هيفاء .. حكاية امرأة أغرمت بضرّتها!
انتشرت ظاهرة تعدد الزوجات، حتى أصبحت أمراً طبيعيّاً وشائعاً في مجتمعنا السعودي والخليجي وحتى العربي، ولكن الغريب هو تقبل الزوجة الأولى للثانية أو العكس! بين أيدينا تجربة ربما تصلح لأن تكون درساً مفيداً في تأسيس علاقة إيجابية بين أيِّ زوجتين لَدُودَيْن. (هيفاء) صاحبة هذه التجربة رَوَت حكايتها بحسب صحيفة 'سيدتي'؛ من حربها المليئة بالمكائد التي شنَّتها ضد ضرَّتِها؛ لتفوز بحب الزوج بمفردها، إلى ندمها وتمكّن ضرّتها من التغلب على مكائدها وامتلاك حُبِّها.. وهنا التفاصيل:
البداية
عادت (هيفاء) بذاكرتها إلى الوراء، وقالت: «حين كنت أكمل دراسة الماجستير في بريطانيا، تعرفت على زوجي هناك، حيث أوفِد من عمله لإجراء دورة، وأصبح بيننا تقارب، فأخبرني أنه متزوج ولديه أبناء، لكنه لم يكن راضياً عن زواجه 'التقليدي'، ولا عن الفتاة التي اختارتها والدته له. وصارحني منذ البداية بأدق التفاصيل، ثم بحبه لي. وبعد عام على علاقتنا، عدنا إلى وطننا، وبقينا على تواصل هاتفياً، وأخبرت والدتي برغبة هذا الرجل في الارتباط بي، لكنها رفضت عندما علمت أنه متزوج، وكذلك والدي، لكنني أصرَرْت على موقفي، فنزلا عند رغبتي».
زواجي
وتتابع هيفاء: «تزوجنا وكنت سعيدةً جداً. وبعد عودتنا من شهر العسل، ذهبنا إلى منزله، وحسب اتفاقنا قبل الزواج أنّ الدور العلوي مخصص لي، والدور الأرضي لزوجته الأولى ولولديه؛ لأنه لا يريد أن يبتعد عنهم، وسيكون قريباً مني حتى في اليوم الذي لا يكون فيه عندي».
صراع داخلي
وتواصل قائلةً: «كانت زوجته الأولى وابنه وابنته متفهمين للوضع الجديد، ولم يحاولوا الاحتكاك معي، بل لقيت كل الاحترام من الجميع، ولكن أنا من تعمدت تكبير أتفه الأمور؛ لأن مشكلتي كانت في الصراع الداخلي الذي كنت أعيشه، بسبب عدم قبولي فكرة أن يشاركني أحد بزوجي».
مكائد ضد زوجته وولديه
وتضيف هيفاء: «بدأ صراعي الداخلي يتعبني، فرحت أقوم بمكائد ضد زوجته الأولى وولديها، وأستفزهم بكل الطرق حتى أُبعد زوجي عنهم؛ كإفسادي سرّاً مذاق الطعام الذي أعدته ضرّتي حين دعا زوجي أسرته مرة على العشاء، أو مغازلة زوجي أمامها وبوجود ابنتها وابنها المراهقين، أو إزعاجي لهذين الولدين وتطفلي عليهما. ومع ذلك، كانت تعاملني بكل طيبة! فباءت كل خططي بالفشل، حيث كانت ضرّتي في كل تصرف استفزازي أقوم به تكتفي فقط بتوجيه نظرات عتاب لي، وكأنّ عينيها تقولان: لماذا تفعلين ذلك، وأنا لم أفعل لك شيئاً؟».
حملي وندمي
وتكمل بقولها: «بعد مضي أشهر على حملي علمت زوجته الثانية وولداها بالأمر، فأقاموا حفلاً لي في المنزل، وجلبوا الهدايا، ولكنني غضبت وذهبت إلى منزل والدتي عدة أيام بحجة أنني متعَبَة. وعندما صارحت والدتي بتصرّفاتي، عاتبتني كثيراً قائلةً: (اتقي الله يا ابنتي، ولا تظلميها فهي إنسانة طيبة).. ونصحتني بتصحيح أخطائي. كلماتها جعلتني أندم على أفعالي وأبكي كثيراً. وحين عدت إلى المنزل ووجدت ترحيباً حارّاً، تشجعت على الاعتذار إلى ضرّتي التي تقبلته بكل رحابة صدر، وتعاهدنا على أن نصبح أختين، ونكرّسَ حياتنا لإرضاء رجل يستحق كل الحب».
ماذا قالت الزوجة الأولى؟
بعد التواصل مع الزوجة الأولى لمعرفة سبب تحمّلها لتصرُّفات هيفاء معها، فأخبرتنا قائلةً: «حين أخبرني زوجي أنه سيتزوج، خيّرني بين البقاء زوجةً وأماً لابنيه أو الانفصال، فاخترت البقاء من أجل ولدَيّ وزوجي الذي لم يقم يوماً بظلمي أو التقليل من شأني، وحاولت التكيُّف مع وضعي الجديد. وبما أنني خريجة علم نفس، لمست أن الزوجة الجديدة تريد جعل زوجي يكرهنا مع أنها ليست شريرة؛ لأنها تريده أن يكون ملكها وحدها. وحاولت على مدى أشهر أن أعالجها عن بُعد، وأفهمت ابني وابنتي ذلك؛ حتى أكسبَها، ونصبحَ أسرةً متفاهمةً، ونجحنا فعلاً. والأهم أنني كسبت أختاً ألجأ إليها عند الأزمات، تماماً مثلما كسبتني».
الرأي النفسي
الاختصاصية النفسية نجاة مانع من عيادات سلوى للاستشارات تقول: «تختلف ردود الأفعال باختلاف المستوى الاجتماعي والثقافي ودرجة استقلالية كل امرأة، سواء أكانت زوجة أولى أم ثانية، فهنالك ضرائر يعشن مع بعضهنّ وكأنهنّ أخوات، وهناك زوجات يفتعلن مشاكل؛ للتخلص من الزوجة الثانية أو العكس، أو للانتقام من الزوج. لكن، يجب أن تحذر كل امرأة من مكائد ضرّتها؛ فالغيرة واردة! ويبقى التكيف مع الظروف هو
الأفضل للجميع؛ لينعموا بحياة سعيدة، كما حدث مع هيفاء وضرّتها».