جراءة نيوز - عمان
اعرب رئيس الجبهة الوطنية للاصلاح أحمد عبيدات عن قلقه حول المستقبل , مشيرا الى أننا كنا نعيش توقعات كبيرة جدا في بدايات الربيع العربي وكان الأمل كبيرا وما زلنا نعيش هذه المرحلة من القلق
واضاف عبيدات في محاضرة في الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة ' نحن في الأردن لنا تاريخ طويل والأردن مر بأزمات كثيرة لكنها لم تنل من النسيج الاجتماعي في العمق ولكنها أحدثت تشوهات ويبدو أن آثارها كبيرة كلما كان هناك حاجة لاستدعائها نحن نعيش مرحلة الحديث عن الإصلاح'
ونوه عبيدات ان 'هناك انقسام مجتمعي وحزبي حول ما يجري في سوريا وأرجو أن لا يبلغ استغراقنا في هذه القضايا الى الحد لذي يجعلنا لا نبذل جهدا حقيقيا للإصلاح في الأردن'
وعن الإصلاح ومحاربة الفساد قال عبيدات 'قناعتي بمسيرة محاسبة الفساد انه إن لم تكن مجموعة من داخل السلطة القضائية مؤهلة تأهيلا قانونينا كافيا ونزيهة ومجموعة إدارية ومالية تمارس عملها بنزاهة ودون تدخل من أي جهة كانت نستطيع أن نصل الى طريق آمن لمحاربة الفساد.واما ديوان المظالم والهيئات لا قيمة لها والاهم من كل ذلك العدالة وسيادة القانون ولا يمكن الحكم على أي متهم انه متهم حقيقي الآن.فالفساد الكبير له شعب مختلفة وبعضها يتمثل في قضايا الخصخصة وهذه بحاجة الى دراسات وليس انطباعات'
ودعا عبيدات الى حوار حقيقي ومسؤول حول علاقة الاردني بالأردني من أصل فلسطيني وقال 'نحن إذا ما أردنا أن نواجه الوطن البديل لا نستطيع أن نواجهه بالحد الأدنى ونحن في هذه الحال, والعلاقة ين الأردني والأردني من أصل فلسطيني بدا يتسلل العطب إليها بعد سقوط الضفة الغربية وتم دق أول مسمار فيها بعد مؤتمر الرباط وأوسلو من ثم وادي عربة'
وردا على سؤال لماذا يستمر الحراك في الشارع وكيف يتحول الى حراك داعم للوطن؟قال 'لو كان لدى الشارع ثقة بان مجلس النواب يمثل تطلعات الأردنيين ويطالب لهم بالإصلاح الحقيقي ولوكانت الصحافة حرة فعلا وسقفها السماء لكان الشعب في حالة ذهنية مختلفة ولكن تواضع أداء النواب وتباطؤ الحكومات في الإصلاح ومكافحة الفساد يزيد من قناعة الحراك في الاستمرار'
واعتبر عبيدات ان 'تجربة عام 1957 تجربة حقيقية يتيمة تم الانقلاب عليها وحظرت الأحزاب وتعطل أهم ركني الشرعية الدستورية في بلادنا -مجلس الأمة- ومن هنا نبدأ. وفي عام 1967فقدنا نصفنا بضياع الضفة الغربية وفي عام 1970 حدث صدام بين الجيش والفدائيين واختلفنا وكان من المستحيل وجود سلطة داخل سلطة والنتيجة كانت استتباب الأمن مع خسائر في الأرواح وجاء قرارا قمة الرباط عام 1974 باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وفي عام 1988جاء قرار المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر بإعلان الدولة الفلسطينية وتبع ذلك إعلان الحكومة الأردنية لفك الارتباط مع الضفة الغربية وهذان القراران يصبان في سياق تسوية القضية الفلسطينية والنتيجة أنهما تركا أسئلة حول المواطنة الأردنية ولم يجب عليها احد للآن، وفي عام 1989 جاءت انتفاضة الجنوب وقرر الملك الحسين العودة الى الحياة السياسية البرلمانية والديمقراطية ومن ثم جاءت مرحلة الميثاق الوطني وعقدت حوارات الميثاق آنذاك مصالحة بين قوى المعارضة التي لم تكن تعرف بعضها.وحصل نقاش موسع حول هوية الأردن الاقتصادية وتم تشكيل لجينة صغيرة لتقديم رؤية واجتمعت اللجينة عدة مرات وخرجت بتصور والجميع قدم تنازلات إيديولوجية وفكرية وتم الوصول الى قناعات وهذا ما هو مطلوب الآن والاتفاق كان أهم مخرجات الحوار' .
