آخر الأخبار
  بتوجيهات ملكية .. رعاية فورية لأسرة من "ذوي الإعاقة"   منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا"   استطلاع: 80% من الأردنيين يرون مشروع مدينة عمرة مهما   الأردن الرابع عربيًا و21 عالميا في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية   التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل   تحذير أمني لمالكي المركبات منتهية الترخيص في الاردن   الدفاع المدني ينقذ فتاة ابتلعت قطعة ثوم في الزرقاء   "المياه" تدعو المواطنين للتحوط بسبب وقف ضخ مياه الديسي لـ4 أيام   الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري الأمم الآسيوية   تعديل على ساعات عمل جسر الملك حسين الثلاثاء   قرارات مهمة من صندوق الإقراض الزراعي   وقف واسع لضخ المياه في العاصمة والزرقاء (أسماء مناطق)   العموش يسأل الحكومة عن تحركات السفير الأمريكي الجديد   إثر خلافات .. القبض على سيدة وضعت مادة مخدرة لزوجها للإضرار به   هاشم عقل يكشف عن نسب الانخفاض في اسعار المحروقات   عندما تبحر الإنسانية… الإمارات ورسالة الأمل إلى غزة   بضربات جوية .. الأردن وأميركا يواصلان حربهما المفتوحة ضد "داعش"   السير: ضبط حدث بعمر 15 عامًا يقود مركبة في عمّان   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة "درون   بدء أربعينية الشتاء اليوم وتستمر حتى نهاية كانون الثاني

هزاع الذنبيات..غادر عمان مرتين

{clean_title}
فارس الحباشنة
نادرا ما نقع بين الاجيال المعاصرة على شخص يسكن بمهنته حتى التورط ويعيش من اجلها ولاجلها
مثل هزاع الذنبيات، والذي صار لا يحكى عن عمان الا به، حتى حين غادرها مرتين كرجل سير محترف :الاولى عندما انهى خدمته الامنية واحيل على التقاعد وأعيد فيما بعد باستثناء من مدير أمن عام سابق، واما الثانية فرحلة الخلاص الى الموت.
هزاع الذنبيات الذي وافته المنية صباح أمس من أكثر الشخصيات التصاقا بعمان، شق طريقه كرجل سير بالابداع والتميز والمثابرة، أضحك الاردنيين ورسم الابتسامة على وجوهم، كان أكثر من رجل سير، بل مجنون بصناعة النظام والانتظام المروري، وفك عقد الازدحام و»العجقة» المرورية، و»رجل سير» طوع كل الامكانات ليزيل عن وجه المدينة صور الاختناق المروري.
ولذا تراه كالمهووس يطارد العقد المرورية قبل أن تشتعل، كما يطارد العاشق فريسته. مسيرة الذنبيات كرجل سير مليئة بالغرابة والدهشة، ومثلت جزءا من رموز واشارات المدينة المتكررة لتمثل ركنا من روحها، لوضعها اليد على معاناة الاردنيين يوميا من ازدحام مروري، ولسبرها أغوار الازمة المرورية في عمان.
كان الراحل «هزاع الذنبيات» يقف يوميا بصلابة وحماسة ومثابرة وجهد مليء بالخبرة والحكمة بالتعامل مع حركة المرور على اشارة وزارة الصناعة والتجارة « العبدلي «، وينظم حركة السير بفطرية وعفوية وارتجال، وكأنه قبل أن يعرف اسرار حركة المرور يعرف أكثر منها اسرار الناس، لاعب محترف وماهر أجاد هندسة بناء أنسنة المدن، فهو يعرف الى أين أولئك الناس غادون وماذا يريدون ولماذا هم غاضبون ؟
لم تكن شمس تموز ولا شرقية « المربعانية» تثنيه عن واجبه، فتراه في كلا الفصلين مشحونا بحرارة الاندفاع وحب العمل، كل يوم جديد ترى هزاع الذنبيات بخبرة أوسع وأعمق بشؤون حركة المرور بالمدينة، وفيما يزداد انبهار المارة والذين لا ترمق عيونهم عند المرور من «اشارة العبدلي « الا بالنظر الى هزاع أعجوبة عمان ومن صناع سحر جنونها الصباحي.
هزاع الذنبيات معلم ورمز عماني تولدت صورته في الذاكرة من التكرار اليومي،ومن الصعب أن ينسى، ونحن نعاني من فقر ويتم وضمور برموز