آخر الأخبار
  النشامى يتخطى السعودية ويضرب موعداً مع المغرب في نهائي كأس العرب   الشوط الثاني: الأردن (1-0) السعودية .. تحديث مستمر   ثلاثة ملايين دولار وملفات سرية… رواية روسية تكشف تفكك الدائرة الضيقة حول الأسد   الصفدي لـ فيليب لازاريني: غزة ما تزال تواجه كارثة إنسانية نتيجة الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي   إتصال يجمع الوزير أيمن الصفدي بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان .. وهذا ما دار بينهما   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة: زخات ثلجية خلال ساعات فجر وصباح الأربعاء   النائب رائد رباع يطالب بالسماح لسيارات الإسعاف والدفاع المدني باستخدام مسرب الباص السريع   الأردن يسير قافلة مساعدات جديدة إلى سوريا   الأردن يعزي المغرب بضحايا الفيضانات   دراسة: الفرد في الأردن يهدر 81.3 كيلوغرام غذاء سنويا   الملك ووزير الخارجية الصيني يبحثان توطيد الشراكة بين البلدين   التعليم العالي: بدء تقديم طلبات القبول الموحد للطلبة الوافدين   التنمية: صرف معونة الشتاء مع مخصصات كانون الأول الحالي   الزعبي تؤكد أهمية الثقافة المؤسسية لتحقيق التميز واستدامة الأداء   المؤسسة الاستهلاكية المدنية تعلن عن عروض ترويجية واسعة   القبض على عصابة إقليمية لتهريب مخدرات و22 تاجرًا وضبط كميات كبيرة   كما ورد من النواب .. مالية الأعيان تقر مشروع قانون الموازنة   الدقيقة 11 .. رسالة وفاء من المدرجات الأردنية لـ يزن النعيمات   حسّان يستقبل مودي في المطار   الجيش يدعو مواليد 2007 لمتابعة منصة خدمة العلم تفادياً للمساءلة

الرسالة لا تصل.. معتصم لأمه: لا تنسيني مش رح أنساكي

{clean_title}
أنا بحبك يما اشربي الدوا وخليكي قوية وما تنسيني أنا ما راح انساكي، وأنا صرت أشطر بالحساب وبوعدك آخذ الامتياز في المدرسة”، هي بضع كلمات خطتها أنامل الطفل معتصم جعابيص في رسالة كتبها لوالدته الأسيرة المصابة إسراء جعابيص، لكن هذه الرسالة لم تصل لليوم بعد.

100 يوم تقريبا مرت على احتجاز الأسيرة إسراء جعابيص (31 عاما) من غرفة العناية المكثفة إلى غرف العمليات الجراحية وختاما إلى سجن "هشارون”.

وتقول منى جعابيص شقيقة إسراء، إن معتصم (8 سنوات) ابن شقيقتها علم قبل أسبوعين فقط من جدته بأن أمه أسيرة في سجون الاحتلال، ليرد بعفوية الأطفال، "أمي صارت حلوة بطل في وجها حب”، بعد أن كان قد أُبلغ طوال الأشهر الماضية بأنها تمكث في المستشفى لتلقي العلاج من الحادث الذي أصيبت إثره في وجهها.

وتعرضت إسراء لحادث بتاريخ 13/تشرين أول الماضي، بعد انفجار بالون الهواء في سيارتها قرب أحد الحواجز المؤدية للقدس المحتلة، وقد زعمت شرطة الاحتلال أنها كانت تخطط لتنفيذ عملية فدائية من خلال عبوة ناسفة في سيارتها.

وبسبب ذلك الحادث، أصيبت إسراء بتشوهات وحروق في الوجه والصدر واليدين بنسبة 50%، وأجريت لها عدة عمليات جراحية تجميلية، لكن هذا لم ينقذ إسراء من آثار الحادث.

