هذه القضية التي بين أيديكم منظورة أمام القضاء ومسرحها في احدى المدن الأردنية، وابطالها سيدتان ورجلان ، قدر لأحدهما أن ينجو من موت محقق .
تقول تفاصيل القضية كما رصدتها الشاهد بحسب ملفات القضاء : أن سيدتين في هذه المدينة عشقتا جاريهما وهما متزوجتان ، ولما كان الزوجان يراقبان زوجتيهما بصورة دائمة لا تنطلي عليهما ألاعيب النساء فقد قررتا معا أن تقتلا زوجيهما بحيث تساعد كل منهما الأخرى ، وهكذا كان .
فقد اتفقت إحدى الجارتين على أن تساعد جارتها في قتل زوجها ، وعندما عاد الزوج من عمله استقبلته الزوجة بوجه بشوش وهيأت له كل اسباب الراحة والانبساط وتحضرت بما تتحضر به النساء للأزواج في ليلة حميمة ، وبعد أن اطمأن الزوج وغلبه النوم من التعب وأغفى في فراشه ، وما هي إلا لحظات ، حتى خرجت الجارة التي كانت مختبئة في المطبخ وأمسكت بوسادة ووضعتها على فمه ، بينما قامت زوجته بإطلاق النار ، ليغط في دمائه صريعا بيد زوجته وبمسدس العشيق الذي كان ينتظر هو الآخر ، ولكن في منزله .
وحسب لائحة الاتهام التي اطلعت عليها الشاهد بدأت غرابة هذه القضية ، وبشاعة الزوجة وعشيقها وصديقتها ، عندما اختار الجناة كيف سيتصرفون وماذا سيفعلون بالجثة ، ولكن العشيق ( صاحب المسدس ) حل هذه المعضلة، ودخل إلى غرفة القتيل ، وقام بتقطيعه إربا إربا ووضع كل جزء من الزوج في كيس بلاستيكي ، وحمله كله على' البك أب ' باستثناء ' الرأس ' الذي ابقته الزوجة لديها لكي لا تتعرف الشرطة على صاحب هذه الاجزاء الآدمية ، إن قدر وأن تم العثور عليها وهو احتمال بعيد حسب ما اعتقدت ، خاصة وأن الخطة كانت تقضي بان يرمي بكل ' كيس ' في مكان بالصحراء ، وهكذا كان .
اما الرأس ، فقد اقتضت الخطة أن تقوم الزوجة بشواء الوجه وطبخ الراس ، لكي لا يتعرف عليه أحد بالمرة ، وفعلا قامت بفعل ذلك بدون أن يرف لها جفن.
ولما كانت ابلغت الشرطة عن اختفاء زوجها ، فقد كان ملحا أن تخفي الراس في البيت ولقد فعلت ذلك ووضعت الراس في نفس الطنجرة التي غلته بها ووضعت الطنجرة نفسها على الخزانة ، وكأن شيئا لم يكن .
ولقد جاء الدور لتقوم هذه الزوجة بمساعدة جارتها القاتلة في التخلص من الجار ، ليخلو ' الجو ' لهما مع عشيقيهما ، وهكذا كان الإتفاق ، إلا أن القدر حال دون تنفيذ الجريمة الثانية فنجا الزوج المسكين من موت محقق لاسباب قدرية ، لتقضي الزوجتان القاتلتان اياما وليالي طويلة مع عشيقيهما : الأولى بعد أن قتلت الزوج والأخرى وبعد ان قضت مدة في التخطيط تراجعت بعد ان وجدت أن القتل الأخير لم يكن ضروريا ، خاصة وأن الزوجة الأولى وفرت لجارتها الجو للقاء وبيتها تستخدمه كيف شاءت ، بدون أن يسألهما أحد عما تفعلانه ولكم أن تتصوروا كيف كان العشاق القتلة يلتقون بينما الرأس في طنجرة على الخزانة .
وبعد تحر ، وتشكيل فريق خاص للتحقيق في قضية غياب الزوج، تمكنت الشرطة من الإيقاع بالزوجتين، والإمساك بعشيقيهما، وبالتحقيق مع زوجة القتيل والضغط عليها اعترفت بجريمتها ودلت على شركائها ومثلت معهم الجريمة هي وجارتها القاتلة وكان مصيرهما حكم اعدام نفذ قبل سنوات بينما حكم على الرجلين بالسجن ، لتنتهي فصول قصة هزت ذات يوم الراي العام الأردني لبشاعتها وطريقة تنفيذها.