آخر الأخبار
  مهم من التربية بشأن الرواتب المتأخرة للمعلمين الجدد   طقس لطيف اليوم وبارد نسبيًا غدًا   احمد الشرع: هيكلة جديدة للجيش السوري خلال أيام .. وما لا يقل عن نصف المواطنين السوريين يعيشون حالياً في الخارج   توضيح حول تعديل اسعار خدمات الاتصالات في الأردن   حسّان: الأردنيون المسيحيون والمسلمون يجسدون معاني المودة والتعاضد والتكافل   وفاة الفنان الأردني القدير هشام يانس   أحمد الشرع: وجود مليشيات بسوريا كان "عامل قلق" لكل دول المنطقة، وأنقذنا المنطقة من حرب عالمية ثالثة   العيسوي يلتقي أبناء عشيرة المهيدات وشباب عشائر التعامرة   هؤلاء مستثنون من قرار الحد الأدنى للأجور   هل يوجد في الأردن "أرز" مصنع من البلاستيك؟ الغذاء والدواء توضح ..   إرتفاع متوقع خلال الشهر القادم بأسعار "المحروقات" في الاردن   قرار صادر عن "مدير عام الجمارك" حول دوام موظفي مركز جمرك المنطقة الحرة في الزرقاء   هام من "وزارة الاوقاف" للمسجلين لأداء فريضة الحج   الأردنيان "جو حطاب وأبن حتوته" يلتقيان بالشرع   المملكة على موعد مع تساقط الثلوج في هذا الموعد   وزير الأوقاف يكشف عن موعد إعلان أسماء الحجاج الذين انطبقت عليهم الشروط لأداء فريضة الحج   البنك الأردني الكويتي يوقع اتفاقية تفاهم مع غرفة صناعة الأردن لإنشاء المركز الوطني للطاقة والاستدامة البيئية في الصناعة   مكافحة الفساد: إحالة 176 ملفا تحقيقيا إلى القضاء في 2024   الضمان: تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور (290) ديناراً بداية 2025   “الأمانة” تنذر موظفين بالفصل - (أسماء)

تغرب ٢٠ عاماً عن زوجته .. لتستشهد أمام عينيه في حادثة التدافع في منى

{clean_title}
يتوسد الحاج البنغالي محمد بلال «جداراً أبيض» في مستشفى منى الجسر، وإحرامه الأبيض يلتف حوله يواسيه في حجم الألم الذي يتضح من عيونه الغارقة بالحزن والدموع التي لا تتوقف. ينظر في عيون المارة، يخاطب أبناء جلدته ويتساءل، هل رأيتم زوجتي؟

أنا لا أراها، أنا أبحث عنها في كل مكان، لقد وعدتني أنها ستكون معي في كل لحظاتي، أرجوكم ابحثوا عنها، أريد أن أراها، لكن صديقه عبدالعليم، يطبطب على كتفيه، يحتضنه، يبكيان معاً، يخاطبه بآيات قرآنية تدل على الصبر وحسن العاقبة حتى يستعيد أنفاسه مجدداً ويبدأ بالهدوء، لكنه يواصل البكاء.

فيما يبدأ بالحديث مع من حوله، زوجتي رحلت ولم تنهِ مراسم الحج، زوجتي رحلت أمام عيني، ولم ترَ أولادها الثلاثة.

وحسب صحيفة الحياة، يعمل بلال في السعودية منذ أكثر من ربع قرن، في محل للملابس في ظهران الجنوب جنوبي السعودية، يقول: «إنه طوال ٢٠ عاماً عمل لتستطيع زوجته أن تقوم بأداء مناسك الحج هذا العام، وأضاف: «إن زوجتي كانت بحالة إيمانية لا توصف، كانت سعيدة جداً على أداء المناسك، ودعت أولادها الثلاثة وأودعنهم لدى عائلتنا في بنغلاديش، كان عناقها الأخير معهم، وكأنها تعلم أن هذه الرحلة ستكون ذهاباً فقط من دون عودة».

يقول محمد: «إن الحادثة وقعت في الساعة السابعة ونصف صباحاً، عندما انتهيت أنا وزوجتي من رمي الجمرات وكنا متجهين للخروج من منطقة المشاعر، لكننا دخلنا شارع ٢٠٤، فتفاجأنا بوجود أفواج متضادة في الشارع ذاته، حاولنا الهرب إلا أن التدافع كان عنيفاً جداً، سقطت وسقطت معها، وسقط فوقنا العديد من الحجاج المتدافعين، استطعت القيام مرهقاً نتيجة الحروق التي أصابتني من درجة حرارة الأرض، وقمت بالصراخ أنقذوا زوجتي، زوجتي تموت، إلا أن الجميع كان مشغولاً بنفسه، حاولت انتشالها، من فوق الجثث والأجساد التي اعتلتها، لكني لم أستطع إلا بعد فوات الأوان».

موضحاً أنه شاهد زوجته تتلو الشهادتين وسبابتها اليمنى وعيناها شاخصتان نحو السماء، وفارقت الحياة.

وقال بلال: «إن ما يضمد ألم الفراق وصعوبة هذا الموقف أن زوجتي ستدفن في أطهر البقاع، وستلقى ربها وهي شهيدة توفيت بإحرامها شاخصة إليه وراغبة في رضاه».

وعند سؤاله عن وضعه الصحي، قال بلال: «لقد تعرضت إلى حروق كبيرة في جسدي في يدي ورجلي، وكذلك في ظهري ووجهي، نتيجة حرارة الأرض، وتم نقلي إلى مستشفى الجسر وحصلت على العلاج الموقت، لكنني هنا بانتظار أن أرى زوجتي وأودعها الوداع الأخير».