التصفيق ينشط الدورة الدموية وينشر طاقة تمتد لتشمل كل أعضاء الجسم بالإضافة لدوره الحيوي بإضفاء مشاعر الحبور، يرجح البعض أن أصل التصفيق أغريقي ويرجح آخرون أنه فرعوني!
حيث وجدت نقوش لفراعنة يصفقون، وبغض النظر عن أصله وفصله يعتبر التصفيق عملية سهلة، تبدأ عند الأطفال من الشهر الثامن مع كلمات التشجيع المترافقة بابتسامات الأب والأم الفخورين بطفلهم المصفق.
ماذا نعني بمفهومي التصفيق والمكاء ؟ وما أصل التصفيق ؟ وهل نحن شعب ما زلنا مصفقين ؟ وهل التصفيق يعني الإعجاب الحقيقي أم الإعجاب المزيف والتبعية من أجل الحصول على رضا المسئول! التصفيق هو حركة مكررة يقوم فيها الفرد في كلتا يديه تعبيرا عن الإعجاب الحقيقي لما يسمع من خطب أو كلام أو آراء أو فعل أمام عينيه، وهذا هو التعبير الحقيقي عن الإعجاب والاستمتاع بما يشاهد أو يسمع ، أما المكاء فيعني التصفير تعبيرا عن الإعجاب وقال تعالى ((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (سورة الأنفال آية 35).
ما أصل التصفيق : التصفيق عرف في بعض المجتمعات القديمة، فكثير من النقوش المصرية القديمة تُظهر المصريين وهم يصفقون خاصة بمصاحبة الرقص والغناء، وقد كان التصفيق في مصر الفرعونية أداة الإيقاع الأساسية.
وكان يصاحب عادة حفلات الرقص، وإلى هنا فإن التصفيق مازال مفردة من مفردات تجلي الروح في الحضارة الموسيقية، وواحدة من أهم ألفاظ المشاركة في هذه الحضارة، فالإيقاع على ما أتصوره في تلك الاختراعات الموسيقية، جزء أساسي من تربية "العرض"، أو العمل ، وليس عملاً جماليا كما يقدم الآن في الكثير من أعمال الموسيقى وخاصة الأغاني التي يطرب لها المستمع .
يعود التصفيق إلى اليونانيين، فلقد كان التصفيق عندهم وسيلة إظهار استحسان الجمهور وإعجابهم بالعروض المسرحية أو الموسيقية أو الغنائية التي يشاهدونها، بل إن اليونانيين، ربما كانوا من أقدم الشعوب التي عرفت مهنة المصفق المأجور، أي الشخص الذي يحصل على مقابل مادي نظير التصفيق المتحمس لمسرحية معينة أو أداء موسيقي ما".
لكن على الأرجح، فإن من طور امتهان التصفيق هو نيرون (37 ـ 68 ميلادي) طاغية روما الشهير، فلقد أسس مدرسة خاصة لتعليم أصول التصفيق، وأنه كان يأمر ما يقرب من خمسة آلاف فارس وجندي من أفراد الجيش بحضور الحفلات الموسيقية، التي كان يغني فيها وهو يعزف على القيثارة، ليصفقوا له بعد أن ينتهي من الغناء والعزف.