آخر الأخبار
  منخفضان جويان متتاليان يؤثران على المملكة مع نهاية 2025   تحقيق: جنرالات الأسد يخططون لتمرد سينفذه 168 ألف مقاتل   "الأرصاد" : طقس بارد ومنخفض جوي يؤثر على الأردن السبت   تقرير المحاسبة: جرافة "الكرك" تسافر للصيانة وتعود بعد 4 سنوات "معطلة" في واقعة غريبة   منخفض جوي ماطر وطويل التأثير يبدأ السبت ويشتد الأحد والاثنين   تحديد موعدي شهري شعبان ورمضان فلكيا   حاويات ونقاط جمع نفايات لوقف الإلقاء العشوائي في المحافظات   ورقة سياسات: 3 سيناريوهات لتطور مشروع مدينة عمرة   الأردن استورد نحو 300 ألف برميل نفط من العراق الشهر الماضي   "وزارة التربية" تصدر تعليمات حاسمة لطلبة التكميلي وتحدد آليات الدخول للامتحانات   المعايطة: أعياد الميلاد المجيدة تمثّل صورة حضارية مشرقة للتعايش والوئام الديني وتبرز الاردن كوجهة روحية عالمية   نقيب الألبسة: استعدادات كبيرة لموسم كأس العالم عبر تصميمات مبتكرة لمنتخب النشامى   33328 طالبا يبدأون أول امتحانات تكميلية التوجيهي السبت   أمطار غزيرة وثلوج كثيفة في عدد من الدول العربية نهاية الأسبوع .. تىفاصيل   ابو علي: مباشرة صرف الرديات الاحد واستكمال صرف الـ 60% المتبقية خلال الاشهر الاولى من 2026   تنويه هام من التنفيذ القضائي الى جميع المواطنين   وفاة 3 أطباء أردنيين .. اسماء   وزير الداخلية يتفقد الأعمال الإنشائية في جسر الملك حسين   الخارجية: استلام جثمان المواطن عبدالمطلب القيسي وتسليمه لذويه   العدل: تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام الحالي

من أخ الشهيد إلى والد الأسير

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

كتب الشريف حسن بن زيد آل عون - في اليوم قبل الأخير، من العام 2009، التحق أخي، الشريف علي بن زيد، بقوافل الشهداء الأبرار، وهو يؤدي واجبه الوطني والعربي والإسلامي، في حرب على أعداء الإسلام، في أرض بعيدة عن الوطن، في غربة عن أهله وأردنه الغالي.

كانت الفاجعة أكبر من تصور أي من أفراد عائلتي، ولم أصدق في تلك الليلة، أن أحدا يمكن أن يتفهم شعوري وغضبي وتأثري. كانت الأيام والليالي قاسية قاسية. امتزج فيها الغضب بالدموع والدعاء، وانتصر فيها الإيمان بالله، سبحانه وتعالى ، وبإرادته، واستطعت بإرادة المولى، عزّ وجل، أن أفهم وأتفهم، وأتقبل ما حصل لأخي الأصغر. أدركت أن الله سبحانه وتعالى اختاره كي يكون شهيدا للوطن، بكل معنى الشرف والنبل، شرف الشهادة، التي نالها أجداده من بني هاشم، في الدفاع عن الإسلام، وعن العروبة، وعن فلسطين وعن القدس، وعن الأردن وعن حاضرنا ومستقبل أبنائنا وبناتنا. تصالحت مع نفسي، وأدركت أن عليا كان قد نذر نفسه، للتضحية والشهادة في سبيل الوطن، عند التحاقه بالجيش العربي المصطفوي. تصالحت مع نفسي، عندما شاهدت الفخر والاعتزاز، في عيني جلالة سيدنا أبي الحسين، وهو يودع ابن عمه علي، حين التحق بقوافل الشهداء، من أهله وأبناء وطنه الغالي.

أدركت أن الراحة الأبدية لعلي بشهادته لن تكتمل، إلا إذا رضيت أنا وعائلتي بقدره، وتقبلنا تضحيته بشبابه وحياته، فداءً للأردن الغالي، ولعروبته، ولدينه.

أقول هذا، وأبوح بشعوري وعواطفي وأفكاري، ولأول مرة منذ استشهاد أخي قبل أكثر من خمس سنوات، أقولها مخاطبا والدي، والد الطيار البطل معاذ الكساسبة، حماه الله، وأعاده سالما غانما لمليكه وأهله ووطنه، لأنني أدرك تماما، ما تشعر به يا والدي. ولعلي أنا الوحيد، الذي يتفهم شعورك، وعواطفك وخوفك وقلقك.

فمعاذ، أعاده الله سالما، كان يعلم قدسية المهمة، التي يقوم بها، تماما مثل علي، وأرادك، يا والدي العزيز، أن تكون سندا له، فخورا به، سعيدا بتضحياته، راضيا بإرادة المولى عز وجل. ومعاذ، تماما مثل علي، يضحي بنفسه وشبابه، في سبيل إنقاذ الإسلام من الإرهابيين والمجرمين، الذين يريدون احتكار الدين الحنيف واختطافه. معاذ، يا والدي العزيز، يريدك أن تكون راضيا عنه، وترضى بقدره، مهما كان، ليكتمل فخره واعتزازه.

سامحني يا والدي، فأنت والد وأب، وأنا أخ، ولكن المصيبة، التي ألمّت بي، جعلتني أكبر سنين وأعواما، خلال دقائق قصيرة، سامحني، لأني تجرأت بأن أبوح، بعاطفتي، التي أنكرت طوال سنين خمس، كي أشاركك الرضى، الذي اخترته لنفسي ولأخي علي، فأنا أسلمت نفسي إلى الله، ورضيت بإرادته، عزّ وجل، فارتحت وأرحت.

بسم الله الرحمن الرحيم: 'وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون'، صدق الله العظيم.