يمثل الملف الإيراني واحدًا من أكبر ملفات السياسة الخارجية الأمريكية، عشية انتخابات رئاسية حاسمة، لا سيما مع التصعيد غير المسبوق بين طهران وتل أبيب.
وتحضر إيران في خطابات المرشحَين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، وتتراوح مواقف المرشحَين بين التصعيد الشديد ومحاولة الاحتواء.
وبلغت أعلى درجات تصعيد المرشح الجمهوري دونالد ترامب إزاء طهران مع ظهور تقارير تحدثت عن مخططات إيرانية جديّة لاغتياله، وقال ترامب في ايلول الماضي إن على الولايات المتحدة أن "تدمر إيران" وتمحوها من الخارطة إذا ألحقت الضرر بالمرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية.
ويعدُّ ترامب المشكلة الأساسية تجاه طهران هي الملف النووي، قائلًا إنه يجب منعها من أن تكون قوة نووية، وإنه من الممكن أن تُبرم صفقة تفاهم مع إيران بخصوص ملفها النووي، أفضل من الاتفاق الذي وُقِّع في عهد الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، الذي أعلن ترامب انسحابه منه، خلال ولايته الرئاسية الماضية.
ويذهب المرشح الجمهوري إلى حد القول إنه من الممكن إقامة "علاقات صداقة" مع إيران، وإنه لا يرغب في أن تكون علاقات بلاده "سيئة" مع طهران، ولكنه يضع شرطًا أساسيًّا وهو عدم امتلاكها السلاح النووي.
وفي المقابل ذهبت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إلى عدِّ إيران هي "العدو الأول" للولايات المتحدة، في تصريحات صدمت الأوساط السياسية في الولايات المتحدة قبل أسابيع.
وعدَّت هاريس أن إيران هي العدو الأول للولايات المتحدة وليست الصين، متهمة طهران بأنّ "أيديها ملطخة بدماء الأمريكيين" وفق تعبيرها.
وتتخذ هاريس هذا الموقف القوي من طهران، خاصة مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل على خلفية الضربات المتبادلة والتهديدات بالتصعيد، وتعدُّ المرشحة الديمقراطية أن "إيران قوة خطرة ومزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط" مؤكدة أنها لن تتردد في اتخاذ "إجراءات" لردع إيران ومنعها من المساس بالمصالح الأمريكية في المنطقة.
وتتفق هاريس مع ترامب في ضرورة منع إيران من إنتاج أسلحة نووية، وقالت إن هذا الأمر "من أولوياتها".
يختلفان في وجهات نظر كثيرة ، لكنهما يتفقان على موقف متشدد من ايران