وكاله جراءة نيوز - عمان - تحتفل القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي وقيادتها الهاشمية والأسرة الأردنية الواحدة الاربعاء بالذكرى الرابعة والأربعين لمعركة الكرامة الخالدة التي شكلت منعطفاً تاريخياً في سجل بطولات الجيش العربي..
حيث تؤلف منطقة غور الأردن سجلاً حافلاً يصور البطولات والمعارك، وهي ارض الرباط والمرابطين في سبيل الله، وهي من الأهمية الإستراتيجية والجغرافية، والتاريخية بمكان، مما جعلها محط أنظار الأعداء الطامعين وحدا بهم إلى التخطيط المستمر والسعي المتواصل والى ترجمة أطماعهم والسعي لتنفيذ مخططاتهم وإحاطة أنفسهم بهالة بأنهم يمتلكون القوة ويستطيعون فعل ما يشاؤون. وعلى أرض الأردن الخالدة وفي تاريخ هذا البلد العظيم مواقف مضيئة لأبطال رووا بدمائهم الطاهرة هذا الثرى الطهور أرض الكرامة هذه الأرض التي شهدت على مر العصور أضخم وأكبر البطولات في مؤتة واليرموك وعين جالوت وطبقة فحل وحطين وضمت بين جنباتها أجساد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابا عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل، وشرحبيل بن حسنة ... وغيرهم كثيرين رضي الله عنهم وإرضاهم.
الزمان والمكان ................. بدأت إسرائيل الهجوم الساعة 0530 من فجر يوم 21 آذار 1968على جميع المقتربات في القطاع الأوسط، والجنوبي، وقد حاولت مجموعات قتال على كل مقترب مكونة من الدبابات والعربات المدرعة تقدر بـ 15 ألف جندي إسرائيلي القيام بهجوم صامت لمفاجأة القوات الأردنية ولكنها كانت مكشوفة وتحركاتها معروفة للقوات الأردنية حيث بدأ الهجوم بقصف جوي ومدفعي على جميع المواقع الأمامية، والدفاعات الخلفية، وخطوط المواصلات والتزويد. كان صمود الجيش العربي الهاشمي في معركة الكرامة نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية العالية، والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بها الجندي الأردني، وهذا الصمود والنصر كانا منعطفاً هاماً في حياة الأمة العربية تحطمت خلاله أسطورة التفوق الإسرائيلي، وأظهرت المعركة للعالم أن في هذا الوطن جيشاً يأبى الضيم ويدحر العدوان، ويذود عن حماه بالمهج والأرواح ويدافع عنه بكل ما أوتى من قوة. ومهما كان احتفالنا بهذه الذكرى الخالدة فإننا لا نستطيع ان نفيها حقها لأنها أكبر من كل الكلمات، وأكبر من كل الاحتفالات، فهي معركة أعادت إلى الأمة احترام الذات بعد نكسة حزيران وان النصر الذي حققه جيشنا الباسل البطل في هذه المعركة جاء في وقت كنا فيه بأمس الحاجة إلى ملامح نصر وعزة وكرامة والى وقفة كلها شرف وإباء وكانت معركة الكرامة التي هي أول نصر مبين يحققه جيشنا المصطفوي للعرب عبر صراعنا الطويل مع إسرائيل وقوتها العسكرية المتغطرسة، اثبت خلالها الجيش العربي أن النصر العسكري العربي على إسرائيل ليس مستحيلاً وإنما هو مؤكد كما حدث في معركة الكرامة. إذن معركة الكرامة هي بوابة المعارك ومؤشر الانتصارات التي أدخلت الأمة بكاملها دائرة الفعل وأخرجتها من آلامها وجراحها التي سببتها نكسة حزيران وما خلفته من آثار سلبية على النفس العربية. جاءت معركة الكرامة لتعطي المعتدي درساً واضحاً بأن حربه معنا ليست نزهة وأنها لم تهزم عدواً طامعاً حاقداً فحسب بل ضمدت جرحاً عربياً مكلوماً بسواعد أبناء الأردن البررة وقوتهم النافذة يوم تشبثوا بأرضهم المباركة الطاهرة التي هي موطن الآباء والأجداد. وفي خطابه التاريخي قال بطل معركة الكرامة وقائدها المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله وصوته ما زال مدوياً بين أركان المكان يفوح بأجمل الكلام" يا إخوتي في السلاح يا حصن الأردن الحصين ودرع العرب المتين يا معدن الفخر وينبوع الكبرياء، يا ذخر البلد وسند الأمة، وأصل البطولة والفداء، أحييكم تحية إكبار لا تقف عند حد وتقدير لا يعرف نهاية، وأبعث مثلها إلى أهلي من ذوي الأبطال الذين سقطوا في ساحات الوغى بعد أن أهدوا إلى بلدهم وأمتهم أنبل هدية وأعطوا وطنهم وعروبتهم أجزل العطاء, فلقد كنتم جميعاً والله أمثولةً يعز لها النظير في العزم والإيمان، وقمة ولا كالقمم في التصميم والثبات، وضربتم في الدفاع عن قدسية الوطن والذود عن شرف العروبة أمثولة ستظل تعيش على مر الزمان". وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قائدنا المفدى يقف في هذا المكان يخاطب جيشه وشعبه النبيل قبل أربع سنوات حاملاً راية الآباء والأجداد حيث قال:" ونحن اليوم ومن هذا المكان نتوجه بتحية الفخر والاعتزاز لكل من شارك وساهم في هذه المعركة من مختلف الألوية والوحدات في الجيش العربي : لواء القادسية ولواء الأمير عالية ولواء حطين واللواء الهاشمي واللواء المدرع الستين وسائر الكتائب من المدفعية والهندسة والصيانة والتموين واللاسلكي والخدمات الطبية وغيرها، من كل التشكيلات التي ساهمت في تحقيق النصر في هذه المعركة".