يظهر رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة على شاشة التلفزيون الأردني، فيخرج من يدّعي العلم ببواطن الأمور؛ ألم نقل لكم إن الرجل عائد بقوة إلى الدوار الرابع. المقابلة ليست إلا تمهيدا لخطوة وشيكة.
تبرز صورة الدكتور باسم عوض الله في المشهد الأردني السعودي، فتنتاب الخصوم موجة من القلق؛ عوض الله في طريقه لمنصب رفيع لامحالة، ورئاسة الحكومة ليست ببعيدة عنه. المنجز مع السعودية يكفي لطي صفحة الماضي.
لم يرافق رئيس الوزراء عبدالله النسور جلالة الملك في زياراته الخارجية إلا ما ندر. هاهو يظهر في الرياض متصدرا الجلسة، إلى جانب الملك. وبعد أسابيع قليلة سيترأس الجانب الأردني من اجتماعات مجلس التنسيق مع السعودية، ويقابل ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. بيان قمة الرياض ذكر اسم النسور صراحة، وكان بإمكانه أن يكتفي بذكر المنصب، فهل يعقل أن يرحل النسور قريبا كما يروج البعض، بعدما أبرم موعدا مع رجل السعودية القوي في عمان. رحيل الحكومة إذن ليس واردا هذا الشهر، يقول مريدوها بثقة.
الدكتور هاني الملقي على وشك التكليف، إن لم يكن قد كلف فعلا. هذا مؤكد في نظر ساسة وإعلاميين. مسارعة الملقي لنفي ماتردد من مزاعم عن حمله جنسية ثانية، عُدت دليلا على ما يجهد في إخفائه.
ويذهب المنجمون أبعد من ذلك في توقعاتهم، والمستندة دائما إلى مصادر رفيعة المستوى؛ الملقي لن يكون رئيسا انتقاليا. الحكومة الانتقالية مجرد تمرين لما بعدها. هي إذن مرحلة "أبو فوزي" دون شك!
يخرج من بين الجمع من يبدد أوهام الحالمين؛ ماذا دهاكم يا قوم هل نسيتم رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز؟ هو الأكثر قربا للملك، ومحل ثقته. الفايز هو المرشح الوحيد القادر على إدارة المرحلة الإنتقالية، وتهدئة خواطر الأردنيين بعد سنوات النسور القاسية والصعبة.
الرجل يتحرك في طول البلاد وعرضها؛ يحاضر هنا، ويرعى احتفالا هناك. لم يترك محافظة إلا زارها مرتين أو ثلاثا. يتعمد توثيق الصلات مع التجمعات العشائرية، ولا ينسى المخيمات. معان التي لم يزرها رئيس الوزراء ولا مرة، لا ينقطع الرجل عن زيارتها بشكل دوري.
هل كل ما يقوم به رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي بلا معنى؟ المسألة واضحة وضوح الشمس. كل نشاطاته وتحركاته تمهد لعودته لينال فرصة خطفها الربيع العربي من بين يديه.
هو رجل المرحلة، والمرحلة اقتصادية بامتياز، والرفاعي يحمل برنامجا متكاملا لما ينبغي أن يكون عليه الأردن في المستقبل. يراهن أحدهم؛ ما من شخص أقرب من الرفاعي لمركز القرار. سيذهب في إجازة لبضعة أسابيع، ويعود بعدها لتشكيل الحكومة الجديدة. هذا مؤكد!
الصورة اتضحت أخيرا، فوفق المعلومات المؤكدة والمستندة إلى مصادر لا يرقى إليها الشك، سيكون لدينا في القريب العاجل خمس حكومات جديدة دفعة واحدة!
قفزة هائلة على طريق الإصلاح السياسي، لم يسبقنا إليها بلد في العالم. فقط وبهذه الطريقة يمكن للدولة أن ترضي
طموح المنجمين.