تفاصيل جريمة "صويلح" المُفجعة
ودّع أهالي الحي الشرقي في منطقة صويلح الأربعاء جارهم لمدة (25) عاما المغدور ابو بلال البطوش وشقيقه وجميع افراد أسرته الذين لقوا حتفهم على يد ابنه المراهق عمر (17) عاما بعد اعترافه بقتل جميع افراد عائلتة بواسطة مسدس ابيه الى مثواهم الاخير من مستشفى الجامعة ليدفنوا بالكرك مسقط رأس رب الاسرة.
وكان مدعّي عام محكمة الجنايات الكبرى وجة صباح الخميس تهمة "القتل العمد" للحدث عمر لقتله (5) من أفراد عائلته التي تسكن الحي الشرقي في منطقة صويلح شمال العاصمة عمّان ، وقرر المدعّي العام توقيف الجاني 15 يوما في مركز "رعاية الأحداث الرصيفة" الى حين استكمال التحقيقات في الجريمة البشعة.
وقام الحدث بتمثيل قيامه بارتكاب جريمتة منتصف ليلة الخميس عند الساعة (1,30) ليلا حيث مثل وقائع الجريمة لمدة نصف ساعة رافقه فيها رجال الامن العام والمدعي العام و ان اول ضحاياه كانت امة المتقاعدة من دائرة الاحصاءات العامة حيث اطلق عليها عيار رصاصة على الراس من الجهة اليمنى فهرع شقيقة الاكبر بلال 21عاما الطالب الجامعي في جامعة البلقاء التطبيقية تخصص محاسبة فرع جبل الحسين على صوت المقذوف الناري وما ان وصل الى الغرفة التي تم اطلاق النار فيها حتى باغتة شقيقة برصاصة اصابت صدرة توفى بعدها بقليل ثم توجه القاتل الى شقيقة عبد الرحمن 11 عاما والذي لزم الارض من الصدمة والخوف فاطلق علية ثلاث رصاصات وقتلة ثم قام بأهالة عفش البيت من حرامات وسجاد واغطية على الضحايا قبل قدوم والدة من صلاة العشاء يوم الثلاثاء فما ان دخل البيت الذي يتكون من غرفتي نوم وصالون وحمام ومطبخ حتى باغته برصاصة على الراس في غرفة نومه فسقط ارضا وذكر شهود عيان اول من قامو بكسر باب المنزل لاعتقادهم ان المغدور ابو بلال وقع مغشي علية لاصابتة (بكومة سكري) حيث يعاني المغدور من مرض السكري .
في هذه الاثناء ذكر شهود عيان ممن يقطنون بذات العمارة التي تسكن فيها العائلة المغدورة انهم سمعوا اطلاق نار متقطع اعتقدوا انة اصوات العاب نارية فتاش يلقيها الاطفال في بيت الدرج الامر الذي كان يصدر عنة اصوات دوي تشبه اصوات اطلاق الرصاص بعد صلاة عشاء يوم الثلاثاء واستمر الى الساعة الحادية عشرة ليلا حين حضر العم وهو العقيد المتقاعد يحيى وكان وفق الشهود ان القاتل كان ينتظر وصول عمه من نافذة الغرفة التي تطل على الشارع وما ان دخل المغدور الى غرفة نوم الاولاد حيث كان يشاركهم الغرفة من اكثر من عام بسبب عملة في عمان بعد التقاعد من مديرية الامن العام حيث يعمل مهندسا وذكر الشهود انهم سمعوا اطلاق عيار نار واحد عند الساعة 11.45 رجحت التحقيقات انه كان موجها للعم وفي منطقة الراس من الخلف حيث وجد المغدور ووجهة الى الارض ونزف دما كثيرا حيث وصلت سيول الدم للضحايا الى منطقة الكاريدور المنطقة الواصلة بين غرفتي النوم وتجمعت هناك مشكلة بقعة كبيرة .
