جراءة نيوز - عمان : شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على التأكيد على أنه «خادم لبلاده وأبناء شعبه والعالمين الإسلامي والعربي دون تفرقة»، وقال «أرجو من الله التوفيق لما يحبه ويرضاه في خدمة ديني ووطني». جاء ذلك في كلمة مرتجلة ألقاها خادم الحرمين الشريفين خلال استقباله في قصر السلام بجدة، أمس، الأمراء، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، ووزير الدفاع اليمني اللواء ركن محمد ناصر أحمد علي، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، والعلماء والمشايخ وكبار موظفي الديوان الملكي وموظفي ديوان ولي العهد، وكبار المسؤولين وقادة وضباط الحرس الملكي، وجمعا من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول إلى جدة.
وأكد الملك عبد الله في كلمته أن الشعب العربي السعودي يبادل أشقاءه في العالم الإسلامي الأخوة والإخلاص، وقال آملا «أرجو نفس الشيء؛ أن يتلقى الشعب السعودي من إخواننا هذه المحبة وهذا الإخلاص والاتفاق إن شاء الله على خدمة الدين»، وفي ما يلي نص الكلمة:
«السلام عليكم أيها الإخوة. أحمد الله على هذا اليوم الذي ألتقي فيه بكم، كم أنا سعيد برؤية هذه الوجوه الطاهرة، هذه الوجوه المخلصة، هذه الوجوه التي تخدم دينها ووطنها بإخلاص وشرف، والحمد لله رب العالمين على ما أبداه المشايخ وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بالتهنئة. وأنا يا إخوان ما أنا إلا منكم وأنا خادم لكم، خادم للصغير، خادم للكبير، وأرجو التوفيق من الرب عز وجل، أن يوفقني لما يحبه ويرضاه، لخدمة ديني ووطني، وهذا أهم شيء عندي.
وأرجوكم يا إخواني أن تتمسكوا بالشكر والحمد لهذه النعمة التي أنعم بها عليكم الرب عز وجل؛ الأمن والأمان والهدوء والسكينة والاستقرار، أرجو من الصغير والكبير أن أي حركة يعملها يحمد ربه عز وجل على هذه النعمة.
ما أنا إلا أخ لكم، وخادم لكم، وخادم للعالم الإسلامي كله والعالم العربي دون تفرقة، وهذه ولله الحمد السيرة التي أنتم تمشون عليها، إنكم إخوان، إخوان صحيح للأمة العربية والإسلامية، الشعب العربي السعودي أخ لهم، مخلص لهم، لا نرى فيهم إلا الأشقاء، وأرجو نفس الشيء؛ أنه يتلقى من إخواننا هذه المحبة وهذا الإخلاص والاتفاق إن شاء الله على خدمة الدين والوطن للعالم العربي والعالم الإسلامي، والتوفيق من عند الرب عز وجل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وكان خادم الحرمين الشريفين تسلم رسالة خلال الاستقبال من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وقام بتسليم الرسالة وزير الدفاع اليمني اللواء ركن محمد ناصر أحمد علي الذي نقل له تحيات وتقدير الرئيس عبد ربه منصور هادي.
من جانب آخر، نقل وزير الخارجية الأردني لخادم الحرمين الشريفين خلال الاستقبال تحيات وتقدير الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وقد ألقى الطالب عبد الباري بن عصام الحساني كلمة عن أهالي منطقة مكة المكرمة وعن المشاركين في مسابقة «ملتقى شباب مكة المكرمة» الذي شارك فيه أكثر من ثلاثمائة ألف طالب وطالبة من محافظات منطقة مكة المكرمة جميعها، أعرب فيها عن سروره بالوقوف أمام خادم الحرمين الشريفين، متحدثا نيابة عن الجميع في هذه المناسبة التي تتزامن مع مرور الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين.
وقال «ها هي المناسبة يا سيدي تأتي لتتزامن مع مرور سبعة أعوام على حكمكم المجيد الذي خيره علينا مشهود، وفضله بعد الله مشكور، فكم عشنا فيه بغاية الرضا والسرور، فنبارك لكم مليكنا المحبوب سنينا تكتب لكم بمداد من نور، داعين الله أن يسدد سعيكم في كل الأمور»، وعبر عن شكر الجميع لخادم الحرمين الشريفين على دعمه لشباب الوطن «الذين يبادلونه حبا بحب ووفاء بوفاء وترتحل إليه أشواقهم وتسر باهتماماته نفوسهم وتقر بوقفاته عيونهم»، كما عبر عن شكر الجميع للأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
وقال في ختام كلمته «في الذكرى السابعة لتوليكم مقاليد حكم هذه البلاد، نحن أهالي أقدس منطقة على وجه الأرض مكة المكرمة وشباب هذا الوطن المعطاء، سواعدك الفتية وعدتك الأبية، نجدد لكم البيعة ونعاهد الله ثم نعاهدكم على السمع والطاعة، ونقول لك بكل فخر واعتزاز وصدق يا خادم الحرمين الشريفين، والله لو خضت بنا البحر لخضناه معك فأبحر أيها الملك المفدى في إصلاحاتك، وامض بنا في تطويرك، وسر بهمة عالية قدما نحو طموحاتك، وثق بأن كل الوطن معك يبنون وعلى خطاك سائرون، ولتوجيهاتك الأبوية منفذون، ودمتم يا سيدي في خير وعافية وسؤدد، قائدا فذا لشعب نبيل».
