ما هدف إسرائيل من توغلاتها البرية في غزة؟
مع تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس توغلاً برياً "مهماً" داخل قطاع غزة، في عملية فسرها العديد من المحللين العسكريين على أنها "اختبار" للاجتياح المرتقب، رأى البعض الآخر أن الاجتياح بدأ فعلياً منذ التوغل الأول المحدود الذي جرى قبل أيام.
إذ اعتمدت قوات الاحتلال الإسرائيلية في توغلاتها الخاطفة تلك على عنصر المفاجأة، لابقاء مقاتلي حماس منشغلين ومتأهبين في آن.
كما اعتبر البعض أن الجيش الإسرائيلي اعتمد هذا التكتيك في عمليته البرية لكي يبقي حماس قلقة، لا تعرف من أين سيقفز، بحسب ما نقل مراسل الشؤون الحربية في صحيفة "جيروزالم بوست".
حرب الشوارع
فبدلا من الدخول إلى عمق غزة والغرق في وحول حرب الشوارع، سانحا الفرصة لمقاتلي حماس باصطياده، اعتمد الجيش الإسرائيلي على غارات جوية مكثفة، تترافق أحيانا مع توغلات مباغتة محدودة بالمدرعات، ستتكرر مرارا في المستقبل وبشكل مفاجئ لتربك مقاتلي حماس، وتضعضع خططهم العسكرية، وفق المراسل الحربي. ما يجعل الحركة تشعر بالقلق وتعيد النظر في خططها الدفاعية.
فيما تعمد القوات الإسرائيلية إلى استخدام الطائرات بدون طيار ومنصات المراقبة من أجل رصد تحركات المقاتلين الفلسطينيين وكشف مخابئهم ومن ثم ضربها.
وهذا ما أكده رسميا الجيش اليوم السبت ناشراً مقاطع مصورة من دخول المدرعات والغارات الجوية على القطاع.
إلا أن القوات الإسرائيلية ستضطر في بعض الأحيان إلى الخروج من المدرعات والقتال من منزل إلى آخر، ومن زاوية حي إلى آخر، لرصد المقاتلين المختبئين في الأنفاق والأبنية.
وهنا قد تتحول المواجهات إلى حرب شوارع، ما يتيح المجال لحماس لضرب القوات الإسرائيلية، في معركة لا بد منها في نهاية المطاف.
يشار إلى أن إسرائيل كانت تقدمت بمدرعات إلى داخل القطاع من الشمال حيث اشتبكت مع مقاتلي حماس. في حين قصف الطيران الحربي 150 هدفا تحت الأرض.
وشاركت في تلك العملية الليلية بحسب القوات الإسرائيلية 100 طائرة.
في المقابل أكدت حماس أن مقاتليها تصدوا لتلك التوغلات واشتبكوا مع الإسرائيليين، مؤكدة أنهم في حالة تأهب واستعداد للمواجهة.