تيّاران واجتماعات صاخبة في الأمن القومي .. جناح يُريد الاكتفاء بالتحذير وآخر يتحدّث عن "استهانة وإهانة" لمصر - تفاصيل
أوساط سياسية وبرلمانية مصرية تحدثت عن انقسام حاد برز مؤخرا بين خبراء ونخب وقادة مجلس الأمن القومي المصري في اجتماعات متتالية شكلت خلالها لجنة من نخبة جنرالات كبار في المؤسسة العسكرية تحدد ماهي الطريقة الأفضل للتعامل مع نوايا "إسرائيل" العدائية العسكرية المعلنة على صعيد العودة لاحتلال محور صلاح الدين أو فيلادلفيا خلافا طبعا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر و"إسرائيل".
ويقدر سياسيون مصريون بأن رغبة التيار البراغماتي الذي يتفهم مبررات "الإسرائيليين" هي التي قد تنفذ ما دام الأمر قد انتهى بتقليد قديم فكرته "تشكيل لجنة” لحسم الخلافات.
ويبدو أن التصرف الأفضل للدولة المصرية تجاه ما يقول "الإسرائيليون" إنه معركة رفح القادمة بكل إشكالاتها أصبح مثارا للجدال والنقاش داخل وفي عمق الدولة العميقة على المستوى الأمني والعسكري في مصر.
وترجح الأوساط المعنية أن تيّاران ظهرا في هذا السياق.
الأول يريد الضغط سياسيا ودبلوماسيا علي "إسرائيل" حتى تمتنع عن إكمال مشروعها في احتلال مدينة رفح ومحور فيلادلفيا ويرى هذا الجناح بأن الخيار الأسلم لمنع تهجير أهل غزة هو ممارسة الضغط دون المجازفة بغضب "إسرائيل" وبخلاف معها في هذه المرحلة الحساسة.
لكن الجناح الثاني يعتبر أن الضغط السياسي والدبلوماسي بحد ذاته استهانة بمصر وإهانة لها و لا بد من توجيه رسائل مباشرة عسكرية الطابع بان مصر ترفض هذا السيناريو وستتصدّى له حفاظا على مصالح الدولة المصرية.
وقدّر خبراء الجناح الثاني وبينهم قادة أساسيون في المجلس العسكري ومسئولين في جهاز الإستخبارات العسكرية بأن عدم اتخاذ مصر لموقف جدي وقوي "يمنع معركة رفح” ولا يتعامل فقط مع نتائجها يمكن أن يقود إلى "ردة فعل عنيفة” في الشارع المصري ويهدد الاستقرار الداخلي خصوصا في ظل أزمة اقتصادية حادة.
هذا الانقسام أدّى إلى تفاعلات حساسة داخل الدولة العميقة في مصر حتى هذه اللحظة لكن الجدل في اجتماع صاخب انتهى وحسب مصادر فلسطينية مقربة جدا من السلطات المصرية بالعمل على تشكيل لجنة من جميع الأجهزة الأمنية وتزويد المجلس في غضون أيام فقط بتقرير مفصل وتوصيات.
وكانت مصر قد شاركت في اجتماع أمني تنسيقي عُقد في الرياض وعبر ممثلوها عن مخاوف حقيقية من انتقال عدوى الإسلام السياسي وعودته بقوة للشوارع العربية إذا ما انتهت المواجهة العسكرية الحالية بحسم المعركة لصالح فصائل المقاومة متوقعا أن تعاني عدة دول عربية لاحقا جرّاء ذلك.
وكانت أوساط رسمية مصرية قد أبلغت بعض الدول العربية ومنها الأردن أن القيادة المصرية تحت ضغط شديد من جانب إسرائيل بخصوص دخول القوات "الإسرائيلية" لأسباب أمنية إلى محور صلاح الدين ومواجهة رفح مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ترفض إبلاغ مصر بموقفها الحاسم من تلك العملية الإسرائيلية.
رأي اليوم