حينما بكى القذافي وفتح خزائن ليبيا لإنقاذ صدام حسين
في لقاء ضمن سلسلة بمناسبة ذكرى غزو العراق، كشفت، دعد شرعب، المستشارة السابقة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي مواقف مجهولة عن ردود فعله حول ما جرى لصدام حسين خاصة بعد إعدامه.
السيدة شرعب أشارت في حوارها مع الزميل سلام مسافر في برنامج قصارى القول، إلى أن العلاقات بين الزعيمين معمر القذافي وصدام حسين كانت متذبذبة، لافتة إلى أن خلافات كانت موجودة مع صدام حسين على المستوى السياسي، لكنها ذكرت أن القذافي كان يحب صدام حسين على المستوى الشخصي.
ورأت المستشارة السابقة أن الخلاف بين معمر القذافي وصدام حسين بدأ مع الحرب العراقية الإيرانية، وكان الزعيم الليبي حينها يدعم إيران بالأسلحة والأموال.
شرعب قالت في الحوار ان معمر القذافي كان في منتهى السعادة حين تغير الوضع وانتهت الحرب بين العراق وإيران، واجتاح صدام الكويت.
وفي معرض حديثها عن هذا الأمر، أشارت إلى أن القذافي استقبل في ذلك الوقت وفدا كويتيا وأعلن أمامه أنه ضد ما قام به صدام حسين، وحين غادر أعضاء الوفد، قال لها العكس، وبما معناه "عفارم على صدام".
وصرّحت المستشارة السابقة بأن القذافي حين اندلعت الحرب مع الأمريكيين، وقف مع صدام حسين مئة بالمئة وعلنا.
وروت أن القذافي حين اختفى صدام قبل القبض عليه وقت الحرب مع أمريكا، لم ينم طيلة الفترة، وأنه كان في منتهى الانزعاج وكان "يأخذ حبوبا مهدئة"، وأنه كان يقول لها: "أتمنى خبرا تبلغيني به يثبت لي أن صدام لا يزال حيا. أنا لا أنام. أنا لا أستطيع النوم".
علاوة على ذلك، ذكرت مستشارة العقيد السابقة أن القذافي كان في غاية السعادة حين يستمع للتسجيلات الصوتية التي كان يسربها صدام حسين أثناء فترة اختفائه، وأنه طلب من توني بلير "رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت" وقف نشر الصور التي تهين صدام حسين، باعتباره رئيس دولة وقائد قواتها المسلحة الأعلى، ويتوجب القبض عليه باحترام وتقديم التحية العسكرية له، وقال له، بحسب السيدة، تصرفكم خاطئ.
يوم إعدام صدام حسين، وصفته المستشارة السابقة، بأنه كان يوما كارثيا بالنسبة لمعمر القذافي، وأنها المرة الوحيدة التي بكى فيها، وأنه جلس شهرا في مكتب مغلق، لا يكلم أحدا.
شرعب استذكرت في هذا السياق أن القذافي في القمة العربية التي عقدت في سوريا، وقف أمام الرؤساء العرب وقال لهم في خطابه، أنتم سعداء بما حصل لصدام حسين، والدور عليكم وأنه أثر في الجميع، وأن ما قاله الزعيم الليبي حصل بالفعل.
وعن سؤال حول ما يذكر عن أن القذافي خصص أموالا كبيرة لإنقاذ صدام حسين من السجن، أكدت المستشارة السابقة الحادثة مشيرة إلى أن القذافي حاول الاتصال ببعض منظمات المقاومة العراقية وببعض المنظمات الفلسطينية وكان يحاول شراء بعض الأمريكيين بهذه الأموال، وأن الفصائل وعدته بذلك، وطلبت الأموال كي يقوموا برشوة بعض الشخصيات والحراس.
في روايتها، أكدت مستشارة العقيد السابقة، أن القذافي حاول جاهدا تهريب صدام حسين من السجن، وأنه كان مستعدا لدفع مبلغ يصل إلى 100 مليار، وأنه فتح الميزانية من دون حدود.
إضافة إلى ذلك، أشارت شرعب إلى أن ابنة القذافي عائشة، وهي محامية، تبنت قضية صدام حسين وأنها كانت ضمن فريق الدفاع، وكانت تشاركه الرأي، وتدفع جميع المصاريف.