وكاله جراءة نيوز - عمان - أصيب متظاهرون بجراح وبحالات اختناق عندما استخدمت الشرطة التونسية اليوم الاثنين قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف والضرب المبرح بالهراوات لتفريق مئات من التونسيين الذين أصروا على التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس في تحد لوزارة الداخلية التي حظرت المظاهرات بهذا الشارع.
وكان المتظاهرون يريدون إحياء "عيد الشهداء" الذي يحتفل به التونسيون يوم 9 أبريل من كل سنة تخليدا لذكرى سقوط عشرات من "الشهداء" برصاص الاحتلال الفرنسي الذي قمع يوم 9 أبريل 1938 مظاهرة نظمها آلاف التونسيين وسط العاصمة تونس للمطالبة بالاستقلال.
ودعت جمعيات غير حكومية ونشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التونسيين إلى تحدي وزارة الداخلية والخروج في مظاهرة بشارع الحبيب بورقيبة لإحياء "عيد الشهداء".
وفرقت الشرطة مئات المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وبالهراوات عند محاولتهم دخول شارع الحبيب بورقيبة الذي يوجد فيه مقر وزارة الداخلية وطاردتهم في شوارع فرعية قريبة واعتقلت بعضهم.
ورشق متظاهرون رجال الأمن بالحجارة مرددين هتافات من قبيل "وزارة الداخلية وزارة إرهابية" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب".
ونُقل مصابون بجراح وبحالات اختناق إلى مستشفيات قريبة لتلقي الإسعافات. وقال خالد طروش المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية إن الشرطة "طبقت القانون" مذكرا بقرار أصدرته الوزارة يوم 28 مارس الماضي يقضي بمنع المظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة.
وفسرت الوزارة في وقت سابق قرار المنع بـ"اعتبارات تتعلق بحماية المصالح العامة والخاصة بما في ذلك مصالح المؤسسات التجارية والسياحية بالشارع وضمان سيولة حركة المرور".
يذكر أن هذه ثاني مرة في أقل من أسبوع تمنع فيها السلطات التونسية بالقوة تنظيم مظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة. كانت الشرطة استخدمت الخميس الماضي قنابل الغاز المسيل للدموع لمنع مئات من أعضاء "اتحاد أصحاب الشهادات (الجامعية) المعطلين عن العمل" من التظاهر في هذا الشارع.
وتحول شارع الحبيب بورقيبة إلى أبرز فضاء لتنظيم الاحتجاجات والمسيرات في تونس منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية يوم 14 يناير 2011.
ويقول مراقبون إن الشارع اكتسب رمزية خاصة عند التونسيين الذين تظاهروا فيه بعشرات الآلاف يوم 14 يناير 2011 للمطالبة بتنحي بن علي.