وكاله جراءة نيوز - عمان - كتب المهندس ليث الشبيلات - لقد ساءنا التجييش والعدوان على الحراك وعلى الإخوان المسلمين ولكننا كنا نتوقعه من الضعيف الجاهل فاقد الحجة.
ولكن يسوؤنا أكثر إذا سمعنا أية لهجة متشنجة ولو صغرت من أولي النهى العاقلين وأهل الدعوة الساعين للوصول إلى حقوق الناس. إن قوة الحراك السلمي لا تزداد بكثافة إلا عند تعرضه للعدوان فيتضاعف حقه ويسقط أي حق للمعتدين إن كان لهم حقوق أصلاً.
أغادر صباح غد الجمعة إلى تونس والمغرب لعشرة أيام لزيارة الأصدقاء والقوى المتنوعة ، وهاجسي ما يجري هنا لجر الحراك الذي أراقبه بحرص إلى المربع الذي ليس فيه إلا الفشل وإلى الشراكة في خزي نعوذ بالله منه ، إذ يختلط الحابل بالنابل. يريدون إخافة الناس منكم وبأنكم ستجرون البلاد إلى الفوضى التي هم الذين يسعرون أسبابها. فانتبهوا حتى لا يترك الناس المطالبة بحقوقهم وينقلبوا على الإصلاحيين.
السلمية السلمية ثم السلمية ولا شيء غير السلمية!
إن قوة الحراك وشرعيته مستمدتان من سلميته ثم من سلميته ثم من سلميته مهما تعرضت مطالبه العادلة للعدوان. فالباطل ليس له أية قوة لذلك يستعين بالقوة المادية لفرض باطله. ولاستدراج أصحاب الحق العادل إلى المربع الضعيف الذي يتمثل في الرد بنفس مكيال الظلمة.
دخل هابيل التاريخ الناصع بتمسكه بعدم بسط يده إلى أخيه الذي بسط إليه يده ليقتله والذي أصبح رمزاً للظلم والفساد في الأرض. وإن أبا المقاومة السلمية الحديثة غاندي كان أتباعه يتقدمون صفاً صفاً عزلاً لينالوا نصيبهم من الاضطهاد والهراوات على يد الظلمة دون أن يرفع أحدهم يده إلى خصمه الظالم.
الحراك السلمي ثمنه أغلى من غيره بكثير لكن مكاسبه وإن طال الزمان على الحصول عليها ناصعة البياض لا غبار عليها.
إن فشل الحراك يكمن في مصيدة العنف والذي يبدأ بالتصعيد اللفظي في وجه المعتدي . فلا رد على الجاهلين إلا بما أمرنا الله به :”(سلاماً) .
هكذا تتهاوى قلاع الظلم وبغير ذلك فإننا نساعد في إعادة بناء تصدعاتها.
إياكم وإياكم يا أهل الحراك حتى من استعمال ألفاظ قاسية حادة قد يستنبط منها “العباقرة”: تهديداً وذلك رداً على العدوان السافر الواضحة معالم حمايته. إن عدم الرد ليس ضعفاً بل إنه القوة ذاتها لقوله صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من ملك نفسه عند الغضب).
فلا نسمعن من أحد منكم أي رد متشنج ناهيكم عن أي فعل متشنج . وإلى الأمام !
أما بعكس ذلك فإلى الخلف در.