تكاد لا تنتهي قضايا العنف الاسري بمختلف اشكالها ، اذ تتنوع تلك القضايا بين الاعتداء على الاطفال و النساء ، ولكل منهم حكايته و آلامه المفجعة التي تميزه عن غيره ، ونتيجة لتلك الحالات فقد اضطرت التنمية الاجتماعية الى حماية تلك الحالات من العنف الاسري التي تتعرض له.
وفي قصة مشابهة لكثير من الحالات ، يروي الناطق الاعلامي لوزارة التنمية الاجتماعية فواز الرطروط مأساة فتاة احبت شاباً في احدى محافظات المملكة واقدمت على الزواج منه عرفياً وبعد زواجها بفترة حملت منه وما ان اكتشف حملها سارعت هي و زوجها الى تثبيت زواجهما في المحكمة الشرعية وفقاً لقانون الاحوال الشخصية.
ويتابع الرطروط ، وما ان انجبت طفلها حتى ذهب هي و زوجها للعيش في منزل اهل زوجها لتستمر فصول معاناتها هنا ، اذ اعتاد زوجها على ضربها ضرباً مبرحاً هو و والدته بشكل يومي حتى اصبحت 'كالوجبة' اليومية لها بسبب او بدون سبب تقترفه .
و اضاف الرطروط ، انه وفي احدى المرات ومن اشد ايامها معناة ، عمد الزوج وبالتعاون مع والدته على حلق شعر زوجته كاملاً على الصفر بالاضافة الى ضربها المستمر ، ونتيجة لصراخها على مدار اشهر عدة قام احد الجيران القريبين والذي اعتاد على سماع صوتها دائماً بتبليغ وزارة التنمية الاجتماعية عن جارتهم ، حيث قامت على الفور كوادر التنمية لنجدتها واصطحابها الى احد دور الرعاية ، حيث طلبت الطلاق من زوجها وبالفعل كان لها ما ارادت ، حيث قامت دار الراعية باعادة تأهيلها وطفلها نفسياً وعلاجها من آثار معناتها حيث أعيدت المرأة الى بيت اهلها وهي تمكث الآن مع والدها.
و ناشد الرطروط جميع المواطنين ان يقوموا بالتبليغ عن اي حالات عنف اسري يشتبه بها وخاصة تلك التي يسمع بها صراخ النساء او الاطفال لان في ذلك انقاذ لحياتهم و كرامتهم التي يجب على الجميع التعاون لصونها .
و نوه الرطروط ان الوزارة تتعامل سنوياً مع 4 آلاف حالة عنف اسري نصفهم من النساء و النصف الاخر من الاطفال حيث تم تجهير دور رعاية مثل دار الوفاق الاسري التي افتتحت عام 2007 ثم تلتها في اربد وقريباً سوف يتم فتح اخرى في الجنوب.