الملح.. صديق أم عدو ؟
رزان المجالي : الملح هو واحد من العناصر الهامة في حياة الكائنات الحية ، فهو ضروري للانسان والحيوان والنبات ، فهو يعمل على توازن كمية الماء في الجسم ، واهميته كبيرة لخلايا الجسم وعملية التمثيل الغذائي في الخلية ، وبالتالي فهو ضرورة للبقاء على قيد الحياة.
..علميا، جسم الإنسان البالغ يحوي في المتوسط 100 جرام من الملح، يفقد منها يومياً عن طريق البول والعرق 20 - 30 جراماً فيحتاج إلى تعويض ما يفقده من الملح من الغذاء، ولما كان الملح يلعب دوراً أساسياً في تركيز الماء في الأنسجة، فإن اضطرابات عديدة خطيرة تحدث عند نقصه ، ولا تزول إلا بتعويض المفقود من الملح.
وعلى الرغم من الفوائد الاساسية له فإن كمية الاستهلاك المفرطة تسبب في مضاعفة المشاكل الصحية ومن اهمها ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية ، فاتباع نظام غذائي غني بالملح يعمل على ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى نوبات قلبية وازدياد السكتات الدماغية ،كما انه عامل خطر رئيسي لأمراض الشرايين التاجية وما يعقبها من مشاكل صحية متعددة.
سرطان المعدة واستهلاك الملح
إن اتباع نظام غذائي غني بالملح يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة. فربع الحالات الجديدة التي تصيب الناس كل عام يمكن أن يعزى إلى زيادة الملح، فالملح يؤدي إلى تلف بطانة المعدة مما يجعلها عرضة للبكتيريا وخاصة بكتيريا هيليكوباكتر والتي تعد عامل خطر رئيسي في حدوث سرطان المعدة.
هشاشة العظام
يتم تخزين معظم الكالسيوم في الجسم في العظام. واتباع نظام غذائي غني بالملح يسبب ضياع الكالسيوم من العظام وافرازه في البول، مما يجعل العظام ضعيفة وسهلة الكسر. و يسبب ارتفاع ضغط الدم عن طريق النظام الغذائي مرتفع الملح من الاسراع من فقدان الكالسيوم من العظام، لذا يوصى كبار السن عادة بتقليل استهلاكهم من الملح لتجنب هذه المشكلة.
البدانة
كشفت دراسة بريطانية جديدة نشرت في المجلة العلمية Hypertension ان تناول كميات عالية من الملح يرفع من خطر الاصابة بالسمنة، بغض النظر عن عدد السعرات الحرارية المستهلكة من الاطعمة الاخرى.
حيث اشار الباحثون القائمون على الدراسة ان كل غرام اضافي يتم تناوله يوميا، يزيد من خطر الاصابة بالسمنة بنسبة تصل الى 25% تقريبا، حتى بعد الاخذ بعين الاعتبار الاطعمة الاخرى التي يتم تناولها خلال اليوم.
الربو
توصلت دراسات عديدة أن الملح يمكن أن يفاقم من مشكلة حصول الربو خاصة عند الأطفال، لذا فإن الحد من استهلاكه قدر المستطاع مع استخدام ادوية الربو الخاصة سيكون مفيدا لهم.
مرض مينيير
يعد مرض مينيير من الأمراض غير المألوفة حيث أنه يسبب الدوخة والغثيان والقيء، وطنين، وفقدان السمع. واتباع نظام غذائي غني بالملح يمكن أن يفاقم منه لأنه يسبب احتباس السوائل، وهذا يمكن أن يزيد من الضغط في الأذن الداخلية. ويعتقد الأطباء تقليل الملح سيكون له فائدة في علاج هذا المرض.
مرض السكري
يلعب الملح دورا في تطور مرض السكري عن طريق رفع ضغط الدم. لذا ينصح الأشخاص المعرضون للاصابة بالسكري تناول كميات أقل من الملح لأن المحافظة على ضغط الدم يساعد على تقليل خطر المضاعفات على المدى الطويل من مرض السكري.
حصى وأمراض الكلى
تعد حصى الكلى مشكلة شائعة ناجمة عن تراكم الكالسيوم في الكلى. فارتفاع كمية الملح بالإضافة لارتفاع ضغط الدم يؤديان إلى ترسب الكالسيوم ليفرز عن طريق الكلى في البول مما يؤدي إلى تراكم حصى الكلى الكالسيوم مما يسبب آلاما مزعجة وحادة للمريض.
إن الكلى تتحكم في توازن السوائل وضغط الدم عن طريق التحكم في كمية السوائل المفقودة من الدم إلى البول، واتباع نظام غذائي غني بالملح يمكن أن يحدث خللا في وظيفة الكلى ويسبب ارتفاع ضغط الدم، وهذا بدوره يضع عبئا على الكلى مما يؤدي إلى أمراض الكلى. لذا فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى، أو في خطر دائم للتعرض لالتهابات المسالك البولية المستمرة أو مرض كرون فإن الحد من تناول الملح سيكون خيارا امثل دائماً.
الخرف
الخرف هو فقدان وظائف الدماغ مما يؤثر على الذاكرة والتفكير واللغة، والحكم، والسلوك. وتعد الاصابة بالسكتة الدماغية ثلاثة من اسباب تطور هذا المرض. وتناول كميات كبيرة من الملح يرفع ضغط الدم، مما يؤدي بدوره إلى زيادة خطر الاصابة بالسكتة الدماغية .
الأطفال واستهلاك الملح
لغاية عمر السنة تبلغ الحاجة اليومية للطفل حوالي غرام واحد ليحصل عليه من خلال الحليب فقط، أما من ناحية الأطعمة الصعبة فيجب ان تخلو تماما من الملح نظراً لأن الكليتين لم تنضجا بعد. وبعد السنة تزداد الحاجة اليومية لتصل لستة غرامات في عمر البلوغ.
بدائل صحية للملح
هناك بدائل يمكن استخدامها عن الملح ومنها عصير الليمون، الفلفل والخل وأنواع البهارات المتعددة والتي تضفي مذاقا لذيذا للطعام بدلا من الملح. كذلك يوصي خبراء التغذية بتجنب وضع الملح على المائدة
وكذلك تجنب الأطعمة سريعة التحضير، مثل اللحوم والحساء المعلبة و استخدام الزبدة غير المملحة فى الطبخ، مع ضرورة قراءة الملصقات على الأطعمة بعناية واختيار الاصناف قليلة الصوديوم ، والتركيز على الخضار منخفضة الصوديوم كالسبانخ، الجزر، الخيار، البازلاء، العدس، الفول، البروكلي، الفلفل الأخضر. كما ينصح بتناول الاطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل البطاطا والموز والمشمش والزبيب والتمر وغيرها.