وكاله جراءة نيوز - عمان - صرحت البحرية الأميركية، أمس، بنشرها لثاني حاملة طائرات في منطقة الخليج العربي، وسط توترات مع إيران على خلفية برنامجها النووي وتهديدها بغلق مضيق هرمز. وقال مسؤول في البنتاغون لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه واحدة من تحركات روتينية، حسب استراتيجيتنا في المنطقة». وأشار إلى بيان كانت أصدرته قيادة الأسطول الأميركي الخامس في البحرين بأن التحركات لها صلة بحرب أفغانستان وبالقراصنة الصوماليين. ونفى المسؤول أن للتحركات صلة بتوتر العلاقات مع إيران. واكتفى بالقول إن دخول «إنتربرايز» إلى الخليج له أهمية خاصة لأن هذه آخر جولة لحاملة الطائرات لأنها سوف تتوقف عن العمل مع نهاية السنة. وقال إنه قبل خمسين سنة، بدات «إنتربرايز» العمل انطلاقا من قاعدتها في نورفولك (ولاية فرجينيا)، التي ستعود إليها نهائيا بعد المهمة الحالية في الخليج.
وقالت مصادر إخبارية أميركية إنها ليست صدفة أن تتجمع حاملتا طائرات في الخليج، وذلك لأن ذلك حدث خلال العشر سنوات الماضية ثلاث مرات فقط: في سنة 2003 خلال غزو العراق، وفي سنة 2007 عندما زاد الرئيس السابق بوش الابن عدد القوات الأميركية في العراق، وفي سنة 2010 عندما زاد الرئيس باراك أوباما عدد القوات الأميركية في أفغانستان.
وحسب توضيح آمي ديريك فروست المتحدثة باسم الأسطول الخامس الموجود في البحرين، فإن حاملتي الطائرات ستقدمان الدعم للعمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان وتساهمان في الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال وفي خليج عدن، حسب ما نقلت وكالة «أسوشييتد برس».
وتقوم السفن الحربية بدوريات كذلك في طرق نقل النفط في الخليج التي هددت إيران بإغلاقها ردا على فرض عقوبات اقتصادية عليها. ويعد نشر حاملة طائرات ثانية «أمرا روتينيا ولا يتعلق بأي تهديد»، بحسب فروست التي أكدت إصرار إبقاء الوجود العسكري البحري الكثيف في المنطقة.
وكان للقوات الأميركية حاملتا طائرات في المنطقة في يونيو (حزيران) عام 2010. وقبل ذلك التاريخ، تم نشر حاملتي الطائرات في مارس (آذار) عام 2003 خلال الغزو الأميركي للعراق وفي فبراير (شباط) عام 2007 دعما للحرب الأميركية في العراق وأفغانستان.
في سنة 1960، عندما نزلت «إنتربرايز» إلى الماء، كانت أول حاملة طائرات تعمل بطاقة نووية. وحتى اليوم، هي أطول حاملة طائرات في العالم، رغم أن حاملة الطائرات «نيميتز» هي الأثقل. ويعمل في «إنتربرايز» خمسة آلاف جندي تقريبا، منهم جنود قتاليون وجنود مساعدون.
وبعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول)، اشتركت «إنتربرايز» في غزو أفغانستان، ثم في سنة 2003 عند غزو العراق، ثم بعد ذلك بأربع سنوات عندما أمر الرئيس السابق بوش الابن بزيادة القوات الأميركية في العراق.
وقبل ثلاث سنوات، قال البنتاغون إنه كان يزمع إعادة تعمير «إنتربرايز»، لكن تكاليف ذلك ارتفعت إلى أكثر من ستمائة مليون دولار، ولهذا، قرر البنتاغون إنهاء خدمات «إنتربرايز». وستكون أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية تنهي خدماتها. ويتوقع، بعد عودتها من مهمة الخليج، أن تحول إلى متحف بحري. غير أن مصادر إخبارية أخرى قالت إنها سترسل إلى سياتل (ولاية واشنطن) لتفكيكها وبيعها كقطع خردة.
يذكر أن قائد قوات الدفاع الجوي (خاتم الأنبياء) الإيراني كان قد أعلن عن تدشين طراز جديد من الرادارات يدعى (ثامن) ونزوله إلى الخدمة قريبا. وقال العميد فرزاد إسماعيلي لمراسل وكالة «فارس» الإيرانية إن جهاز الرادار الجديد سينزل إلى الخدمة الفعلية في أقل من 10 أيام لأنه في طور النصب الآن، حيث أطلق عليه (ثامن)، مضيفا أن مدى هذا الرادار جيد وله القدرة على استكشاف الأهداف RCS وهي صغيرة الحجم جدا.
وأضاف قائد فيلق الدفاع الجوي الإيراني قائلا إن هذا الرادار سيتم نصبه في الأماكن الحساسة في البداية، ومن ثم ينصب في جميع أنحاء البلاد وأن إنتاجه جاء من أجل العثور على الأهداف الجوية واستكشافها.