وذكر جيران المغدور ابو بلال البطوش (55) عاما الذي حضر من محافظة الكرك (250) كيلو جنوب العاصمة قبل اكثر من 25 عاما وعمل مدرسا لمادة العلوم العامة والرياضيات في مدرسة صويلح الثانوية للبنين وتقاعد منها قبل اكثر من 16 عاما ولم يعمل بعدها وكان يكرس جل وقتة بالصلاه والتزام البيت ..وذكروا ان نجلة عمر الذي غدر بجميع العائلة كان دائما مصدر ازعاج لة حيث كانت ترد ابيه العديد من الشكاوى علية من سوء تصرفاتة وكان الاب خلال الاجازات الطويلة يصطحبة معه الى اداء العمرة حيث كان المغدور يواضب على اداء فريضة العمرة باستمرار .
وفيما يتعلق بالجاني فهو مراهق عمرة 17 عاما ويدعا عمر ولد وتربى في منطقة صويلح ودرس في مدارسها وكان من المقرر ان يدخل الثانوية العامة الفرع الصناعي العام المقبل وولد وترعرع في ذات البيت الذي قتل فيه جميع افراد اسرتة نقل عنة انة كان غير اجتماعي وانطوائي على نفسة ولة عدد محدود من الاصدقاء وكان يفتعل العديد من المشاجرات بالحي التي كانت تنتهي بتوبيخة وعقابة من قبل والده الذي عرف عنة الحزم فيما يتعلق بالاعتداء على الاخرين من قبل افراد اسرتة .
وتفاصيل القاء القبض علية انه بعد ارتكابة جريمة قتل جميع افراد اسرتة التي رجحت انها بدات بعد صلاة العشاء واستمرت الى الساعة 11.45 من ليلة يوم الثلاثاء قام بتغيير ملابسة الملطخة بدم الضحايا واغتسل بالحمام وغير ملابسة ودخن سيجارتين واقفل جميع الهواتف النقالة لاسرتة واقفل الباب الرئيسي الوحيد للمنزل واخذ المفتاح معه والمسدس الذي ارتكب بة الجريمة وخبأه عند صديق لة يسكن في منطقة الجبيهة تبعد 3 كيلو عن منطقة صويلح واوهم اقاربة انة ذاهب الى منطقة العقبة لزيارة عم لة يسكن هناك بعد انهائة امتحانات الدورة الصيفية وقام باغلاق هاتفة النقال واول من اكتشف جريمة القتل هي ابنة اخت المغدور ابو بلال البطوش حيث حضرت الى بيت خالها الساعة الرابعة عصرا اليوم التالي الاربعاء بعد ان ظلت تتصل بجميع افراد الاسرة ووجدت ان جميع هواتفهم مغلقة الامر الذي جعلها تحضر الى البيت وتطرق عليهم الباب فلما لم يستجيب احد لها وكانت شاهدت سيارتي خاليها هوندا حمراء وبيجو سلفر تصطف بباب المنزل طلبت مساعدة الجيران لكسر الباب خشية ان يكون خالها قد اغشى علية نتيجة اصابتة بكومة سكري ولما اخذت تصرخ وتضرب الباب ساعدها الجيران بكسر الباب ودخلوا واكتشفوا الجريمة المروعة حيث كان جميع المغدورين قتلى وملفوفين باغطية وجميع محتويات البيت مبعثرة وتم ابلاغ الامن العام الذي حضر بكثافة وباشر بالتحقيق .
وفي هذه الاثناء حضر القاتل بنفسة الى مسرح الجريمة عند الساعة 6 مساء واوهم الموجودين انه اصيب بانهيار عصبي من بشاعة المنظر غير ان الامن العام قام بالقاء القبض علية ثم اعلن في زمن قياسي القبض على مرتكب الجريمة بعد 4 ساعات على وقوعها واعترف المجرم برتكاب جريمتة البشعة وظل سكان المنطقة الذين اصيبوا بصدمة مروعة طيلة الليل وحتى طلوع الفجر يتحدثون عن ابشع واغرب جريمة قتل راح ضحيتها جار لهم عرفوه لاكثر من 25 عاما يتحلى بالادب والاخلاق والقيم النبيلة واغلقوا محالاتهم وبيوتهم طيلة يوم امس معلنيين الحداد على جار واخ وصديق راح ضحية ابن لة لم يتصورا احد يوما ان خلافا عائليا يقع في الاسرة يودي بقتل جميع افرادها .