وألقى الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة كلمة قال فيها «جئناك أيها الوالد القائد تحملنا رواحل الشوق، وأهل المدينة أميرها الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز وعلماؤها ووجهاؤها وأشرافها وقبائلها وباديتها وحاضرتها وساكنوها وقاطنوها ما بين لابتيها وحرتها وجبلها ومأزميها، يرفعون إلى مقامكم الكريم سلاما مضمخا بالحب مكللا بالود مجللا بالدعاء مقرونا بالثناء، ويقولون نحن على العهد والوفاء والولاء والانتماء سلما لمن سالمكم وحربا على من حاربكم، ونحن الفداء لأمن بلدنا المملكة العربية السعودية، سلاحها دماؤنا ودرعها أرواحنا وحصنها أجسادنا وفي أعناقنا بيعة لا نحيد عنها».
وأكد الشيخ البدير أنه «لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية)، ويقول الفضيل بن عياض: لو أن لي دعوة مستجابة لجعلتها للإمام لأنه به صلاح الرعية، فإذا صلح أمنت العباد والبلاد».
ودعا الله تعالى أن يبقي خادم الحرمين الشريفين معينا للضعيف، ومغيثا للهيف، وجابرا للكسير، وحانيا على الفقير، ورادعا للظلوم، وناصرا للمظلوم، وقال «إن الحب يسري والحمد يبقى لملك وصل شعبه وحباه، وبره وأعطاه، ومنحه وأولاه، العدل غايته، والتواضع عادته، والوفاء شيمته، والحكمة السياسية سجيته».
كما ألقى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة، كلمة أكد فيها أنه «منذ الدعوة الإصلاحية التي اتفق وتعاون عليها إمامان عظيمان محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب، وهذه البلاد تسير على خير وعمل صالح خلفها يعقب سلفها على ذلك، حتى جاء الله بالملك عبد العزيز - غفر الله له - في القرن الماضي فجمع الله به شتات الأمة ووحد به صفها وألف به بين أفرادها، فأصبحت هذه البلاد رمز الأمن والاستقرار، ولله الفضل والمنة»، وأضاف «ونحن ولله الحمد نرى هذه النعم العظيمة ونرى ما نحن فيه من هذا الخير العظيم؛ تمسك بهذه الشريعة وتحكيم لها وتحاكم إليها وإقامة حدود الله، أمن واستقرار وانتظام حياة، رغد في العيش تآلف بين القيادة والرعية، هذا التآلف العظيم والتوافق الكبير الذي امتازت به هذه البلاد بين قيادتها ورعيتها، لا طائفية ولا حزبية، ولكن أمة واحدة وأخوة إسلامية صادقة».
وخاطب المفتي العام الملك عبد الله قائلا «إننا في هذا اليوم نشاهد الوفود من أرجاء هذا البلد جاءوا ليهنئوكم ويدعوا الله لكم بالمزيد من الخير والتوفيق، جاءوا ليجددوا بيعتهم لكم، تلك البيعة المباركة التي هي على كتاب الله وعلى سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثقة بكم واطمئنانا إليكم، يحمدون الله ويثنون عليه أن جعل هذه القيادة قيادة موفقة مباركة ساعية في جمع الشمل ووحدة الصف، سياسة حكيمة محكمة جنبت هذا البلد كل الفتن والبلايا، لأن صانعيها ولله الحمد بتوفيق الله لهم قد درسوا أحوال العالم وعرفوا ما يدور في العالم فأصبحت هذه البلاد في مأمن ولله الحمد بفضل الله وكرمه من هذه الحوادث والكوارث، كل ذلك بتوفيق الله وشكره وتأييده، فله الفضل والمنة علينا أولا وآخرا».
وقال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ «إن بيعتنا لقيادتنا بيعة من أعماق قلوبنا، ندين الله بها قبل كل شيء ظاهرا وباطنا، بايعنا بقلوبنا وأيدينا ونوصي جميعا أن نكون على هذه البيعة المباركة أعوانا على الخير والهدى متناصرين متحابين ينصر بعضنا بعضا ويوجه بعضنا بعضا، لا نرضى بشماتة الآخرين، ولكن تناصح فيما بيننا، فالدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
واختتم كلمته قائلا «أسأل الله لك من العمر المديد في طاعة الله وأن يوفقكم بالخير والصلاح، وأن يبارك بعمرك وعملك ويزيدك بركة على نفسك وعلى مجتمعك المسلم، وأن يشد عضدك بولي عهدك نايف بن عبد العزيز، ويبارك في أوقاته وأعماله، وأن يوفق وزير دفاعكم المبارك لما فيه الخير والصلاح، وأن يجمع الجميع على طاعته، وأن يغفر لأمواتنا وأمواتكم، وييسر لنا كل عمل صالح، وصلى الله وسلم على محمد».
حضر الاستقبالات الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة.