرة عمل هؤلاء الفتيات "مع أجل تحصيل لقمة العيش فقط".

سالم البالغ من العمر 30 عاما، والذي يرتاد الملاهي الليلية بصورة دورية، يقول إنه يلتقي خلال السهرة بعشيقة الليل ليتفق معها على ممارسة الجنس مقابل مبلغ مالي معين عقب انتهاء السهرة.

يضطر سالم الذي يعمل موظفا براتب لا يتجاوز 300 دينار، للاستدانة أحيانا من أجل ممارسة الجنس، حسب قوله.

يجادل صديقه عمار بأن الظروف قد تدفع هؤلاء الفتيات أحيانا للعمل في هذا المجال، معلقا "هذه الفتاة قد لا تكون سيئة وقد تكون لديها قيم إيجابية ولكنها الحياة".

رغم هذا الجدل تبقى الحاجة "سيدة الموقف" عندما تدفع هؤلاء الفتيات إلى العمل في هذه الملاهي دون أن يتمكن من مجابهة مجتمع يرفض هذه الفكرة ويصف العمل فيها بـ "الإنحلال الأخلاقي"، كما يؤكدن.