وتابع عبيدات 'في عام 1992 جاء مؤتمر مدريد للسلام وتم سوق الدول العربية إليه سوقا وجاء أوسلو عام 19993من خلف الأبواب وتم إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية ليسارع الأردن الى توقيع اتفاقية وادي عربة وهذان الاتفاقان تركا أهم مفاصل القضية الفلسطينية بدون حل وهي قضية اللاجئين الفلسطينيين.وعلينا أن نعترف بأنه بعد وادي عربة خرجنا مختلفين تماما وجل القرارات السياسية والاقتصادية وعلاقة الدولة بالمواطن أصبحت محكومة بتلك الاتفاقية ومن كان ضدها تم إقصاؤه ومن كان معها فتحت له الأبواب وأصبح معيار الولاء للدولة مرتكز على الموافقة على الاتفاقية '.
واضاف عبيدات'توفي الملك الحسين عام 1999رحمه الله وبدأنا مخاضا لصياغة هوية جديدة للعهد تخدم حجمه وأهدافه وبدأت الحكومات تتشكل كما في السابق من حيث الآلية ولكن ضمن ملامح جديدة فقد تم العبث بأموال الضمان الاجتماعي وبعد 80 سنة من إنشاء الكيان السياسي في الأردن الدولة تسخر من المواطنين الأردنيين بإنشاء وزارة للتنمية السياسية وإشغالهم بسحب جنسيات وأرقام وطنية دون أن يروعهم ان جامعاتهم تحولت الى ساحات مشاجرات عشائرية والمواطن أصبح يتفرج على أمواله تتبخر أمام عينيه'
وقال عبيدات'اندلعت ثورات الربيع العربي والأردنيون احتفوا بها ولم يتأخروا في النزول الى الشارع ولكن تشتت أعوان الإصلاح ابرز ملامح الظاهرة .والدولة أصبحت تتجاوب مع مطالب الإصلاح بأسلوبها ولكن اعتقد أن هذه الاستجابة مازالت مرهونة بمحددات خارجية ورد الفعل يعتمد على إيقاع تطور الأوضاع في الدول التي حدثت فيها الثورات .وكنت اعتقد ومازلت انه إذا استطاع الشعب والجيش المصريين الحفاظ على مكتسبات ثورة يناير دون أن تنهدم فهذا يعطينا أمل بالإصلاح الحقيقي الذي سيحدث في الدول العربية والعكس أظنه صحيح'
وختم يقول 'المشهد الذي أشرت إليه قبل وبعد عام 1999وحتى اليوم أنتج حالتين مؤسفتين أولهما اختلاف النظرة إلى القيم الداخلية وحول القيم الكبيرة وثانيا انهيار الثقة بالدولة والمطلوب الآن استعادة هذه الثقة وإذا لم يتم التوافق على مشروع وطني كما الميثاق الوطني سنعاني أكثر'
عبيدات وفي معرض إجابته على الاسئلة قال ان 'اخطر ما قيل الليلة الحديث السريع عما حدث في المفرق وإذا لم تنشا حالة مسؤولة على كافة المستويات والصعد لعدم تكرار ما حصل فإننا في خطر .وأنا متأكد أن شريحة كبيرة من أهل المفرق ضد ما حصل وأنا اتصلت بشرائح مختلفة المشارب من أبناء المدينة وأكدت أن ما حصل غير مقبول ومنهم مثقفون وأكاديميون وشيوخ عشائر.هيبة الدول هنا على المحك وهذه بداية انهيار'
وتابع'الشعب الاردني ليس كله فاسدا ونحن بلد صغير والفاسدين معروفين .والأردن دولة نحتت نحتا من الإقليم العربي والإسلامي والشعب الاردني موجود بقبائله وعشائره منذ نهاية الحكم العثماني وكان لا فرق بين الأمير والموظف الصغير.وبعد عام 1967 اشترك الأردنيون والفلسطينيون في بناء الدولة ثم انطلقوا لبناء الدول المجاورة في كل الميادين .لكن إسرائيل تبقى شوكة في قلب الأمة والعراق شاركنا دون أن ندري في انهياره'
وقال ان 'سورية تحتاج للإصلاح والشعب الاردني ضد التدخل الأجنبي فيه ولكن هذا لا يعطي كرتا لنظام السوري ليفعل ما يشاء وأنا أنبه أن على الأردنيين أن لا ينقسموا تجاه سورية وان لا يبحثوا عن وقف شلال الدم'