وكاله جراءة نيوز - عمان - قال جلالة الملك عبدالله الثاني إن الشباب هم قادة المستقبل ومصدر الأمل والعزيمة والإقبال على الحياة بروح إيجابية، وقدرة على مواجهة التحديات، لتحقيق الهدف الأساسي والسامي، الذي نعمل دائما لأجله وهو النهوض بالإنسان الأردني.
واكد جلالته في كلمة له خلال زيارة قام بها امس الى جامعة اليرموك ولقائه ابناءه الطلبة يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد أن أمام الشباب الكثير من الفرص، للتأثير الإيجابي في مسيرة الأردن الوطنية الإصلاحية والتنموية، معربا جلالته عن ثقته بالشباب وقدراتهم التي تعد الدافع الرئيس لمسيرة الإصلاح السياسي، الذي «نقوده لتمكينكم من المساهمة في بنـاء وطننا العزيز».
وحث جلالته الشباب وطلبة الجامعات على المساهمة في ايجاد حلول للتحديات العديدة، التي تواجه بلدنا من خلال الحوار البناء وصولا إلى بناء قاعدة شبابية، ووعي سياسي جديد، بحيث يكون نقطة انطلاق للمشاركة في الحياة السياسية، على أساس برامج حزبية متجددة وخصوصا في هذا العام، الذي بدأت فيه خريطة الإصلاح السياسي تتجسد على أرض الواقع، تمهيدا لإجراء انتخابات نيابية، تليق بمجتمع أردني ديمقراطي يكون نموذجا في المنطقة.
وتطرق جلالته الى بعض المظاهر والسلوكيات السلبية، التي تهدد نسيجنا الوطني، وقدرتنا على السير إلى الأمام، في مسيرتنا الإصلاحية والتنموية، داعيا الشباب إلى أن يكونوا قدوة ومثالا لباقي فئات المجتمع، من حيث التمسك بقيمنا الأردنية النبيلة الجامعة، مثل التسامح والمحبة والتكافل والاحترام، والتي تعتبر جزءا من مكونات هويتنا الوطنية.
واطلع جلالة الملك خلال زيارته الى الجامعة على ثمانية مشروعات صممها طلبة من كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية، واستمع جلالته خلال جولة في معرض ابداعات الطلبة الى شرح عن مراحل تطور تصاميم المشروعات التي كانت تطبيقا عمليا لدراستهم الهندسية.
واشتملت المشروعات على سيارة خاصة لاستطلاع المعلومات، والتحقق من العلاقة الجينية الوراثية في نسيج قزحية الإنسان باستخدام أدوات المعلوماتية الحيوية ومعالجة الصور، ونموذج شبكة إستشعار لاسلكية لنظام الأمن والمراقبة في المطار، واللوح التفاعلي قليل التكلفة، ونظام حماية (مراقبة) بالاعتماد على كاميرا، ونظام ذكي لاسلكي للري والحماية من الصقيع، ونظام ملاحقة اتوماتيكي باستخدام الفيديو، ونظام التحكم والمراقبة عن بعد لمصادر المياه.
وقال رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى في كلمة له خلال اللقاء ان الجامعة تلمست في طرح برامجها في مجالات العلوم الطبيعية والتطبيقية، حاجة القطاع الصناعي خدمة للتنمية الشاملة، فكانت كلية الحجاوي للهندسة والتكنولوجيا ثمره طيبة من نتاج التفاعل مع القطاع الخاص الذي دعم إنشاءها استجابة لحاجة القطاع الصناعي والخدمي لمهارات معينة عملت هذه الكلية وبمساندة ودعم القطاعين المذكورين على تلبيتها.
واوضح الموسى ان الجامعة اهتمت أيضاً بالبرامج غير المنهجية لطلبتها سعياً منها لتنمية مهاراتهم الفنية والاجتماعية والعملية وصقلاً لشخصياتهم وتعزيزاً لروح التسامح والعمل التطوعي والحوار بينهم.
وقال ان العنف الطلابي الذي انتشر اخيرا في جامعاتنا الأردنية هو ظاهرة مقلقة يخشى أن يترك أثراً سلبياً على مكتسبات الوطن ومنجزاته في مجال التعليم العالي مما يفرض على مفردات منظومة التعليم العالي التعاضد للتصدي لهذه الظاهرة بحزم وعزيمة.
من جهته، قال رئيس مجلس اتحاد طلبة جامعة اليرموك الطالب ليث الراجبي في كلمة باسم طلبة الجامعة ان طلبة الجامعة يجددون اليوم العهد والوعد الصادقين بان يكونوا مشعلا للعلم والبناء، ويرفدون جهود جلالة الملك الرائدة على طريق الإصلاح والانجاز الشامل.
واضاف ان الديمقراطية نهج حياة ولن نحيد عنه، مهما كانت الصعوبات والتحديات، فالديمقراطية هي الأرضية الراسخة لبناء أردن عزيز قوي متماسك، قادر على صد الرياح الصفراء التي تعصف في بعض الدول من حولنا.
واوضح ان العنف الجامعي اضحى مشهداً يتكرر في جزء كبير من ساحات جامعاتنا الأردنية، وهو الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلا، ونؤكد يا جلالة الملك بأننا في اتحاد الطلبة وبدعم رئاسة الجامعة الموقرة سنتصدى لهذه الظاهرة ونجتثها قبل وقوعها لكي تبقى جامعاتنا صروحاً للعلم والثقافة والحضارة.