رغد صدام حسين: الامام الحسين جدنا
ليست المرّة الأولى، التي تُقدّم فيها عائلة الرئيس العراقي الراحل نفسها على أنها من جُذور تعود إلى السّادة الأشراف الحسينيين، فقد وثّق ذلك نفسه الراحل صدام حسين بعد حرب الخليج الثانية في التسعينيات، عبر مُشجّرٍ للأنساب، أكّد بأن هذا نسب آبائه، وأجداده.
وعادت ابنة الرئيس الراحل رغد صدام حسين، وغرّدت عبر حسابها في موقع (X) "تويتر” سابقاً، ناسبةً نفسها إلى السّادة الأشراف، وأن جدّها من أبيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب سبط نبي الإسلام الأكرم محمد بن عبدالله.
وقالت رغد في تغريدتها بمُناسبة عاشوراء: إن الإمام الحسين عليه السلام، هو جدّنا الذي قاتل الظلم والطغيان بسبعين رجلاً فقط.
وأضافت مُعزّيةً مُتابعيها بالقول: عظّم الله أجرنا، وأجركم بذكرى استشهاد جدّنا الحسين، وثبّتنا وإيّاكم على طريق الحق والعدل، الذي نسير به لنُصرة العراق وشعبه”.
ويبدو أن استخدام ابنة الرئيس الراحل لوصف جدنا الحسين، كان موضعاً جدليّاً بالنسبة للنشطاء والمُغرّدين، فمنهم من تعامل مع التغريدة على أنها تأريخ موثوق، ومنهم من شكّك في نسب الرئيس الراحل، وعائلته المنسوب للإمام الحسين.
ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم (الشهر الأول في السنة بالتقويم الهجري)، يُحييه المُسلمون وسط اختلاف في طقوسه وشعائره.
المسلمون من الطائفة السنية يرون أن عاشوراء هو يوم فرح (لأنه ذكرى نجاة النبي موسى من فرعون)، أما المسلمون من الطائفة الشيعية فيرون أنه يوم حزن (لأنه ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد).
وطرح مُتفاعلون مع تغريدة ابنة الرئيس الراحل، تساؤلات حول تعمّد رغد صدام حسين إعادة التذكير بنسب والدها صدام حسين "السنّي” بالإمام الحسين، وهو ثالث الأئمة عند الطائفة الشيعيّة، ومن باب الترفّع المقصود عن الطائفيّة، في بلدٍ (العراق) تحكمه اليوم حُكومات مُتعاقبة يرى البعض أنها فشلت في توحيد العراق تحت راية وطنيّة جامعة، وعلى عكس زمن أبيها الراحل حيث كان العراق بلدًا واحدًا يحكمه رئيسٌ واحد.
في المُقابل وجد آخرون بأن نسب الرئيس الراحل قضيّة شائكة تاريخيّاً، ويحتاج ربّما لطرفٍ مُحايد كي يفصل في نسب صدام حسين، وصحّة نسبه لآل البيت، فالرئيس الراحل اتهمه مُعارضوه في حينها بأن لفّق نسبه لغاياتٍ سياسيّة وفقا رأي اليوم .
ومع الجدل المُثار، عادت للواجهة بطبيعة الحال، ادّعاءات، ومزاعم قصف نظام صدام حسين للمرقد في كربلاء، وهي مزاعم نفتها حفيدة الرئيس الراحل حرير حسين كامل في كتابها "حفيدة صدام” الذي صدر العام 2018.
وحول كون الرئيس صدام من الطائفة السنيّة، وارتكاز المُشكّكين بنسبه للإمام الحسين، فهذا لا يمنع أن يكون من نسل علي بن أبي طالب، فبحسب الكاتب والباحث العراقي كنعان مكية الذي تناول هذه المسألة في كتابه "قوس النصر- الفن الشمولي في عراق صدام”. يقول: "لا شيء يمنع في التركيبة المذهبيّة العراقيّة أن يكون الإنسان من نسل علي بن أبي طالب، ويكون سُنّياً في الآن عينه”.
وتنجح رغد صدام حسين فيما يبدو في كل مرّة بعد عودتها للمشهد الإعلامي، في مُواصلة إثارة الجدل، فهي التي كانت صرّحت مُؤخّرًا، بأن عودتها للمشهد السياسي والعراق واردة، ما فتح باب التكهّنات في حينها حول عودة سياسيّة ما لها للحُكم، وجد آخرون بأنها مُستحيلة، وأن نظام أبيها البعثي قد ولّى إلى غير رجعةٍ.