وطوال الأشهر الأربعة الماضية لم تنطفأ حنجرة معتصم من نداء أمه، مطالبا جميع من في المنزل باصطحابه إليها للمستشفى، متسائلا، "مطول العلاج؟! لسه ما خلصت؟! خذوني عندها بدي اشوفها”.

وتقول منى، "في إحدى الأمسيات دخلت على معتصم وهو يشاهد برنامجا تلفزيونيا، وعرض مشهد لمهرج كان معتصم يضحك بشكل هستيري معقباً أن المهرج الذي رآه هي والدته معقبا بشبه أمي إسراء في تهريجه”، حيث كانت إسراء قد اعتادت ممارسة التهريج في المستشفيات تطوعا لإسعاد الأطفال المرضى هناك.

وتبين منى أن الطفل معتصم وهو وحيد إسراء طالب منها إعادته لمدينة أريحا حيث كان يسكن مع أمه ووالده الذي لا يملك هوية مقدسية، حيث قال، "ما عندي حدا هون في القدس إمي مش هون”.

وتضيف، "معتصم لا ينفصل عن والده ويقضي وقته معه بين حين وآخر، ولكن لظروف دراسته كونه طالب في مدرسة بالقدس فإنه يقيم مع عائلة أمه في جبل المكبر”.

في المقابل؛ فإن إسراء طلبت مرات عديدة زيارة ابنها لها لرؤيته، لكن العائلة امتنعت عن ذلك لأن الطفل لم يكن يعلم بما حصل مع والدته، وبسبب التخوف عليه من صدمة بسبب الحروق التي أصابت أمه في وجهها، وكذلك تخوفا على مشاعر إسراء التي ستشاهد ابنها حينها من خلف زجاج فاصل ولن تستطيع معانقته كما تتمنى.

ووجهت محكمة الاحتلال تهمة الشروع في القتل بحق إسراء، فيما تعقب شقيقتها منى، "قتل من أنا لا أعرف! كل من كانوا في موقع الحادث هم بخير الآن ولا يوجد إصابات”.

وتوضح منى، أن سلطات الاحتلال لم تسمح للعائلة بزيارة إسراء سوى مرتين، كما منعت محاميها طارق البرغوث من زيارتها لمدة شهر خلال احتجازها في المستشفى، قبل أن يراها بعد ذلك ويعلم بأن أصابع يدها العشر تم بترها.

وتضيف، "في الزيارة الأخيرة التي كانت قبل نحو أسبوعين، ظهر أن حالة إسراء شهدت تحسنا في الجانبين الصحي والنفسي، بعد أن حصلت على رعاية خاصة من الأسيرات في سجون الاحتلال، وتحديدا الأسيرة أم موسى العباسي من القدس، التي تولت الاعتناء بها وإطعامها وإلباسها ورفع سماعة الهاتف إذا سقطت عند الزيارة”.

وعن اللقاء الاول تقول منى، "لم يستطع والداي تمالك نفسيهما من هول الصدمة نتيجة التغير الذي حدث في ملامح وجهها، سألوها إنت إسراء؟! فقد كان التغير واضحا على ملامح وجهها جراء خضوعها لأكثر من عملية جراحية تجميلية”.

وتتابع، "كان اللقاء صعب جداً، ولكن إسراء كانت قوية وقالت إن ما حدث معها حادث وأنها غير خائفة وهي مؤمنة بأن الله نصيرها”، مبينة، "أثناء احتجاز إسراء في المستشفى كانوا يحضرون لها المرآة ويجبرونها على رؤية نفسها فيها، وقالوا لها إن عائلتها تخلت عنها وتبرأت منها”.

وتشير منى جعابيص إلى أن قوات الاحتلال داهمت منزل العائلة وأخذت قياساته الخارجية والداخلية، ثم سلمتها قرارا بهدم المنزل، وأخلت عائلتي شقيقي الأسيرة من منزليهما، علما أن آليات الاحتلال هدمت عام 1998 منزل العائلة بذريعة عدم الترخيص، لكنها أعادت بناءه مرة أخرى، قبل أن يخيم شبح الهدم مجددا على العائلة